هل يفعلها غانتس ويستقيل؟
بقلم احمد حازم
تاريخ النشر: 23/05/24 | 14:34أكبر خطأ ارتكبه نتنياهو إشراك المتطرفين اليمينيين الثنائي بن غفير وسموتريش في حكومته، التي أصبح بقاءها مرهونا ببقاء هذا الثنائي الذي يفعل ويتصرف كما يشاء دون رقيب أو حسيب. نتنياهو مجبر على التعامل مع هذا الثنائي الشيطاني ليبقى “الملك” وهو في كل الأحوال يطبق عليه المثل الشعبي:” مثل الذي بالع موس لا يستطيع ادخاله أكثر ولا يستطيع إخراجه”. وهذا بالفعل حال نتنياهو. فإذا تصرف عكس إرادة الثنائي اليميني المتطرف اللذين جعلهما هو نفسه وزيرين في حكومته بصلاحيات في غاية الأهمية، يخرجان من الحكومة وسيكون السقوط مصيره. ولذلك فان بقاءه في المنصب مرتبط برضى الثنائي عليه بمعنى ان رقبته ببين يديهما.
بين فترة وأخرى نسمع اصواتا من سياسيين تعارض سلوك نتنياهو السياسي وتطالبه بتغيير نهجه، ولا سيما فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، ولكن “سمعان مش سامع”. سياسي من الائتلاف الحاكم سمعناه يتحدث بلهجة التهديد ضد نتنياهو هو وزير الدفاع السابق بيني غانتس رغم انه عضو في الائتلاف الحكومي. غانتس يهدد بالانسحاب من الحكومة. “يا ساتر شو السيرة؟” غانتس زعلان من نتنياهو لأنه لغاية الآن لم يطرح خطة لما بعد الحرب أي خطة ما يسمونه “اليوم التالي.” يعني غانتس موافق تماما على استمرار الحرب لكنه يريد شيئاً آخر.
وماذا يريد غانتس من زعيم حزب الليكود نتنياهو؟ على ذمة صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” فإن غانتس الذي انضم مع حزبه “الوحدة الوطنية” إلى الإئتلاف الحاكم في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الماضي، حدد مهلة لنتنياهو قبل الثامن من الشهر المقبل “مطالبا إياه بالالتزام بنسخة متفق عليها للحرب في غزة والتي من شأنها أن تشمل تحديد من قد يحكم المنطقة بعد هزيمة حماس، محذرا من أنه سينسحب من الإئتلاف في حال عدم حدوث ذلك وسوف ويعود إلى مقاعد المعارضة..”وما هو مضمون الخطة التي يريد غانتس من نتنياهو تنفيذها؟ الخطة تتضمن تحقيق ستة أهداف استراتيجية:
أولا: إعادة الرهائن
ثانياً: إسقاط حكم حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على غزة
ثالثاً: إنشاء آلية حكم مدنية دولية لغزة، تتضمن عناصر أمريكية وأوروبية وعربية وفلسطينية لا تشمل حماس ولا رئيس السلطة الفلسطينية
رابعاً: إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر، وإعادة تأهيل النقب الغربي (المجاور لغزة، الذي استهدفته حماس في 7 أكتوبر)
خامساً: الدفع بالتطبيع مع المملكة العربية السعودية كجزء من عملية شاملة لإنشاء تحالف مع العالم الحر والغرب ضد إيران وحلفائها
سادساً: تبني إطار للخدمة العسكرية/المدنية يخدم بموجبه جميع الإسرائيليين.
غانتس افهم العالم ولا سيما الولايات المتحدة ان يكفوا عن الحديث عن دولة فلسطينية بقوله:“لن نسمح لأي قوة خارجية، صديقة كانت أم معادية، أن تفرض علينا دولة فلسطينية”.
نتنياهو لم يبق مكتوف الايدي لما طالب به غانتس ورد عليه في بيان لاذع صدر عن مكتبه، اتهم فيه نتنياهو شريكه في الائتلاف “بـوضع إنذار نهائي لرئيس الوزراء بدلا من وضع إنذار نهائي لحماس” حتى ان نتنياهو اتهم شريكه في كابينيت الحرب، بأن مطالبه تعني “إنهاء الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن غالبية الرهائن، وترك حماس في السلطة، وإنشاء دولة فلسطينية”.
وأخيرًا… نحن أمام مشهد من “بيان وبيان مضاد” من شريكين في الائتلاف. فهل يفعلها صاحب البيان الأول غانتس ويستقيل أم أن صاحب البيان الثاني نتنياهو يستطيع بحنكته السياسية السيطرة على المشهد و”يحلها” مع غانتس “ويا دار ما دخلك شر؟” كل شيء ممكن.