بَرَاكِينُ النِّيرَانِ!

بقلم : د .ادم عربي

تاريخ النشر: 26/05/24 | 17:06

وَحِيدًا عَلَى الرَّصِيفِ
مَعَ الأَسْمَاكِ الَّتِي لَوْنُهَا
مِنْ عتْمَةِ البَرِيقِ
مِنْ غِيَابِ الشَّمْسِ
فِي حَيِّ القَصْبَةِ
يُصَنَّعُ العَقِيقُ
وَمِنْ أَمَانِي لَمْ تَتَحَقَّقْ
فِي شبَاكِ الصَّيَّادِينَ
المَوْتُ قَبْلَ الحَيَاةِ
عَلَى الطَّرِيقِ
الدَّمَامَةُ قَبْلَ الجَمَالِ
الشَّجَاعَةُ قَبْلَ الجُبْنِ المُسْتَحِيلِ
الغِيَابُ بَلْحُ الحُضُورِ
عَلَى أَشْجَارِ النَّخِيلِ
كُلُّ شَيْءٍ لِلْهَدْمِ
الأَزْمَانُ لِلْحَرِيقِ
مَاذَا تَنْتَظِرُونَ مِنْ مَاضِيكُمْ
غَيْرَ مَا انْتَظَرْتُمْ فِي الأَصْدَافِ؟
فِي الفَرَاغِ لَا مَاءَ هُنَاكَ لِلْغَرِيقِ
عَنْ مَاذَا تَبْحَثُونَ فِي أَحْذِيَتِكُمْ
بَعْدَ أَنْ تَخْلَعُوهَا؟
أَقْدَامُكُمْ فِي الزَّنَازِينِ
لِيَغْلِقُوا عَلَى البَلَدِ
فِي الصّنَادِيقِ
أَمْوَالُكُمْ فِي الأَعْشَاشِ
وَأَثْدَاءُ نِسَائِكُمْ
فِي بَارَاتِ التَّارِيخِ
حِينَمَا يُعَادُ بِنَاءُ مَضَاجِعِ القَمَرِ
بِالْمَاءِ وَالنَّارِ
وَبِالأَخْضَرِ وَالأَحْمَرِ فِي الحَرِيقِ
تَتَفَتَّحُ مِنْ فَحْمَةِ اللَّيْلِ
زَهْرَةٌ جَمِيلَةٌ
كَرِيهَةُ الرَّائِحَةِ
كَذَيْلِ ثُعْبَانٍ
كَانَتْ مُدُنِي القَتِيلَةِ
بَرَاكِينُ النِّيرَانِ
كَانَتْ أَقْطَارِي العَلِيلَةِ
بَسَاتِينُ الأَلْوَانِ
سَأَكُونُ أَغْوَى مِنَ المَوْتِ غِيًا
وَأَنَا أَرُومُ فِي نَحْرِكَ
سَأَكُونُ أَعْتَى مِنَ المَوْتِ عُتُوًا
وَأَنَا أَقُومُ فِي خَصْرِكَ
سَأَكُونُ أَكْفَرُ مِنَ المَوْتِ كُفْرًا
وَأَنَا أَعُومُ فِي بَحْرِكَ
يَمُوتُ قَلْبِي فِي الخَرِيفِ
النِّسَاءُ تَتَعَرَّى
يَضِيعُ عُمْرِي فِي الطَّرِيقِ
الأَيَّامُ تَتَتَالَى
يَغِيبُ قَمَرِي فِي التَّأْوِيلِ
الحَقَائِقُ تَتَلاَشَى
الصِّدْقُ فِي مِرْآةِ الكَذِبِ
كَذِبٌ
الحَقِيقَةُ فِي مِرْآةِ الخَيَالِ
خَيَالٌ
الأَمَلُ فِي مِرْآةِ اليَأْسِ
يَأْسٌ
القَذَارَةُ فِي مِرْآةِ النَّظَافَةِ
قَذَارَةٌ
العَمَالَةُ فِي مِرْآةِ الأَمَانَةِ
عَمَالَةٌ
السَّفَالَةُ فِي مِرْآةِ الطّهَارَةِ
سَفَالَةٌ
سَأَبْلَعُ أَفَاعِي الأَرْضِ
فَلَا نَفْسَكِ بِسُمُومِهَا تَسَمِّينِ
سَأَقْطَعُ أَجْنِحَةَ الطَّيْرِ
فَلَا نَفْسَكِ عَنْ ظُهُورِهَا تلْقِينِ
سَأَجْرَعُ أَمْوَاجَ البَحْرِ
فَلَا نَفْسَكِ فِي مِيَاهِهَا تغْرِقِينِ
كَيْفَ يَعضُّنِي قَدَمُكِ فِي البَحْرِ
مِنْ تَحْتِ المَاءِ؟
كَيْفَ يَلْفُنِي شَعْرُكِ فِي القَبْرِ
مِنْ بَعْدِ العِنَاقِ؟
دَعِينِي
أَبْكِيكِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتِي
دَعِينِي
أَحْكِيكِ قَبْلَ أَنْ تَقُولِي
دَعِينِي
آتِيكِ قَبْلَ أَنْ تَرُوحِي..
* حي القصبة : حي في مدينة نابلس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة