صدور كتاب “مواقف في أتون الصراع 2”
حسن عبادي/ حيفا
تاريخ النشر: 28/05/24 | 10:30صدر في حيفا كتاب “مواقف في أتون الصراع 2” للكاتب نمر عيسى ريحاني (يقع الكتاب في (152) صفحة من القطع المتوسط، صور الغلاف الداخلي من أرشيف المؤلف، تصميم “مجد” للتصميم والفنون – حيفا).
يشتمل الكتاب على 22 مقالة تنقل ما يحاك ويدور في الشرق الأوسط من أحداث سياسية ومؤامرات لها صلة بالقضية الفلسطينية، المشروع الإسرائيلي للاستيلاء والسيطرة والهيمنة على المنطقة، ودور الولايات المتحدة الأمريكية، مسلسل الربيع العربي، صفقة القرن ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية وأسباب صمودها، وموقفه من الانقسام الفلسطيني، ومخططات الحكومة الإسرائيلية لاستهداف عرب 48.
نُشرت غالبية المقالات في حينه في صحيفة الاتحاد الحيفاوية، وكلها ذات طابع سياسي وتعبّر عن رؤية الكاتب، وآخرها “الناطور” في اليوم المائة والثلاثين للحرب الدائرة في قطاع غزة.
يهدي الكاتب كتابه لأحفاده جميعا من ذكور وإناث لمس فيهم المسحة الجدية في استقبال الحياة.
وكتب المحامي الحيفاوي حسن عبادي تظهيراً للكتاب وجاء فيه: “تناول نمر ريحاني أموراً تمس قضية شعبه، بدوره شاهد على عصره. كتب مقالات توثّق حقبة زمنيّة طويلة، كتبها حسب رؤيته للأمور ساعةَ وقوعها، بمنظاره هوَ، دون مواربة ورياء وبنظرة ثاقبة تعبّرُ عن مواقفه الجريئة، فالرجال مواقف ونمر عزّ الرجال.
كتبها بحرقة وألم على ما يجري حوله وعلى جرح عربيّ يدمي وقضيّة تضيع وأثبت بأنّه صاحب رؤية ورؤيا لإنسان يعي ما يدورَ حوله من مؤامرات وحبَكات تُحاك ضدّ شعبه فيصرخ عبر خواطره، فلم يكن جاهلًا ولم يسكت وحاول أن يوصل رسالته وصوته، بحنكته وتجربته الحياتيّة، تيمّناً بما قاله علي بن أبي طالب “لو سكت الجاهل ما اختلف الناس”، ونمر ليس بالجاهل.
يشخّصُ رواية شعب ويوميّاته بأسلوب مميّز متألّم وموجوع، يتطرّقُ لأشياء صغيرة تمُرّ في حياتنا، لا نُدركُ أهميّتها وجمالها، ربّما لصغر حجمها، أو لعدم اكتراثنا بها، أو لأنّنا نضعُ نظّارةً لا ترى مثل هذه الأمور، إلاّ إذا غيّرنا عدسات نظّارتنا وبدأنا نُقرّب الصورة لنرى تفاصيل الأمور، عندها سنرى أمورًا صغيرةً تؤثّرُ فينا.
نمر لم يكن مهادنًا أو متلوّنًا في خواطره، بل كان البوصلة التي يُحتذى بها… ونعمَ البوصلة.
كأني بأبي هشام يقف أمام محكمة التاريخ ليصرخ صرخة دوستويفسكي في “بيت الموتى”،
كتب ونشر كي لا يُقال: ما من شاهد على ذلك العصر!
***ولد نمر ريحاني في قرية كفركنا الجليلية في فلسطين، في العشرين من شباط 1935، درّس 16 عاماً، بين معلم ومدير مدرسة، لم يُرض خطه السياسي الحكومة، فتربصت له المخابرات، ووجّهت له تهمة أمنية وحوكم وسُجن وتبع ذلك إقالته من وظيفته في سلك التعليم وصار محاسباً. ما زال يزاول العمل والكتابة، جالساً على كرسيه في مكتبه، منتصب القامة ومرفوع الهامة.