من وحي المراحل
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 08/06/24 | 12:09 لعل رؤية تسعة عشر جوان ألف و تسعة مئة و خمسة و ستون أستيقظت من سباتها في الثاني عشر من ديسمبر ألفين و تسعة عشر. فهل المجتمع الجزائري يسعفه الحظ معها في ألفين و أربعة و عشرون ؟ و هل وصل لمقارنة المراحل التي مرت بها البلاد بعد ما إتضح له المجال و إنقشع له الضباب شيئا فشيئا ؟. أكيد أن المشهد فرض واقع لا ينكر ولا يخفى في مزيد من الوضوح للإتجاه في بناء الدولة و وعي المجتمع بتحليله للمراحل السابقة و خاصة الأخيرة. و أكيد أيضا أنه لا يمكن النهوض للدول مهما وفرت من وسائل في التنمية و رفاهية المواطن إذا كانت درجة الحس المدني فيها غائبة، و تبقى تتخبط في المشاكل و النزاعات البيزنطية و التدخل الأجنبي و تقبل الأراء المستوردة. بينما إذا ركزت و استثمرت في وعي الفرد، تتخلص من الضغط الخارجي و يدرك مجتمعها من يسيطر عليه من الدول القوية من خلال الظلم الجائر و التحكم في كل ما هو ضروري للعالم، فيولد فيه تفكير عميق في إيجاد و سائل الخروج من الحصار و ينتبه أن خيرات بلده التي تُصَدر بإمكانه إستغلالها و تنميتها أحسن من الأجنبي في مكانها و الإستفادة منها.
كانت بعض الأمم والمجتمعات محاصرة بالإعلام المزيف و الإشاعات المغرضة و البروبغندة و حتى الآن مزال مفعولها يسري في بعض المناطق. لكن أمام وضعية التحول الحالي وما تظهره الأنباء، ألا يمكن أن توسع نظرة المواطن إلى أن تتجاوز ندرة الزيت في بلادنا و غيرها مثلا إلى ما يجري من أحداث و ما يحاك في محيطه إقليميا و دوليا على الأقل؟. إن ثقافة التكامل بين المجتمعات و الدول و التنسيق بين القطاعات داخل الدولة نفسها، كانت محجوزة بالنسبة للعالم الثالث، بمخطط من المستفيد بواسطة الإعلام لإظهار واقع معاكس تماما و إقحام مشاريع تعود لمعدها ربحا أكثر من العامل فيها و تضليله بمشاريع التكنولوجية و الرفاهية بعيدا على التي تضمن أمنه و تنميته.