نتنياهو المتورط في حربين وعزلة دولية
بقلم احمد حازم
تاريخ النشر: 08/06/24 | 23:07الحرب التي جرت بين حزب الله وإسرائيل في صيف عام 2006 يطلق عليها في لبنان “حرب تموز” وتسميها إسرائيل ” حرب لبنان الثانية”. ومهما اختلفت التسميات فإن الحرب هي حرب يسقط فيها آلاف القتلى والجرحى وتشهد تدميرا مخيفا في المباني. وبالرغم من ان هذه الحرب التي بدأت في 12 تموز (يوليو) 2006 بين قوات حزب الله والجيش الإسرائيلي والتي استمرت 34 يومان يحتفل بذكراها حزب الله كل عام كيوم انتصار، الا ان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يندم على تنفيذ حزبه للعملية التي أدت لهذه الحرب. فقد قال في السابع والعشرين من شهر آب/أغسطس 2006 أي بعد انتهاء “حرب تموز” بأسبوعين وفقاً للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي: “لو كنت أعلم أن عملية خطف جنديين إسرائيليين كانت ستؤدي إلى هذه الحرب لما قمنا بها”.
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد ثمانية أشهر على حرب نتنياهو على قطاع غزة والتي لم تحقق أهدافها لغاية الآن، بل على العكس من ذلك الحقت بإسرائيل خسائر بشرية واقتصادية وسياسية ومعنوية لم تشهدها من قبل: هل يجرؤ نتنياهو على الاعتراف كما فعل نصر الله.
الجيش الإسرائيلي متورط في حرب عسكرية على جبهتين في آن واحد. الاولى حرب في الجنوب على قطاع غزة والثانية حرب موازية لها في الشمال مع حزب الله. في الأولى لا حدود للقصف ضد حماس وفي الثانية يسري “قواعد الاشتباك” بمعنى ان تبادل القصف له قواعد ملزم للطرفين بمعنى انه محدود. الحرب الأساسية هي الحرب على حماس في قطاع غزة، حيث تسرع نتنياهو ووضع هدفين رئيسيين لها: أولهما تحرير الرهائن لدى حركة حماس وثانيهما القضاء على الحركة وقادتها. وفي الحرب الموازية مع حزب الله والتي بدأها الحزب دعما لأهل غزة لم يضع نتنياهو هدفا معينا، بل نصر الله هو الذي قال انه سيوقف الحرب عندما توقف إسرائيل حربها على قطاع غزة.
هذا يعني ان الجيش الإسرائيلي متورط في حرب مع حماس كان يعتقد بأنه يستطيع الانتهاء منها بوقت قصير، لكنه اصطدم بواقع مغاير تماما لما اعتقده، وعرف ان أكتوبر2023 ليس يونيو 1967عندما استطاعت إسرائيل هزم ثلاثة جيوش عربية في ستة أيام من ذلك العام، بينما لا تزال تبذل وتستخدم كل ما لديها من قوة وبدعم أمريكي كبير منذ ثمانية أشهر من اجل “النصر المطلق” على حماس لكنها عجزت لغاية الآن. ولا شيء في الأفق يدل على ان باستطاعتها فعل ذلك حتى باعتراف قادة أمنيين إسرائيليين. اسمعوا هذا الاعتراف:
في مقال له تحت عنوان “الحقيقة المرة: حماس والجهاد لن تُهزما بالتحركات العسكرية”، نشرته صحيفة “معاريف” قال الرئيس السابق لجهاز(الموساد) داني يانوم: “رغم الوجود العسكري للجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء قطاع غزة، لن تُهزم حماس والجهاد بالتحركات العسكرية، ولن يعود المختطفون بالضغط العسكري دون ترتيبات سياسية ونحن غير قادرين على تحقيق أهداف الحرب في الشمال (لبنان) والجنوب (غزة)”.
وأخيراً… نتنياهو متورّط في حربين: حرب عسكرية ضد حماس وحزب الله، وحرب سياسية ضد محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنائية الدولية. “شوف يا أبو يائير كيف بدك تطلع من هالمستنقع؟”