إسرائيل اليهودية المدعومة أمريكيا وحزب الله الشيعي المدعوم ايراني
بقلم الأعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 12/06/24 | 16:33“عدوان” لدودان لن يلتقيا أبداً. إسرائيل وحزب الله. “العدو” الأول له تجربة شديدة مع “العدو” الثاني في شهر تموز /يوليو عام 2006 في حرب استمرت 34 يوما. و”العدو” الثاني حزب الله استفاد من هذه التجربة قتاليا واعتبرها نصرا، وان كان “العدو” الأول له رأي آخر.
في تلك الفترة وفي أيام الحرب، تفتقت عبقرية وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس وقالت في مؤتمر صحفي خلال لقاء روما الدولي حول الحرب في لبنان والذي انعقد في السادس والعشرين من شهر يوليو/تموز عام 2006إن حرب لبنان هي “آلام الولادة القاسية للشرق الأوسط الجديد”..
ما قالته رايس ليس صدفة بل هو حصيلة دبلوماسية أولى للحرب التي شنّتـها إسرائيل على لبنان. فماذا قصدت كونداليزا رايس، حين قالت ذلك بعد زيارتها لإسرائيل في تلك الفترة الزمنية؟ لقد قيل وقتها، ان الولايات المتحدة تطلّ على حرب لبنان بصفتها جزءاً من حربٍ أشمل أو على الأقل بكونها خطوة مهمّـة نحو إحياء مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الموسّـع.
صحيح ان المشروع الأمريكي فشل، لكن المحاولات لا تزال مستمرة في اساليب وطرق وأهداف جديدة. هم الآن يريدون تغيير وجه المنطقة من خلال حرب غزة والحرب على لبنان. هم يحتفلون الآن بتحرير أربعة رهائن لدى حماس. من حقهم ذلك، ومن حق أمهات الأربعة رهائن الاحتفال بعودتهم، و(عقبال أمهات أسرى فلسطينيين.) لكن هل تعتبر عملية استرجاع هؤلاء الأربعة عملية نوعية استراتيجيا تستأهل كل هذه الضجة الإعلامية التي طبل وزمر لها إعلام نتنياهو؟
في الطرف الآخر من الحرب هناك حزب الله الذي تواجه قواته الجيش الإسرائيلي دعما لحماس في غزة كما قال تصر الله. أمريكا تدعم إسرائيل وجيشها في الحرب على حماس وعلى حزب الله، وهذا ليس سرا وباعتراف الجانبين. و”حزب الله” لا ينكر أبدا دعم نظام “الولي الفقيه” في إيران له. وقد قالها حسن نصر الله ذات يوم بصراحة: “أكلنا وشربنا وسلاحنا يأتي من إيران.” هذا يعني وجود معركة “كسر رؤوس” بين أمريكا وايران.
بصريح العبارة، ان حزب الله لا يقاتل إسرائيل هذه المرة من اجل تحرير أراض لبنانية، بل من أجل ما أسماه “حرب المساندة والنصرة” لكنه لا يريد توسيع هذه الحرب. بل بالعكس تماما يريد تجنبها بسبب الوضع الداخلي اللبناني المتأزم سياسيا واقتصاديا. وقد يكون “نتنياهو” راغبا فى إشعال حرب واسعة مع حزب الله لأسباب شخصية، وهو ما اعترف به حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن في لقاء تلفزيوني، قال فيه بالحرف أن “الناس لديها كل الأسباب للاعتقاد بأن بنيامين نتنياهو يريد مواصلة الحرب لضمان بقائه السياسي” .
وأخيراً… صحيح ان حزب الله “الشيعي” المدعوم إيرانياً، ملتزم بـ “قواعد الاشتباك” لكنه أعلن بوضوح انه لن يتخلى عن “الاشتباك” الا إذا أوقفت إسرائيل “اليهودية” المدعومة أمريكيا الحرب على غزة، وهناك لكل حادث حديث.