نتنياهو وبايدن وصراع البقاء في المنصب

بقلم الإعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 15/06/24 | 12:59

وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليسا رايس، قالت ذات يوم لا توجد صداقة دائمة لأمريكا بل المصالح هي التي تتحكم بالعلاقات. وللتاريخ الشرق اوسطي حكاية عمرها 24 سنة وهي إحدى حكايات أمريا في هذه المنطقة، التي لن يذكر تاريخها أمريكا بأي إيجابية، لما ألحقته بهذه المنطقة (وغبرها أيضاً) من مآسي ودمار. فخلال مؤتمر روما الدولي حول الحرب في لبنان الذب انعقد في السادس والعشرين من شهر يوليو/تموز عام 2006، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس خلال المؤتمر الصحفي إن حرب لبنان هي “آلام الولادة القاسية للشرق الأوسط الجديد”.

ما قالته رايس ليس صدفة بل هو حصيلة دبلوماسية أولى للحرب التي تشنّـها إسرائيل في لبنان فماذا قصدت كوندوليزا رايس، ، حين قالت ذلك بعد زيارتها لإسرائيل في تلك الفترة الزمنية؟ لقد قيل وقتها، ان الولايات المتحدة تطلّ على حرب لبنان بصفتها جزءاً من حربٍ أشمل أو على الأقل بكونها خطوة مهمّـة نحو إحياء مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الموسّـع.

وقيل وقتها أيضاً، أن الآفاق الإستراتيجية التي تتطلّـع إليها الولايات المتحدة لحرب لبنان في الشرق الأوسط، تتطابق إلى حد كبير مع آفاق تكتيكية تتعلق بالوضع الداخلي الأمريكي، وبالتحديد بمعركة الانتخابات التشريعية الحاسمة في تلك الفترة.

التاريخ يعيد نفسه. وقتها، وحسب المعلومات المتوفرة كانت إدارة بوش، قد أعطت نفسها مهلة ثلاثة أشهر لمحاولة ترتيب أوضاع الشرق الأوسط الجديد، لأن نجاحها كان يضمن لها حتماً مواصلة السيطرة الجمهورية على مجلسي الكونغرس من نواب وشيوخ، وبالتالي، على البيت الأبيض في انتخابات 2008.

هكذا كانت الحالة الامريكية، وهي نفس الحالة التي تعيشها أمريكا الآن قبل أربعة شهور من انتخابات الرئاسة الأمريكية بين مرشح مدان في المحاكم الامريكية اسمه رونالد ترامب، فعل لإسرائيل ما لم يفعله غيره من الرؤساء الامريكيين وبين مرشح يريد اعتلاء كرسي الرئاسة الامريكية مرة ثانية ليواصل دعمه اللامحدود لإسرائيل التي تشن حربا شعواء على قطاع غزة منذ حوالي تسعة شهور. بمعنى ان بايدن يصارع في الخارج الى جانب إسرائيل املا منه في دعم يهود أمريكا له، ويصارع داخليا ضد منافسه ترامب. الحالة الإسرائيلية الحالية شبيهة بالوضع الأمريكي. نتنياهو يصارع على جبهتين محلية وخارجية من أجل البقاء في المنصب. لا يهمه كيف بل يهمه الهدف.

الحديث الآن عن صفقة جديدة مطروحة أمريكيا وإسرائيليا أمام حماس للموافقة عليها، ويأمل بايدن في نجاح هذه الصفقة لأنها تلعب دورا كبيرا ومهما في تقدمه في معركة انتخابات الرئاسة الامريكية التي يتم التحضير لها في هذه الأيام. لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه. وحسابات بايدن تختلف عن حسابات حماس، لكنها تتلاقى مع حسابات نتنياهو لأن الهم الوحيد للاثنين هو البقاء في الرئاسة. ليس ما يريده بايدن او ما يريده نتنياهو يجب ان يتم، لأن موقف حماس من أي طرح مشروع تفاوضي يؤخذ بعين الاعتبار.

وأخيراً…تستطيع إسرائيل ان تفعل ما تشاء في قطاع غزة، لكنها لا تستطيع (لا هي ولا أمريكا) فرض موقف في المشهد التفاوضي. أضحى مبارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة