كان حجًّا ميسورًا وبعون الله مبرورًا

د. محمود ابو فنه

تاريخ النشر: 24/06/24 | 20:30

في عام 2010 أعاننا الله، أنا والمرحومة الزوجة أمّ وسامي، على أداء فريضة الحجّ، وقد امتدّت الرحلة الإيمانيّة للديار المقّدسة 24 يومًا (من 31.10.2010 حتّى 23.11.2010). وبعد أسبوع من عودتنا الميمونة من الديار الحجازيّة كتبتُ النصّ التالي:

30.11.10
قلوبٌ خافقة، عيونٌ دامعة، نفوسٌ خاشعة!
أكفٌّ ضارعة، شفاهٌ راجفة، جموعٌ حاشدة!
كيف لا، ونحنُ نكحّلُ العينين بمرأى المسجد الحرام؛ المسجد الذي سرى منه نبيُّنا محمّد (ص) إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله!
المسجد الذي يحتضنُ الكعبةَ المشرَّفةَ!
المسجد الذي شهد انتصارَ النّور والحقّ على جحافل الظّلام والشِّرك!
تضرّعي وصلّي يا نفسُ خشوعًا وابتهاجًا برؤية أنوار المسجد الحرام!
كيف لا، ونحن نصلّي ونتعبّد في رحابِ البيت العتيق منبع الإيمان والفداء!
كيف لا، ونحنُ نطوفُ حول الكعبة المشرَّفة رمز الطّهارة والصّفاء!
كيف لا، وهذه الجموع المؤمنة تجمعّت من كلّ فجٍّ عميق تتضرّعُ للباري عزَّ وجلّ أن يكون حجّهم مبرورا، وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا!
ما أروعَ هذا الحشدَ الإنسانيّ المتآخي العابد!
كيف لا، وجميع الحجّاج في لباس الإحرام الموحّد يقفون في عرفة، وألسِنتُهم تنطِق بحبّ الله ورسوله، والكلّ يتفرّغُ للدّعاء والذِّكر والقراءة في كتاب الله المُبين!
كيف لا، وضيوفُ الرّحمن يغادرون عرفة ويتوجّهون إلى المزدلفة للصّلاة، ثمّ ينتقلون لمنى لرمي الجمرات (يوم عيد الأضحى) بقلوب راضية مطمئنّة، مكبّرين باسم الله والله أكبر، وبعد تقديم الهدي يتمُّ الحلقُ أو التّقصير، فيكون التحلّلُ الأصغر!
ويأتي طوافُ الإفاضة حول الكعبة المشرّفة، والسعي بين الصّفا والمروة تأدية لشعائر الله اقتداءً برسول الله الّذي دعانا للأخذ بمناسكه، وبعد طواف الإفاضة يكون التحلّل الأكبر!
وقبل الرّحيل عن أمّ القرى نقوم بطواف الوداع في البيت العتيق وقد تزوّدت النّفوس بزاد وافرمن التّقوى والورع، وتحصّنت القلوب بالإيمان الرّاسخ لفعل الصّالحات والابتعاد عن الطّالحات!
أداء فريضة الحجّ كانت – وما زالت – محطّة بارزة في حياتي وستبقى ترافقني ما دام القلبُ ينبضُ بالحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة