خلفية تهديد حزب الله لقبرص والحرب الكلامية بين نصر الله وإسرائيل
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 25/06/24 | 19:53ما يجري من تبادل تهديدات بين إسرائيل وحزب الله ليس بجديد، لان هذه التهديدات كنا نسمعها باستمرار قبل أحداث السابع من أكتوبر الماضي ولا سيما في فترة الخلاف على حقل الغاز البحري كاريش وحقول أخرى متنازع عليها بين لبنان واسرائيل كادت ان تؤدي الى اشتعال حرب بين الجانبين، حتى أتى المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين الى المنطقة عدة مرات، ولعب دوراً كبيرا في تهدئة الوضع والتوصل الى اتفاقية بين الجانبين في شهر أكتوبر عام 2022 . وقتها، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن لبنان اعترف بإسرائيل من خلال موافقته على الاتفاق على ترسيم حدوده البحرية مع الدولة العبرية بوساطة أميركية.
لكن الموفد الأمريكي هوكشتاين، الذي حقق نجاحا بين لبنان وإسرائيل بترسيم الحدود البحرية بينهما، يعجز هو وغيره من موفدي الدول الغربية الكبرى، عن التوصل الى أي صيغة اتفاق لوقف القتال الدائر بين إسرائيل وحزب الله، رغم تعدد زيارات الوساطة، وظل حزب الله متمسكا بموقفه القائل “اوقفوا الحرب على غزة نوقفها في لبنان”.
لكن المشكلة تجاوزت هذه المرة دائرة القتال بين الجانبين، لان حزب الله وسع تهديداته الكلامية الى خارج حدود إسرائيل ووجهها الى الجزيرة القبرصية، وهذا ما ورد في خطاب حسن نصر الله في التاسع عشر من الشهر الجاري، الذي قال عنه الاعلام الإسرائيلي اله من ” أقوى خطابات نصر الله على الإطلاق”. الأمر المفاجئ في خطاب نصر الله تحذير قبرص من مغبّة استخدام إسرائيل أراضيها في أيّ هجوم تنفّذه ضدّ لبنان.
في شهر أبريل/ نيسان الماضي، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو أجرى مناورات في الأجواء القبرصية. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن المناورات تستهدف تجهيز المنظومتين الدفاعية والهجومية. وقتها شدد مسؤولون عسكريون كبار بالجيش الإسرائيلي، على أن الجيش متأهب لأي عملية عسكرية في أي جبهة،
هذه المناورات التي نفّذتها إسرائيل في جبال قبرص التي تشبه جبال لبنان، وتحاكي حرباً على لبنان. وفي مناطق ومطارات قبرصية، اعتبرها نصر الله وعلى ما يبدو موجهة ضد لبنان وبالأحرى ضد حزب الله، بقوله في تحذيره: ان ” فتح مطارات قبرص وقواعدها لإسرائيل لاستهداف لبنان يعني أنّها أصبحت جزءاً من الحرب”.
اتهام نصر الله لقبرص لم يأت من فراغ. فقبل أسابيع وصل الى بيروت وفد من المخابرات القبرصية وقابل مسؤولين في الدولة وأحد المسؤولين في حزب الله، وفهم منه أنّ قبرص أقامت نوعاً من التفاهم مع إسرائيل وحلف شمال الأطلسي حول إمكانية أن تستخدم إسرائيل والأطلسي الأجواء والقواعد والمطارات القبرصية في حال وقوع أيّ عمل عسكري في البحر الأبيض المتوسط. وكان هذا هو السبب في توجيه نصر الله رسالة شديدة اللهجة إلى قبرص ومن خلفها إلى الدول التي تريد استخدام مطاراتها ضدّ لبنان.
وأخيراً… نقطة أخرى لا بد من الإشارة اليها وهي وجود قاعدتين عسكريتين بريطانيتين في قبرص هما “أكروتيري” و“ديكيليا” اللتان تحتضنان اجهزة تنصت على كل دول حوض شرق البحر المتوسط، لا سلطة للحكومة القبرصية عليهما، وواضح ان تهديد تنصر الله موجه أيضا لهاتين القاعدتين.