الوالديّة مسؤوليّة فيها المحبّة والتّعب والصّبر والمتعة!
د.محمود ابو فنه
تاريخ النشر: 02/07/24 | 8:12هناك العديد من الأمور نجهل حقيقتها وأبعادها ومسؤوليّاتها حتى نجرّبها!
من تلك الأمور التي تندرج ضمن ذلك: تجربة الأمومة والأبوّة!
فمهما قرأنا أو سمعنا عن هذه التجربة – الأمومة والأبوّة – لا يكفي لمعرفة المسؤوليّات والأتعاب والسهر والحنان والخوف والقلق والمشاكل والسعادة والفرح التي ترافقنا ونلقاها ونحن نعيش هذه التجربة الإنسانيّة الرائعة مع الأبناء!
وفي الواقع المعيش نجد الكثير من الآباء والأمهات يحاولون، بكلّ ثمن، إرضاء أبنائهم، ويبدو أنّهم يبغون تعويض ما فقدوه في طفولتهم من رعاية حانية، وما حرموا منه من حاجيات أساسيّة ضروريّة!
وينسى الوالدان أنّ التّربية المثلى لا تعني، بالضرورة، تلبية جميع طلبات الأبناء، والسعي المحموم لإرضائهم، بل بمحاولة غرس القيم الإيجابيّة الدالّة فيهم، وأفضل الطّرق لذلك هي القدوة الحسنة لأبنائهم في أقوالهم وأفعالهم، والحوار المتكافئ، والدّعم والتّعزيز، وليس اتّباع أسلوب الوعظ المباشر أو اللّجوء إلى أساليب القمع والتعنيف والعقاب، أو معاملتهم بدلال مفرط ومنحهم كلّ ما يطلبون!
والمفروض أن يكون هدف الوالدَين في تربية الأبناء أن ينشؤوا سعداء أصحّاء إيجابيّين واثقين ومعتزّين بأنفسهم، وأن يمنحاهم المحبّة والتّسامح، ويتجنّبا الانتقادات المُحبطة لهم، فالرّسائل الإيجابيّة الّتي يتلقّاها الطّفل من والديه في سنواته الغضّة المبكرة تشكّل شخصيّته في المستقبل.
ويحتاج الوالدان كذلك إلى الصّبر والتّسامح والمحبّة والقبول غير المشروط للأبناء إذا ارتكبوا بعض الأخطاء والتسرّع، أو إذا فشلوا في بعض المهامّ.
وليتذكّر الوالدان أنّ الأبناء قد يتأثّرون بما يجري حولهم في محيطهم القريب، وما يتعرّضون له من تأثير وسائل التّواصل الاجتماعيّ، وما يطرأ عليهم من تطوّر ونمو وتغيير جسديّ ونفسيّ خاصّة في مرحلة المراهقة.
بورك الوالدان اللّذان يتحلّيان بالوعي والمعرفة والدّعم والمسؤوليّة والمحبّة تجاه أبنائهم.