ألو… شرطة …. إلحقـوني !!
تاريخ النشر: 14/09/10 | 23:49بقلم: يوسف جمل
توقظني زوجتي لحضور رجال من الشرطة يقفون بباب المنزل وينتظرون ريثما يجيبهم أحد من داخل البيت وقد أصاب الجميع الهلع لا يدرون ما الخطب.
نزلت على عجل وشريط الأحداث والذكريات وسيناريو الساعات والأيام الماضية يمر على عجل في ذهني, أبحث بين سطوره وفي مجرياته عن احتمالات بشيء ما حدث معي والقلق من احتمال بحدوث شيء مع أحد من أفراد أسرتي جعل هذه الزيارة إلى بيتي من قبل أفراد من الشرطة في عصر يوم رمضاني شديد الحرارة يصحبه هدوء وهجوع في الحي الذي أسكنه.
لقد ذهلت من قدرة الإنسان على سرعة مراجعة أيام وأسابيع من حياته وإجراء فحص وتمحيص داخلها عن سبب ربما يستدعي هذا الحضور المفاجىء الغريب وانتهى بي الأمر إلى الاطمئنان والهدوء اللذان منحاني الثقة والراحة واستقبال رجال من الشرطة حضروا بسيارة شرطة رآها كل الجيران والمارة والله يجيب اللي فيه الخير !!
وبعد استفسار تبين أنهم حضروا إلى بيت أحد الجيران ولا يعرفون البيوت فظنوا أن هذا بيته ولا أدري لماذا ؟
سألتهم ماذا حدث وما الأمر ؟ اكتفوا بالاعتذار وتركوني أضرب أخماساً بأسداس ولعل السبب شيء جلل يستدعي الاهتمام والاستفسار والمتابعة حرصاً على الجار أو ربما يحتاج الأمر إلى التدخل في ما لو كان جاري غائباً عن البيت أو احتاج أهله إلى مساعدة في هذه الزيارة الغريبة وجارنا عزيز ونحن رب المنزل .
وما هي إلا لحظات حتى غادر رجال الشرطة بيت جاري قبل أن أتحرك للذهاب إليه, تبين بعدها أن هناك بلاغ كاذب وصل إلى مركز الشرطة على لسان فتاة بأن جاري يعتدي على ابنته ويحبسها ويضربها وأن صاحبة البلاغ هي ابنة جاري .
بعدما تأكد رجال الشرطة من كذب البلاغ اعتذروا وغادروا وأغلقت الأبواب والنوافذ.
وما هي إلا أيام قليلة فإذا بصديق لي يسرد علي قصة مشابهة حدثت له مجملها أن رجال الشرطة حضروا إلى بيته بدعوى قيامه بالاعتداء على زوجته وأن الذي قدم البلاغ امرأة ذكرت اسم زوجته وكأنها هي المشتكية.
يحدثني صديقي والابتسامة على محياه ويقول حضر إلى البيت رجال الشرطة ونحن نجلس في شرفة المنزل نتسامر ونحتسي القهوة ونأكل من حلويات رمضان وخيراته ونتابع المسلسلات وقد ذهلنا من ذلك كما وتفاجىء رجال الشرطة من ما كانوا يتوقعون رؤيته , من زوجة مضروبة وكدمات على الوجه ودم يسيل ويد مكسورة ودموع غزيرة ورجل يقدح شرراً ويلهث ويتصبب عرقاً من الجهد الذي بذله في العلقة الساخنة التي وجدوا عوضاً عنها قهوة ساخنة وحبات رمان بلون الدم تتلألأ في صحن كريستالي بديع.
ما كان مني إلا أن ربطت ما بين الواقعتين وخلصت إلى أن هناك من يتصل بالشرطة ويقدم بلاغات كاذبة على لسان نساء وفتيات يبلغ فيها عن طلب المساعدة والتدخل من رجال الشرطة لفك الارتباط وإنقاذ المعتدى عليها من براثن الآباء أو الأزواج , فتسارع الشرطة لأداء دورها حرصاً وحفاظاً على السلامة ومنعاً للعنف أو الجريمة .
وما بين هذا وذاك يتبين أن هناك من يجد متعة ولذة غريبة في ذلك وخاصة ونحن في رمضان الكريم المليء بالخير والمحبة والتسامح, المليء بالصلاة والدعاء والرجاء, المليء بالزكاة والصدقات والعطاء, المليء بالتكافل والتراحم وصلة ذوي القربى والخشوع والخضوع والخشية من الله تعالى, المليء بالتوبة والعدول عن الشر والأذى والضرر لكنه لا يزال البعض منا من يجد السبيل إلى المكر والدهاء والفتنة والإيذاء والتلاعب بالأعراض وبالمشاعر والأحاسيس ويجد المتعة في ذلك وربما يقول بعدها اللهم إني صائم.
اليوم صار انه اذا عليت صوتك بالبيت على البنت او الزوجة صار انه كل الجيران بتصير ما احسنها وبتتصل بالشرطة انك موتتها…واحيانا البنت بتموت بين ادين ابوها وكل البلد بتتفرج ” ابوها بادبها” …واحيانا الكل بتصل بالشرطة وهي نايمة..
بطل حدا عارف شو بصير. عشان هيك الاحسن نتعلم انه العنف بجميع انواعه غير تربوي ( رفع الصوت على الغير كمان عنف )
هون ببلاد برة اذا بموت الواحد الكل بتفرج او حتى بتفرجش ..بمرق وبكمل مشي.!!!
على الاقل الشرطة اجت ..حيوها وتروح لحالها مصاريش اشي
يالله منيح..هاي القصة اهدافها كتيرة وممكن نفهم منها اشيا كتير مش بس انه في ناس فاضية برمضان و ” بتتسلى” على حساب الغير…كمان لازم ندير بالنا من تعنيف المراة الداير هالايام بالبلاد.اليوم القانون مع المراة فانتبهوا يا رجاله
شو يا اخ يوسف جمل…على الاقل الشرطة عندكم فعالة..احنا هون كل يوم بنتصل انه جارنا بضرب بنته وما حدا بعمل اشي لا الشرطة ولا غيرها..
يالله هياك الفت قصة من ورا هالقصة.
حياك الله يا استاذ يوسف ومشكور على مقالك الهادف.
الشرطه في بلادنا منهمكه من كثرة المشاكل وعلينا, بل واجبنا ان نساعد الشرطه لكي تقوم بالمهام الملقاه على عاتقها, بالمحافظه على الامن والنظام.
القانون معظمه جاء ليرتب العلاقات ما بين الناس ومرتكب الجريمه يجب ان يحاكم ويدفع ثمن اخطاءه, ليكن عبره لضعفاء النفوس.
نحن كمجتمع كل فرد في موقعه, علينا ان نعمل كل ما في وسعنا من اجل تثقيف اولادنا وتربيتهم التربيه الصالحه والسلوكيات الايجابية.
تحية طيبة وبعد
أشكر موقع بقجة
وجميع القراء والمعقبين
كما وأشكر المحامي جمال أبو فنة على متابعته لمقالاتي وتعقيبة الذي منه ومن أمثاله استمد المتابعة والملاحظات القيمة التي تحتويها لمساته الطيبة وقلمة الطيب الجميل واتمنى أن أظل عند حسن ظنكم والله ولي التوفيق
الشرطة في خدمة الشعب وكما يبدو من الحادثة التي ذكرتها في مقالك فان الشرطة فعلا قامت بواجبها وهذا ما نرجوه منها في كل قرية من قرانا لمنع الجريمة ومعاقبة من قام بأي خطأ او اساءة من اي نوع بحق الأخرين…
وامر أخر هذا الإزعاج من قبل الغير عمل غير تربوي…فهنالك امور حساسة لا يسمح بتاتا المزاح فيها لما فيها احراج وازعاج…والله يصلح الجميع …وبارك الله فيك يا استاذ يوسف على مقالاتك الموضوعية التي تتطرق فيها الى مضامين جوهرية من واقع الحياة في كل المجالات فأنا اتابع مقالاتك ويعجبني اسلوبك الشيق في نقلها لنا نحن القراء…وتشكر وننتظر منك المزيد المزيد.
مقال موضوعي بناء يعكس فعلا من واقع مجتمعنا الذي اصبح في الفترة الأخيرة مليئا بالعنف المدمر
تحياتي لك ولقلمك المبدع
هذه هي فوضى شر النفوس الضعيفه التي لم تسمع ذات يوم عن وجود شيئ يدعى اخلاق قيم ومبادئ , فقد اصبح مثل هذه الاعمال التافها المشينه مصدر تسليه ومتعه لمثل هؤلاء النوع من البشر عديمي الضمير
يا الله شو صاير بالدنيا
حرام هذا الشيء فيه ازعاج بدون سبب
مشكور جدا يا استاذ يوسف على هذه المقاله ولكن باعتقادي مضمونها ليس عمل الشرطه وقيامها بواجباتها بل كثرة السوء والعمل على تلطيخ سمعة البشر من خلال محاولات تشويه سمعة البشر حتى وادعاء ببلاغات كاذبه تفجر صميم القلوب لتصل لايدي الشرطه التي ستصبح الخبر العاجل على كل لسان وخاصه في وسطنا العربي .
الحمد لله ان البلاغ كان كاذب والموقف الذي دار امام الاعين كان من ارقى المناظر براءه.
مشكور استاذنا على هذه اللفته الادبيه ,ولكن هل برأيك امثال هؤلاء المفسدين سيكونون من قراء مواقع ادبيه شهمه واصيله مثل بقجه ؟