اللعب .. أداة أساسية لنمو وتطور المصابين بالتوحد
تاريخ النشر: 25/11/11 | 1:30إن مهارات اللعب من المهارات الأساسية التي يفتقر إليها الطفل التوحدي التي يجب أن تأخذ الكثير من الاهتمام من المتخصصين، وكذلك من الأهل.. فكيف يمكن تنمية هذه المهارات، التي لها عظيم الأثر في تنمية المهارات التواصلية والإدراكية والتفاعلية وغيرها عند الطفل التوحدي، إضافة إلى أهميتها في تطوير مستوى أدائه؟
كيف تنمو مهارات اللعب وتتطور؟
معظم الأطفال يمرون بالمراحل التالية خلال تعلمهم اللعب
– اللعب الاستكشافي والعشوائي. الطفل يهز، ويدق، ويقلب اللعبة أو (الشيء) أو يضعه في فمه ليستكشف الأشياء بتذوقها والنظر إليها، والاستماع إليها، أو تحسسها.
– اللعب الوظيفي الأولي. يبدأ الطفل باستخدام الأشياء بالطريقة الملائمة التي وجدت من أجلها، فمثلا يمشط شعره بفرشاة الشعر، ولكنه أيضا قد يمشط الأرض، أو المكعبات، وحتى ملابسه بشكل غير مناسب في هذه المرحلة.
ويبدأ الطفل أيضا في هذه المرحلة بدفع السيارات، وفتح وإغلاق العلب، والاستماع إلى هاتف الأطفال، ويستخدم الفوطة لمسح الأشياء، وبجمع أجزاء علبة بسيطة جدا.
– اللعب الوظيفي المتأخر. يبدأ الطفل باستخدام معظم الألعاب والأدوات والأوراق، بطريقة مناسبة، حيث إنه هنا (لا يفرش) البلاط بفرشاة الشعر، أو يستخدم الأدوات بشكل غير مناسب.
والطفل هنا يجب أن يبدأ بالاستجابة للأوامر مثل «أرني ماذا حدث لقدمك؟»، فيخلع حذاءه. ويجب على الطفل أن يجيب عن الأسئلة التي تتعلق بأحداث مصورة في الكتب أيضا.
وعلى الأسرة أن تتأكد إذا كان الطفل يستطيع أن يشير إلى صورة الشيء إذا ذكرت له وظيفته أو فائدته، وسبب استخدامه، فمثلا يستطيع الطفل أن يشير إلى صورة الكرسي عندما تسأله: «إيش اللي نقعد عليه؟».
– اللعب الرمزي – البناء. يبدأ الطفل هنا باستعمال الرموز أثناء اللعب، فمثلا يمكنه أن يتظاهر بأن اللعبة أو الصندوق قطار أو سيارة.
– اللعب التخيلي. هناك المزيد من القدرة على الخلق والتصور في هذه المرحلة، إذ قد يلعب الطفل مع أصدقاء أو حيوانات خيالية، أو يتظاهر بأنه شخص آخر، يتظاهر الطفل هنا بأنه حصان أو طبيب أو «سوبرمان»، ولا توجد حدود لخيالاته، حيث إنه يستخدم جميع الأشياء الروتينية في الحياة المنزلية عندما يلعب «بيت – بيوت»، وكذلك يقوم بتمثيليات جادة مع نماذج الحيوانات.
أنشطة لتطوير المهارات
وحول الأنشطة التي تساعد على تطوير مهارات اللعب عند الطفل، فإنه يجب على الأهل أن توفر الأدوات والألعاب المناسبة للمرحلة التي يمر بها طفلك، وأن تعلمه كيفية استعمال هذه الأدوات والألعاب بنفسك أمامه، وتجذب انتباهه إلى كيفية استخدامها، وعليك اختيار عدد محدود من الألعاب والأدوات في كل مرة. استخدم النشاطات التالية لمساعدته على تطوير مهاراته حسب مستواه، وحسب المرحلة التي يمر بها، ثم انقله تدريجيا إلى المرحلة الأكثر تطورا.
– مرحلة اللعب الاستكشافي. زود الطفل بالفرص المناسبة، لاستكشاف الألعاب والأدوات باستخدام حواسه المختلفة، وتأكد من استعمال ألعاب وأدوات أمينة، وغير سامة ولكنها ملونة، ومثيرة للاهتمام، واستخدم أولا المواد والأطعمة المتوفرة عادة في منزلك، وإليك بعض الطرق لتأكيد استعمال الحواس المختلفة.
السمع: تحدث عن الأشياء وأنتما تلعبان بها، فمثلا قل: «الكتاب وقع على الأرض». تحدث عن الأصوات التي تحدثها الأشياء، فمثلا قل: «استمع للورقة، إنها تخشخش، تخشخش».
استخدم العديد من الأشياء التي تصدر أصواتا مختلفة، مثل أصوات الخشخشة، وأصوات الجرس، وأصوات الفرقعة (صوت الفشار)، وأصوات الدق أو النقر (صوت الساعة).
النظر: تأكد أن طفلك ينظر فعلا إلى الأشياء، أدرها ليراها من جميع الاتجاهات.. المس وجهه واجعله يدور حولها إن لزم الأمر، وحرك كل أداة أو لعبة وأدرها حتى ينظر إليها.
ساعد طفلك على تحسس الأشياء من جميع جوانبها. دعه يجمل كل أداة أو لعبة، امسح اللعبة أو الأداة على خديه، أعط الطفل الكثير من الفرص للمس وتحسس مختلف الأشياء، وتأكد من أن تكون متفاوتة النعومة أو الخشونة، ومتفاوتة في درجة حرارتها.
الحركة: ساعد طفلك على هز كل أداة وتحريكها، ووضعها بهدوء على طاولة، لأن هذا يساعد الطفل على سماع الأصوات التي يصدرها أو يسببها الجسم.
أحضر إسفنجة ناعمة، ودع طفلك يرميها، وأعطه الفرصة ليركض أو يزحف وراءها، إن هذا يساعده على استكشاف حركة الجسم. ساعده ليتحرك، ويدفع الأشياء، ويجرها وأعطه ملاعق وبعض الأواني لينقر عليها.
التذوق والشم: ضع أطعمة مختلفة أو أشياء أخرى لها رائحة بجانب طفلك، فإذا كانت أطعمة، فدعه يلمسها أو يتذوقها، حيث إن معظم الأطفال في هذه المرحلة يحاولون استكشاف ما حولهم من الأشياء بوضعها في أفواههم، دع طفلك يفعل الشيء نفسه، ولكن تأكد أن الأشياء الخطرة أو القذرة بعيدة عن متناول يديه.
اللعب الوظيفي – اللعب الوظيفي الأولي: إذا وجدت طفلك يلعب بلعبة أو أداة بشكل مناسب فتوقف لمراقبته، وشجعه بابتسامة، فبعض الآباء يتركون طفلهم يلعب وحده بهدوء، ويشعرون بالرضا لأن ذلك يعطيهم المجال لإتمام أعمالهم، ولكنهم بهذا التصرف يشيرون إلى الطفل بأنه يلعب بالطريقة المناسبة التي ترضيهم.
وفي الواقع إن هذا ليس تصرفا سليما. والتصرف السليم هو أن لا يترك الطفل يلعب وحده، ومن الضروري أن تكون حريصا على مكافأة لعبه الذاتي بالاهتمام والمديح، وبخاصة عندما يستحق ذلك وليس عندما يلائم لعبه مزاجك ورغبتك في الهدوء، فإذا ما ترك الطفل يلهو وحده من دون اهتمام أو مديح يتقلص إقباله على اللعب شيئا فشيئا، وغالبا ما يترك اللعب، ويعود للجلوس مع والديه.
اختر أداة واحدة أو اثنتين في الوقت الواحد لتعليم طفلك، أعطه المجسمات أو الأدوات التي قد يضعها في فمه، أو يهزها أو يطرقها، خذ الأدوات واستعملها الاستعمال الصحيح بنفسك، مثلا خذ المشط ومشط شعرك أو مشط شعره، احرص على استخدام كلمات تصف ما تفعله وتعبر عنه مثلا، قل: «شايف.. مشط شعر.. بابا بيمشط شعره». أعط الطفل فرصة أخرى ليلعب بالأداة، وإذا بقي طفلك غير قادر على تقليد ما فعلت، أمسك بيديه وساعديه.
وقد تحتاج أحيانا إلى شريك، فمثلا قد يقوم فرد آخر من الأسرة بمساعدة طفلك على دحرجة الكرة (جيئة وذهابا) ما بينك وبين طفلك، في كل مرة يقوم طفلك بتقليد وأداء الحركة المناسبة، أعطه الكثير من الاهتمام والمديح.
– اللعب الوظيفي المتأخر: إذا كان طفلك ينجز الأفعال المذكورة أعلاه باستمرار دون مساعدة من الآخرين فإنه على الأغلب جاهز لمزيد من اللعب المخطط له، أضف المزيد من الألعاب المذكورة في القائمة السابقة كلما تطور طفلك، فمثلا أضف ألعابا يمكنه الركوب عليها (riding toys) وألعاب الألغاز (Puzzles)، والأجسام البيضاوية والصناديق التي تتكدس فوق بعضها حسب حجمها، وأوراق وأقلام التلوين.
نشاطات مقترحة
وأخيرا، فهذه مجموعة من النشاطات المقترحة لهذه المرحلة من نمو الطفل، ننصح بتجربتها:
– حفلة التذوق: ضع 4 أو 5 كميات صغيرة من أطعمة مختلفة، ضع كلا منها في طبق، واطلب من أفراد العائلة تذوق كل منها، واحرص على أن تكون الأطعمة مفضلة من قبل المجموعة.
الآن يمكنك تغطية أعين جميع أفراد العائلة، كل منهم حسب دوره، واطلب إليهم التعرف على نوع الطعام من رائحته، ثم من طعمه.. وعند كل طبق اسأل طفلك إذا كان هذا هو طعامه المفضل، فمثلا اسأله: «هل هذا آيس كريم؟»، وكافئه كلما حدد نوع الطعام بشكل صحيح.
ماذا تسمع؟ أعط طفلك الفرصة ليألف الأصوات التي تصدر داخل المنزل، دعه يقرع جرس الباب، ويدير قرص التليفون، ويفتح حنفية الماء، ويفتح الراديو، ويدق على الباب، وبعد ذلك العب معه لعبة «ماذا تسمع؟»، وذلك بإصدار صوت ما أو تسجيله على مسجل، ثم اطلب منه أن يشير إلى الشيء الذي أصدر الصوت أو أن يسميه، فإذا كانت إجابته صحيحة، فدعه يذهب ويصدر الصوت (مثل دق جرس الباب).
– صندوق المتاهة: اصنع صندوقا من الكرتون له غطاء من القماش، واترك فتحة الغطاء تسمح بمرور اليد فقط لمعرفة الأشياء باللمس، بحيث لا تراها العين، ويقوم أفراد الأسرة بوضع أشياء داخل الصندوق، ثم يقومون باستخراج أشيائهم عن طريق لمسها باليد. ويمكن أن يُسأل الطفل عن الأشياء التي وضعت في الصندوق، ثم يبدأ باستخراجها ليتأكد من أن توقعاته صحيحة.
ما هو؟ إليك قائمة ببعض المواد واستعمالاتها، التي يمكنك تعليمها لطفلك بواسطة لعبة تخمين مسلية:
– ماذا نقرأ؟ (كتبا) – ما الذي نغسل به أجسامنا؟ (صابون) – ما الذي تلبسه بقدمك؟(حذاء) – ما الذي نركب فيه؟ (سيارة) – ما الذي ننام عليه؟ (سرير) – ما الذي نعرف به الوقت؟ (ساعة) – اللعب الرمزي – البناء: وفر أوقاتا محددة كل يوم للعب مع طفلك، وفر له الفرص ليلعب مع أطفال آخرين من مستوى نمو أعلى قليلا من مستواه، وفر له دمى ومكعبات وأطباقا بلاستيكية، وصناديق صغيرة، ودمى سيارات وشاحنات، ودمى حيوانات وملابس ألعاب، وألوانا وأوراقا. شجعه على اللعب بهذه الألعاب معك. العب بالصندوق كسيارة أو قطار، تظاهر بأنك تبني المكعبات.
– اللعب التخيلي: ساعد طفلك على تذكر الأحداث التي تحدث بانتظام وذلك بالحديث عنها، واقرأ القصص له بانتظام، إنه سيتعلم تذكر الأحداث حسب تسلسلها الزمني.
العبا معا لعبة بالاعتماد على قصة يعرفها ويألفها، وفي البداية سيقوم بأداء جميع الأدوار، ومع الوقت فإنه سيمثل الأدوار مع العرائس، والحيوانات، أو مع الأطفال الآخرين.
وبعد ذلك، سيقوم بتوجيه الأحداث والحركات وأخذ عدة أدوار أثناء اللعب، تأكد أن لدى طفلك دمى متنوعة ومجموعة ملابس لها، وأدوات طبيب، ومواد أخرى تصلح للألعاب التخيلية.