اعترافات مثيرة: “كوابيس وانهيار اقتصاد وتآكل الدبلوماسية”
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 16/07/24 | 14:22عنوان المقال ليس من بنات أفكاري. فانا كمحلل سياسي عربي فلسطيني في هذا البلد، الذي يقول عنه حكامه انه “البلد الديمقراطي الوحيد في الشرق الاوسط ” ممنوع عليّ أن أكتب ما أشاء وأن أحلل الوضع كما أراه، لان قانون الطوارئ يمنعني من ذلك، وإن فعلت وتجاوزت الخط الأحمر فالتهم جاهزة دائماً. لكن المحلل اليهودي مهما كان اتجاهه السياسي فلا يتعرض لأية مساءلة قانونية عما يكتب ويحلل لأنه كما يقول المثل: “ابن فرفور ذنبه مغفور”
عنوان المقال اقتبسته من مقال للسياسي اليميني أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، نشره موقع “والا” العبري، تحدث فيه عن الوضع الراهن في إسرائيل، معربا عن قلقه للحالة الإسرائيلية، حيث قال ليبرمان في مقاله: “جنودنا يعانون من الكوابيس والاقتصاد الإسرائيلي ينهار والدبلوماسية تتآكل والشمال يحترق وإيران تواصل تسليح نفسها، والحكومة غير الشرعية مستمرة كأن شيئا لم يحدث”.
ليبرمان الذي كان يوما ما وزيرا للدفاع في حكومة شكلها نتنياهو وكانت علاقته مع نتنياهو مثل “العسل” يعترف بأن المجتمع الإسرائيلي مصدوم. ولذلك يقول في مقاله:” لا يكاد يوجد شخص في المجتمع الإسرائيلي لم يفقد أحد معارفه أو صديقه أو قريبه في الحرب الأكثر صعوبة علينا”.
ليبرمان له موقف سلبي من حكومة نتنياهو رغم انه كمنا ذكرت، كان وزيرا سابقا عنده. فهو ينتقد استمرارية حكومة نتنياهو ويعتبرها “غير “شرعية”. حتى المفاوضات مع حماس ينظر اليها ليبرمان بعين مختلفة تماما، إذ يرى أن المفاوضات يجب أن تتم بعيدا عن عدسات الكاميرات.
ولكن ما الذي يريده ليبرمان؟ زعيم حزب إسرائيل بيتنا غير راض عما يفعل نتنياهو ويطالب “بتكليف فريق مهني بقيادة نيتسان ألون لقيادة المفاوضات ومنحه الدعم الكامل” ليس هذا فقط بل ذهب بعيدا في موقفه من المفاوضات “داعياً رئيس الموساد للخروج من المفاوضات للتركيز على التحدي الإيراني فقط.”
فمن هو نيتسان الون الذي يرى فيه ليبرمان مفاوضا قويا؟ هو لواء احتياط جريء في مواقفه امام نتنياهو ويمثل الجيش في المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الاسرى في غزة. ففي السابع والعشرين من شهر مايو السابق وعلى ذمة القناة 12 العبرية، أعرب الون عن فقدان أمله بشأن فرص التوصل إلى اتفاق مع حكومة نتنياهو بشأن الاسرى، الامر الذي يشير إلى إحباط الجنرال الون من رفض نتنياهو إظهار ليونة أكبر للتماشي مع موقف حماس في المفاوضات.
المعارضة الإسرائيلية بشكل عام تطالب باستقالة نتنياهو، لكن ” العين بصيرة واليد قصيرة” و”بيبي” غير مهتم لا بالمعارضة ولا بالمظاهرات وحتى ولا بالرئيس الأمريكي. الكل ما عدا الائتلاف يرى “ضرورة لإعادة إسرائيل إلى المسار الصحيح من خلال تشكيل حكومة جديدة” ولكن ما الهدف من ذلك؟ الهدف وكما يقول ليبرمان في مقاله، “اعادة بناء الردع الإسرائيلي”
بقي علي الإشارة الى نقطة مهمة وهي ان ليبرمان ليس احسن من نتنياهو فلسطينيا. حزب ليبرمان واحد من الأحزاب الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. ومن المبادئ الثابتة في سياسة ليبرمان وحزبه إسرائيلياً: تهجير فلسطينيي 1948 إلى غزة والضفة الغربية وإلى الدول العربية المجاورة وإعلان إسرائيل دولة يهودية نظيفة لا مواطن فيها سوى اليهود والعمل فوراً على ضمّ المستوطنات اليهودية القائمة حالياً في الأراضي الفلسطينية، وذلك بحجة أنها أرض توراتية،
وأخيراً… خلال مكالمة هاتفية ودية اجريتها اليوم مع قيادي فلسطيني بارز في رام الله، وهو صديق لي منذ سنوات طويلة، سألته عن “رئيسه” محمود عباس. لم يجب واكتفى بضحكة فقط وانتهت المكالمة.