كيف اكون جزء من عالم ابنتي؟
تاريخ النشر: 11/05/14 | 8:55ام تحدثنا فتقول لدي 4 ابناء ابنتي الكبيرة تبلغ اثنا عشر عاما، هي طفلتي المدللة دائما ما كنت اعتبرها اختي او صديقتي منذ كانت صغيرة اعطيتها ثقة في النفس، منحتها القدرةعلى اتخاذ القرارت .
منذ صغرها كانت بالنسبة لي هي العالم بأسره خاصة اني ولدت بعدها ولدين يعانون من مشاكل في التطور، فكنت اعتبرها انها اجمل شيء حصل لي في حياتي.
اليوم هي على اعتاب المراهقة.. اراها تبتعد عني يوما بعد يوما- تتحدث مع الشباب دون ان اعلم –تكذب علي كثيرأ- لا تحدثني عما يدور حولها –تعامل اخوتها بطريقه فظة وغليظة لا تبدي احتراما للاخرين وتحاول ان تتعدى كل حدود التربية التي انأشناها عليها انا ووالدها.
لا ادري كيف اعاملها لقد استخدمت معها كل وسائل التربية ولكن لا حياة لمن تنادي اشعر اني لم اعد اسيطر على تصرفاتها الغير مقبولة.
لا اريد ان اقسو عليها فتبتعد اكثر ولا اريد ان يتدهور وضعها اكثر ماذا افعل!!.
اجاب عن الاستشارة: المستشارة التربوية: منار سواعد
نرحب بك ايتها الاخت الفاضلة: ونشكرك على مشاركتك لنا همومك ونتمنى ان نزودك بالآليات التي تساعدك ان شاء الله.
وبداية اقول لك ان تربية الابناء ليست بالأمر الهين ومن واجبنا كأهل ان نسعى دائما لتطوير طرق التربية التي تتناسب مع الجيل حتى نستطيع احتوائه لأننا كثيرا ما نخطأ ظنا منا اننا مصيبون فنبالغ في تدليل ابنائنا فنضيعهم بدل ان نرشدهم.
ثانيا: اريد ان اطلب منك ان تهدأي من روعك وان تخففي من شعورك بانك قد فقدتي السيطرة لا نك اذا فكرت في هذ الجانب فبالفعل سوف تفقدين السيطرة فدائما هنالك وسائل نتفادى بها ما بقي.
ثالثا: فترة المراهقة التي تمر بها ابنتك هي فترة حرجة للغاية تتميز بالتقلبات المزاجية وقلة الاستقرار والبحث عن الاستقلالية والرغبة بخرق الحدود والتعرف على الجنس الاخر–فتجد الفتاة او الشاب يحاولون ان يبحثوا عن انفسهم في كل ما هو غريب او يخالف عقائدنا وعاداتنا وفي مثل هذه الحالة وجب على الاهل ان ينمو لدى ابنائهم الوازع الديني الذي تربوا عليه وان يحاولوا استعادة قلوبهم المؤمنة بذكر الله والدعاء لهم.
المشكلة التي توجهينها مع ابنتك هي مشكلة غالبية الاباء والامهات مع ابنائهم في هذا الزمان.
لأننا قد تربينا على مخافة الله وخشية مخالفة امره فيما لا يرضيه من علاقات هاتفية او غير هاتفية محرمة فدعونا نفكر بان مجتمعاتنا من اين لها هذا التوجه المخالف من صداقات عادية بين شباب وفتيات؟ الاعلام والمسلسلات الأجنبية التي جعلت الحرام حلالا والمخالف لعقائدنا عادي، ومن هنا وجه على اصحاب الشأن ان يسلطوا الضوء على ظواهر التعارف داخل المدارس التي كانت محضنا للتعليم فغدت محضنا للفساد وان يقودوا دفة التغيير الايجابي الى ما يرضي الله.
لهذا انصحك ان تحيي فيها نوازع الايمان وان مرضاه الله مقدمة على مرضاة الاهواء.
وحاولي ان توجدي حولها صديقات صالحات ملتزمات يصحبنها الى طريق العلم والادب والعفاف ومن ثم اجلسي معها وتحاوري معها حوارا هادئا لتخرج ما في داخلها فتكون انتي صديقاتها ولا تصديها ابدا حتى لو استغربتي كلامها او اسلوبها اسردي لها القصص التي تتحدث عن شابات على قدر من الجمال صالحات قدمن حياتهن لله اللين ثم ابحثى في نفسك عن السبب الذي يدعوا ابنتك لتكوين مثل هذه العلاقات فوفري له الحب والحنان والاحتواء منك ومن والدها..
ولا تنسي كثرة الدعاء والتضرع الى الله والاستعانة به واوصيكي دائما بالصبر والهدوء في التعامل واللين مع كل ما هو غريب وشاذ.