ماذا بعد (إسراطين) وحل الدولتين؟
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 21/07/24 | 12:01في الخامس عشر من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني عام 1988 اعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن إعلان دولة فلسطين وذلك خلال الدورة 19 للمجلس الوطني الفلسطيني والتي انعقدت في قاعة قصر الصنوبر في الجزائر العاصمة، وكنت انا واحدا من المدعوين لحضور هذه الدورة. نظريا، كان الإعلان عن دولة فلسطين، خطوة سياسية مهمة وضربة معلم من ياسر عرفات للقادة العرب لوضعهم أمام مسؤولياتهم إزاء القضية الفلسطينية. لكن هذه الدولة من ناحية عملية لم تكن سوى دولة في الهواء فقط وان اعترف بها وقتها العديد من الدول.
اعلان ياسر عرفات عن تأسيس دولة فلسطينية لم يأت من فراغ بل اعتمد على حل الدولتين الذي يقوم على تراجع العرب عن مطلب تحرير كامل فلسطين وعلى أساس دولتين في فلسطين التاريخية تعيشان معًا، هما دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، استنادا الى قرار مجلس الأمن رقم 242 . وقد اعتمد بعض الفلسطينيين هذه المبادئ عام 1974 في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني وأصبحت فيما بعد مرجعية المفاوضات في اتفاق أوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.
يقول السياسي اللبناني الدكتور مصطفى علوش في تحليل له: “ان مسألة حلّ الدولتين، هي أنشودة بليدة تتكرّر على لسان كلّ العاجزين عن الحلّ، أو الجاهلين لطبيعة جغرافيا الأرض والديمغرافيا، أو العارفين باستحالة تطبيقها، لكن ينتظرون الزمن ليأكل القضيّة أو يجد لها حلّاً عجائبياً، وهناك بالتأكيد من يستثمر باستمرار الصراع ولا يريد بالأصل أن يكون هناك حل”.
الدكتور علوش على حق في قوله. بدليل ان الولايات المتحدة اقوى دولة في العالم وهي المسيطرة على الامم المتحدة واخواتها تتشدق دائما بحل الدولتين ولا تعمل ابدا لتنفيذه.
الدولة الليبية التي زرتها أكثر من مرة بدعوات رسمية في سنوات الثمانينات والتقيت رئيسها معمر القذافي ضمن وفد صحفي، حكمها القذافي 42 عاماً (2011 / 1969) من خلال انقلاب عسكري على النظام الملكي. كان القذافي زعيما مثيرا للجدل سياسيا واجتماعيا لكنه كان داعما كبيرا ومهما للقضية الفلسطينية ولحركات التحرر الفلسطينية والعربية وغير العربية.
الرئيس المصري الأسبق أنور السادات قال عنه ذات يوم: “الواد المجنون بتاع ليبيا”، فيما نعته الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان بـ”كلب الشرق الأوسط المسعور”، وفق تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية.
لكن هذا “الكلب المسعور والواد المجنون” أصدر عام 2000 كتابا اسمه “الكتاب الأبيض” عرض فيه مقترح دولة “اسراطين” أي دولة واحدة لشعبين. والاسم اوجده القذافي من اول أربعة حروف من اسم إسرائيل وآخر ثلاثة حروف من اسم فلسطين. هكذا بكل بساطة أراد القذافي حل القضية الفلسطينية.
بعد مرور أسبوع على حرب “السيوف الحديدية” في غزة قال عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب «العدالة والتنمية» في المغرب والداعم للقضية الفلسطينية: “لا حل إلا حل الدولة الواحدة التي تضم المسلمين مع اليهود مع المسيحيين على مساحة فلسطين كلها.” هذا الطرح هو نفس ما طرحه القذافي فبل أربعة وعشرين عاما. الفكرة تأتي هذه المرة من سياسي مغربي كان رئيسا للحكومة المغربية خمس سنوات.
وأخيرا… نعم، الفلسطينيّون في غزة ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا في هذه البقعة من العالم في زمن أضحت فيه الهمجية سيدة الموقف، فغلب الطغيان