المصالحة الوطنية الفلسطينية ضرورة لغاية سامية حتى ولو في الصين!
أنس أبو سعده (كاتب وباحث/ هولندا)
تاريخ النشر: 24/07/24 | 11:32اتفاق المصالحة الذي وقع في الصين قبل عدة ساعات يختلف عن أي اتفاق مصالحة وقع في أي مكان آخر..!
لظروف ومعطيات كثيرة لم تكن متوفرة في المرات السابقة، ليس لها علاقة مطلقاً بمكان توقيع الاتفاقات السابقة ولا بمن قاد تلك المناقشات التي سبقت توقيعها وإنما لأسباب موضوعية سوف أسردها في هذا المقال الذي بين أيديكم. المهم في الموضوع هو دورنا نحن وخاصة النخبة الفلسطينية في تحويل هذا الاتفاق إلى واقع ونقله من الورق إلى الفعل ومن الصين إلى فلسطين بكل ما تعني هذا الاسم من معاني بالنسبة لنا كفلسطينيين وللعرب من تاريخ طويل وحضارة عامرة. وما تعنيه فلسطين القبلة الأولى ومسرى النبي صل الله عليه وسلم ومنبت الأنبياء والصالحين وما تعنيه هذه الحقائق لأمة الاثنا مليار..
علينا أن نكون شهود حق وليس شهود زور خاصة وأن الاتفاق الموقع أجمعت عليه كل الفصائل الفلسطينية بجميع مسمياتها وانتماءاتها السياسية وهذا للأسباب نفسها التي سأذكرها حالاً:
– وصل الجميع لقناعة تامة أن لا فائدة ترجى من الانقسام بعد أن اتضح أن الفلسطيني وحتى العربي مستهدف مهما كانت قناعاته وفصيله، بل أن الاحتلال معني بإنهاء الوجود الفلسطيني والعربي من الوجود،
– اتضح للجميع أن الاحتلال ما هو إلا مشروع غربي أمريكي – أوروبي في المنطقة العربية وهدفه أو أهدافه هو السيطرة على مقدرات العالم العربي منطلقاً من فلسطين المحتلة لأنها الحلقة الأقوى في الوطن العربي وليس الأضعف كما كان الكل يعتقد وبخسارتها سوف تخسر كل الأمة العربية والإسلامية،
– بدى واضحاً وبعد تسعة أشهر أن الاحتلال يترنح بعد أن انكشفت عورته بل وضعفه ولولا تلك المظلة من مشغليه لما بقي لأشهر معدودة،
– الطرفين الرئيسين في معادلة الانقسام باتوا على يقين أن دول العالم كلها ولو اجتمعت على كلمة رجل واحد لن تجلب التحرر والاستقلال، وانما نظام سياسي فلسطيني موحد شفاف وعادل يشارك فيه الجميع في التشريع والتنفيذ والمراقبة هو الوحيد الكفيل بخلاصنا من هذا الاحتلال ومن تقرير المصير
لعل قرارات محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية رغم عجزهما عن تنفيذ قرارتهما إلا أنهما وضعا الأسفين الأكبر في جسم هذا الاحتلال المؤقت ولن يستمر حتى ولو بقي لبعض الوقت ولسبب بسيط أن العالم بدأ يدرك أنه احتلال لشعب آخر وأنه باطل بكل ممارساته ليس بقرار مني أو من أي أحد وانما بقرار من القانون الدولي والقانون الإنساني ومهما طال الزمن.
لذلك وبحكم هذا الاتفاق على الجميع الالتفاف حول القيادات الفلسطينية دون النظر لمسمياتها ما دامت تعمل على تطبيق بنود هذا الاتفاق وعلى هذه القيادات إخراس كل الأصوات والنعيق الذي يملئ الفضاء من أنصارهم أو مناصريهم في حق أي من المشاركين في التوقيع هذا الاتفاق كي نصل للمصالحة الحقيقية لنحاول معاً وقف المجزرة المستمرة على الأرض الفلسطينية والتي تزهق أرواح المدنيين بشكل لم يعد يتحمل..