رئيسان لحكومتي النمسا والسويد اوروبيا الجنسية وفلسطينيا الهوية
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 25/07/24 | 13:36سياسيان أوروبيان يسجل لهما التاريخ مواقفهما من أجل القضية الفلسطينية: الاول سياسي نمساوي، اسمه برونو كرايسكي شغل منصب مستشار النمسا (رئيس حكومة) هو أول يهودي يتولى هذا المنصب منذ عام 1970 وظل فيه حوالي 13 عاما حتى 1983. لكنه استقال ليس بسبب فضائح سياسية أو أخلاقية أو مالية، كما جرت العادة لدى العديد من السياسيين، بل بعد فشل حزبه ( الحزب الاشتراكي النمساوي) في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات.
هذا المستشار النمساوي كان أوروبي الجنسية والانتماء الجغرافي لكنه كان فلسطيني الهوى والسياسة. وهو الذي طالب بإقامة دولة فلسطينية منذ سبعينيات القرن الماضي، ويسجل له التاريخ انه أول زعيم غربي التقي ياسر عرفات عام 1980 واول سياسي أوروبي حث أوروبا على ضرورة القيام باتصالات مع العالم العربي لتحقيق حل سلمي لقضية الشرق الأوسط. ولذلك ليس من المستغرب ان تصفه رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة جولدا مائير بـ “اليهودي الكاره لنفسه.”
أما السياسي الثاني فاسمه اولوف بالمه الذي كان رئيسا لحكومة السويد بين 1969 و1976، وأعيد انتخابه سنة 1982 وقد اشتهر دولياً بمواقفه الجريئة وصراحته الشديدة في ما يخص كثيرا من القضايا الدولية مثل قضايا السلام والديموقراطية والقضية الفلسطينية التي قيل انه بسببها تعرض للاغتيال في 28 فبراير/شباط عام 1986من قبل المدعو شل شوباري أحد زعماء “المسيحية الصهيونية”
فقد نشرت صحيفة “داجن” السويدية اليومية في عددها الصادر بتاريخ 12 كانون الثاني (يناير) من عام 1988 مقالا للبروفسور السويدي سيجبرت أكسيلسون، وهو أحد مستشاري أولوف بالمه اتهم فيه وبشكل مباشر شوباري الذي صرح قبل مقتل بالمه: (لقد خالف أولوف بالمه قوانين الرب عندما دعى ياسر عرفات لزيارة السويد، من هنا عليه أن يلوم نفسه بنفسه، وعليه إذاً واجب الموت). وكان شوباري قد أكد مقولته هذه في مقابلة أجرتها معه الجريدة ذاتها بعددها الصادر بتاريخ 19 كانون الأول (ديسمبر) من عام 1987.
ما دعاتي للكتابة الآن حول هذين السياسيين، تصويت الكنيست في الثامن عشر من الشهر الجاري، على قرار يرفض قيام دولة فلسطين. لماذا الرفض؟ اسمعوا السبب المضحك: “اقامة دولة فلسطينية سيشكل خطرا وجوديا على دولة إسرائيل وقد يؤدي ذلك إلى إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة”. وهل يوجد انسان عاقل يصدق ان إقامة دولة خاصة بالفلسطينيين ممكن ان تزعزع استقرار المنطقة وتهدد وجود إسرائيل؟
وما دام الشيء بالشيء يذكرنـ أتذكر اني شاركت في مؤتمر صحفي حول الشرق الأوسط دعا اليه المستشار النمساوي الأسبق برونو كرايسكي وكان ذلك اذا لم تخونني الذاكرة في العام 1980. وقتها كان الحديث يدور أيضا عن حل الدولتين. وقد سأله صحفي ألماني عما اذا كان اقتراح إقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل يشكل خطرا عليها؟ فرد عليه المستشار كرايسكي بإجابة مقنعة بالقول: وهل تشكل المانيا الديمقراطية خطرا على المانيا الاتحادية المجاورة لها؟ فسكت الصحفي.
كرايسكي كان مكروها من قبل إسرائيل لأنه رفض مفهوم “الأمة اليهودية الواحدة”، لان اليهودية عنده عقيدة وليست انتماء عرقيا وهذا ما ورد في كتابه (النمسا بين الشرق والغرب) وعلى إثر ذلك وصفته رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة جولدا مائير بـ “اليهودي الكاره لنفسه.”
وأخيرا… شكرا محمد بركة. لقد أبدعت في وصف خطاب نتنياهو في الكونغرس الأمريكي قولك: ” هو مهرجان رقص على دم الشعب الفلسطيني”.