حرب المسيّرات تدخل تاريخ اسرائيل
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 26/07/24 | 20:15في العاشر من شهر يونيو/ حزيران الماضي نشر حزب الله مشاهد استطلاع جوية لمواقع إسرائيلية أمنية في منطقة الشمال، وأطلق على الشريط المصور “هذا ما رجع به الهدهد”. والهدهد هو اسم مسيذرة حزب الله التي وصلت الى شمال إسرائيل وقامت بمهمتها دون ان يعترضها أحد. لا يهمنا الحديث عما رجع به هدهد نصر الله من معلومات تفصيلية لكي لا نلامس الخط الأحمر لقانون الطوارئ بل يهمنا معرفة عدم تصدي الجيش الإسرائيلي للهدهد. في مثل هكذا تحليلات حساسة فانا أستشهد فقط بمصادر معلوماتية إسرائيلية.
مصادر إسرائيلية قالت إن إسرائيل كانت على علم بتسلل “الهدهد” والحدث كان تحت السيطرة، لكن لم يتم إسقاط المسيرة. كيف ولماذا؟ حسب موقع “واينت” العبري استنادا لمصادر أمنية في سلاح الجو الإسرائيلي، فإن الجيش الإسرائيلي رصد هذه المسيرة وكانت تحت السيطرة، ورغم ذلك لم يتم إسقاطها. اذا كان الامر كذلك (؟!) فمن الناحية المنطقية والعسكرية ان يتم اسقاط المسيرة . اسمعوا تبرير السلطات المختصة “اللي ما بركب عالعقل”:
السبب لذلك وكما ورد في موقع “واي نت” هو” ان الحديث يدور عن مسيرة تصوير، وتشغيل الصواريخ الاعتراضية كان من الممكن أن يسبب الهلع وحتى يمكنه أن يسبب أضرارا بسبب شظايا الصاروخ الاعتراضي.” لا أدري إذا كنت انا الوحيد “اللي ما فهم هذا التبرير” ام ان غيري هم مثلي أيضا؟ كيف ان مسيرة تجسس (والتصوير في هذه الحالة هو من ناحية عملية مهمة تجسس) يتم تركها تحت هذه المبررات غير المقنعة.
يوجد تضارب في مواقف السلطات المعنية فيما يتعلق بالتبرير. قناة i24NEWS العبرية تحدثت عن وجود إمكانية أن تكون مسيرة قد تسللت إلى إسرائيل قبل أيام وقامت بتصوير الفيديو. ولكن كيف؟ اسمعوا الحكاية حسب رواية القناة العبرية نفسها: قبل أيام قليلة، دوت صفارات الإنذار في حيفا وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن هذا إنذار كاذب، وهناك احتمال وجود علاقة بين الحالتين. شو يعني؟ هذه طريقة “وفسر الماء بعد الجهد بالماء”
لكن يبقى أمامنا احتمالية واضحة ممكن تصديقها وتدل على فشل الأجهزة المعنية في اكتشاف المسيرة: المسيرة هدهد 3″ وحسب المعلومات المتوفرة هي طاائرة كهربائية بلا بصمة حرارية أو صوتية، ما يصعب من ملاحقتها واكتشافها. هذه المعلومة تؤكد عدم مصداقية القول ان المسيرة كانت تحت السيطرة.
مسيرة أخرى اسمها “يافا” اقلقت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية. هذه المسيرة ليست فلسطينية رغم اسمها وليست لبنانية بل هي يمنية المصدر قطعت نحو 2000 كيلومترا ” وما حدا شافها ولا حس فيها” وسقطت في تل ابيب. كيف هيك يا أجهزة أمنية؟ اسمعوا ما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت بناء على تقديرات إسرائيلية: “المُسيرة تم تصميم رأسها الحربي بما يتلاءم مع رحلة طويلة سلكت في بعض الأحيان مسارات جديدة مقارنة بالمرات السابقة، لتضليل أنظمة الكشف والرصد التابعة للجيش الإسرائيلي حيث مرت المُسيرة عبر سيناء، وعبرت البحر الأبيض المتوسط وعند وصولها إلى شواطئ تل أبيب، هبطت إلى ارتفاع عدة عشرات من الأمتار فوق خط المياه، حتى لا يتم اكتشافها،”
وأخيراً…
مسيّرة الهدهد اتت وقامت بمهمتها “وما حدا شافها” ومسيّرة يافا وصلت الى تل أبيب وانفجرت “وما حدا شافها” وكل هذا يحصل لدى جيش يعتبر نفسه رابع أقوى جيوش العالم.