بوحفص شرارة الابداع المخفي
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 27/07/24 | 20:14 ألم تكن منْ جاء به القدر في الزمان و في المكان و أثناء الحدث ؟ فأما من حيث القدر فيعلمه خالقه و مقدره أحسن تقدير، و أما من حيث الزمان، فبلادك في مخاض عسير لرؤية جديدة لتتخلص من الذهنيات المدسوسة، و تتحول من إتجاء نحو أخر، و أما من حيث المكان فكم من أماكن شاسعة في بلادك قال فيها المرحوم ” مايَبْقاشْ في بلادنا الخَماسْ” و قال أخر “أعاهد نفسي أن لا تبقى منطقة ظل في بلادي”. أما من حيث الحدث فهو الحدث المنتظر بينك وبين سبعة سبتمر وهو مغير الأحوال و العادات و حتى سلوكات البشر الذين لم يستيقظوا باكرا و يطمئن النفوس اليائسة و يضمن مستقبل الأجيال الصاعدة و يقضي على الدسائس.
ألم تكن رمز من رموز دعم الوعي الجماعي و البرنامج المعد و تطهير مناطق الظل كافة، بمثلك يا بوحفص تسمو البلاد و يتحقق الأمل و يخذل شياطين الأنس و تقلع السوسة المدسوسة من جذورها. عسانا نقتدي بأمثالك و أمثال خديجة عرباوي و شمس الدين عبد العالي جيل الجزائر الجديدة. ألستم مَنْ جاء بكم القدر لتنفيذ خماسي 2025-2028، هناك في أحشاء البلاد و في كل مكان ظواهر و مواهب (يا ما تحت السواهي دواهي)، إعلموا يا أولادي أن العبقري هو ذلك الشخص الذي يستطيع السيطرة على محيطه من كل الجوانب و هو ذلك الشخص الصالح الذي يقود قومه و يحب وطنه.
إن الدول و المجتمعات لا تبنى بالهزل و بالرفاهية و الغرور، بل بالجد و المثابرة و العزيمة على الوصول للهدف المنشود و برجال عاشوا مثلكم في الحرمان و نقص الوسائل (أجدادكم الذين حرروا الوطن بالبندقية و واجهوا الحلف الأطلسي كبومدين بالأمس و آخرين)، إجعلوا نصب أعينكم المراجع الأصلية التي لا رجعة و لا مساومة و لا تخلي عنها، حب البلاد أن لا تكن شرقية و غربية و لا شمالية و لا جنوبية، بل باديسية نوفمبرية بمرجعية 22 فيفري 2019 المدونة في ديباجة دستور 2020 الذي أخرج المجتمع من الظلمات الى النور.
إجعلوا أنفسكم من جنود هذا الزمان للدفاع عن وطنكم. خوضوا المعركة بشعار تحريره بالعلم لا غير و محاربة الجهل و الأفكار المستوردة التي تغزو بالمغريات. بكم يتصدع ما بقي من سلبيات و إختلالات سادت في الماضي القريب و غطت على الرأي العام كأنها هي التي تضيئ المجتمع و تفيد البلاد و تقدمها، لكن في حقيقة الأمر ما هي إلا تطبيق لبرنامج معد من زمان طويل، فيجب إدركه و تصحيح مفاهيمه و محاربة أفكاره الهدامة المتغلغلة بواسطة البعض، أن المدرسة لم تعد تنجب و هذا المحيط يبقى تابع لما يمليه الغرب بواسطة عملائه المدسوسين في مجتمعنا. إعلاموا أن بإنجازكم هذا قد بدئتكم في تحطيم هذا جدار الذي كان حاجزا بين الجزائر العميقة و بين الجزائر العريقة إنه أصبح فرض عين عليكم.
هاهي ثمار مناطق الظل نقطف منتوجها و يُبرز التناقض بين ما هو مشبوه و ما هو حقيقي و بين الإبداع الأصلي و المزيف بين بناء الدولة بالأسمنت و بنائها بالورق. كنا حثالة نمجد ما هو غربي و نترك أصالتنا، نحتفل بثقافة المستعمر و نجعل لها جائزة و نطمس أعمال علماءنا و مفكرينا و أدبائنا. هذه الهبة من المجتمع الجزائري لا تأتي إلا من تربية الأسرة الصالحة المؤصلة.