غزة هاشم أو (غير هاشم)… سمها ما شئت انها غزة
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 27/07/24 | 20:38عندما قررت كتابة مقال عن غزة فكرت في أمرين: أولهما الابتعاد عن قانون الطوارئ لكي تظل رقبتي بعيدة عن سيف هذا القانون وثانيهما، الحديث عن غزة وليس الحديث عن أشخاص في غزة. لكن قانون الطوارئ لا يمنعني بطبيعة الحال من سرد آراء فلاسفة معاصرين عن غزة.
تعرفت على السياسي الفلسطيني الراحل الدكتور حيدر عبد الشافي لأول مرة في مؤتمر السلام الذي انعقد لأول مرة في العاصمة الاسبانية مدريد قي خريف عام 1992وأحدث وقتها ضجة سياسية عالمية. والدكتور عبد الشافي ابن مدينة غزة التي يسمونها تاريخيا “غزة هاشم” لاحداث تاريخية معينة كان معروفا عنه مصداقيته في التعاطي مع القضية الفلسطينية. فهو لا يهادن ولا ينافق والقضية عنده كانت فوق كل شيء ولذلك لم يتفق مع الراحل عرفات. حتى اني ونحن في مدريد سألته عن آخر تطورات الوضع فقال لي حرفيا بكل ثقة نفس:” يا ابني احنا واقعين في برميل نفايات”. ولا أستطيع سرد كل ما قاله لي لقسوة وقوة كلامه وهو على حق طبعا. بعد عودة منظمة التحرير الفلسطينية الى الأراضي الفلسطينية (أريحا…غزة أولاً) في العام 1993 التقيت الدكتور حيدر في بيته في غزة وكانت هي المرة الاولى التي أزور فيها غزة هاشم وبيت الدكتور حيدر اول بيت غزي تطأ قدماي ارضه
تعالوا نسمع آراء ثلاة فلاسفة معاصرين عن غزة، هم الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك، الفيلسوفة الأمريكية جوديث بتلر، والفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين.
في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحدث الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك في حفل افتتاح الدورة الخامسة والسبعين من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب قائلاً: “ينبغي لنا، أن ندعم من دون قيد أو شرط حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. لكن يجب علينا أيضاً أن نتعاطف من دون قيد أو شرط مع الظروف البائسة حقاً التي يواجهها الفلسطينيون في غزة والأراضي المحتلة. أولئك الذين يعتقدون أن هناك تناقضاً في هذا الموقف هم الذين يعرقلون الحل بشكل فعال”.
كلام في منتهى الروعة
لقد سارعوا فورا في التوقيع على اتفاق أوسلو وعلى التنسيق الأمني، لكن غزة هي الوحيدةُ في هذا العالمِ التي لم يوقع شعبها على الاستسلام رغم الدمار والتهجير والتجويع لان التوقيع يعني الانهيار.
الفيلسوفة الأمريكية جوديث بتلر عضو المجلس الاستشاري لمنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” اشارت في مقابلةٍ أجرتها مع منصة “ديموكراسي ناو”، إلى وجود “خطط لمسح غزة بأكملها”.
وقالت بتلر مؤلفة كتاب “قوة اللاعنف”: “لفهم كيفية وقوع حدث ما، أو ما هو معناه، يتعين علينا أن نتعلم من التاريخ. هذا يعني أنه يتعين علينا توسيع رؤيتنا إلى ما وراء اللحظة الحالية المروعة، من دون إنكار رعبها، في نفس الوقت الذي نرفض فيه السماح لهذا الرعب أن يختزل كل الرعب الموجود”.
دول كبيرة قوية عسكريا ركعت واستسلمت ووقعت على انكسارها: ألمانيا ركعت في الحرب العالمية الثانية، واليابانُ بعظمتِها الصناعيةِ والعسكريةِ، وقَّعَت على معاهدةَ الِاستسلام كما ان إيطاليا الفاشيةُ ركعت هي الأخرى. لكن لم يحدثنا تاريخ غزة عن تركيع او استسلام.
على موقعه الإلكتروني، دوّن الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين نصّاً مقتضباً بعنوان “صمت غزة” قال فيه بوصف رائع: “أعلن علماء من كلّية علوم النبات في جامعة تل أبيب، في الأيام الأخيرة، أنهم سجلوا بميكروفونات خاصة حسّاسة بالموجات فوق الصوتية صرخات الألم التي تصدرها النباتات عند قطعها أو عندما تفتقر إلى الماء. في غزة لا توجد ميكروفونات”.