استعدي لامتحانات أولادكِ وأبعدي جو المنزل عن التوتر

مع اقتراب امتحانات نصف العام يزداد التوتر بصورة ملحوظة لدي الطلاب والأهالي ، لذلك يجب انتهاز هذه الفترة للاستعداد جيداً للامتحانات ، وعمل جدول للمذاكرة للنجاح والتفوق.

ويشير د‏.‏ عبد العزيز القوصي أستاذ علم النفس‏ ,‏ إلي أنه يمكن للأب والأم أن يقوما ببعض الأمور لمساعدة أطفالهم علي التمرن واكتساب مهارات المذاكرة ومنها تحديد الوقت ‏,‏ فالوقت المنظم له أهمية كبري ‏، واحدي الصعاب الحقيقية هي أن يستعد التلميذ للاستذكار .‏

ويختلف الأطفال بعضهم عن بعض‏,‏ فبعضهم يندفع قاصدا هدفه‏,‏ وقد ركز كل نشاطه في غرض واحد‏,‏ وهناك الذين يضيعون وقتهم سدي وهناك الخياليون الذين يبنون قصورا في رحلات خيالية وهناك المنفذون المشغولون دائما بأشياء أخري‏,‏ وأهم خطوة للمساعدة علي البدء في الاستذكار هي أن يكون لدي التلميذ وقت منتظم وعلي كل طفل إن يذاكر بمفرده وعلي الآباء والأمهات أن يشجعوا أبناءهم ويحثوهم علي الانتهاء من الواجبات في وقت مبكر ليكون لديهم وقت بعد ذلك للعب والترفيه.‏

ويضيف د‏.‏عبد العزيز أن الأطفال الصغار يحتاجون عادة إلي بعض المساعدة في وضع خطة منتظمة للاستذكار حيث تنقصهم الخبرة في ذلك ومن هنا يمكن للآباء والأمهات أن يساعدوهم علي وضع نظام لكيفية تمضية وقتهم وخطة عمل يومية يجب تجربتها لمدة أسبوع تتم مراقبتها للقضاء علي ماقد يكون بها من خلل‏ , ‏كما يجب أن يكون لكل طفل مكان خاص أيضا يساعده علي التركيز ويشعره بالراحة‏,‏ ويحذر أستاذ علم النفس من تدخل بعض الآباء والأمهات في آداء واجبات أبنائهم الدراسية‏,‏ لأن الأطفال لابد أن يشعروا أنهم مسئولون عن تآدية واجباتهم وإلا سوف يمضون حياتهم كلها معتمدين علي الوالدين في كل صغيرة وكبيرة‏.‏

ولتجاوز مشكلة المذاكرة بين الطالب والأم يقدم د‏.‏ هشام رامي أستاذ مساعد الطب النفسي بعض النصائح حتى لايتحول الأمر إلى صداع برأس كلاً منهما ، علي سبيل المثال لابد من تحويل عمل الواجب إلي نشاط ممتع يناقش مع الأنشطة الأخرى والتليفزيون عن طريق استخدام الوسائط المتعددة في التعليم وليس بالطرق التقليدية عن طريق التطبيقات العملية والزيارات الميدانية وفي شكل أفلام.

وأيضاً لابد من طول بال الأم والتركيز علي الكيف وليس الكم لأن محمد بركة رئيس وحدة أمراض التخاطب بجامعة عين شمس يؤكد أن الساعات الدراسية يجب أن تكون قصيرة ومتكررة أفضل من واحدة وطويلة أي يجب تقسيم الوقت علي مراحل .

ويشير د. محمد إلى ضرورة استخدام الحافز المادي والمعنوي أي الارتباط الشرطي بين إنجاز المذاكرة ليكافأ كما أن القيلولة للأطفال مهمة قالغفوة وكسر اليوم يعيدان ترتيب الجهاز العصبي المركزي من جديد للنشاط‏.‏

وهناك نصائح خاصة بالطالب المجتهد قبل بداية الامتحانات للتغلب على القلق والتوتر خلال هذه الفترة ،وينصحك بها الدكتور وليد علي أخصائي الأمراض النفسية لتنظيم وقت الطلاب.

* عدم مذاكرة مادة واحدة في اليوم حتي يتجنب الطالب الملل علي أن يبدأ بالمادة التي يحبها‏،‏ وتكون المذاكرة علي فترات تتخللها فترة راحة وليست في جلسة واحدة دون انقطاع‏،‏ مع تخصيص وقت منتظم للاستذكار والمراجعة للعمل علي تنشيط المذاكرة وتثبيت المعلومة‏.‏

* محاولة فهم المادة لأن الفهم يساعد علي التثبيت والحفظ وينصح بقراءة الموضوع كله للاحاطة بشكله العام‏ مع التركيز على كل جزء على حدة‏ ثم الربط بين هذه الأجزاء وبعضها‏.

* ذاكر وأنت جالس علي المكتب أو المنضدة وليس مسترخيا علي السرير حتى يحدث التنبيه للجهاز العصبي‏.

* عدم الإسراف في تناول المنبهات مثل الشاي أو القهوة لأنها تحدث توترا في الجهاز العصبي‏،‏ و أن تكون الحجرة جيدة التهوية والإضاءة‏.‏

* أفضل وقت للمذاكرة هو فترات النهار حتى منتصف الليل لأن تركيز الجهاز العصبي المركزي يقل في فترات الليل المتأخرة التي يحتاج الطالب خلالها للنوم‏.‏

وتؤكد الدكتورة هدى عبد الوهاب أخصائية الأطفال بالصحة المدرسية بالجيزة، أنه يمكن للأم التخفيف من حدة خوف ابنها من الامتحان بإعداده مسبقا للجلوس في جو مشابه لجو الامتحان وذلك بعمل اختبارات يراعي فيها الالتزام بوقت محدد للإجابة وإعطائه ورقة منفصلة للأسئلة يقرؤها بدقة ويجيب عنها معتمدا علي نفسه ثم تصحيح الأم للإجابات بقلم أحمر كما لو كان اختبارا حقيقيا‏،مع إدخال جو من البهجة عليه بأن تقول إنها تمثل دور المعلمة‏.

وتطالب د‏.‏ هدي الأم بأن تعد ابنها للذهاب إلي المدرسة في يوم الامتحان وكأنه يوم دراسي عادي بدون أي مبالغة في الإعداد للامتحان أو التركيز علي أهميته‏,‏ لأن من شأن ذلك إصابة الطفل بالقلق والتوتر‏,‏ وأي إحساس بالتوتر من جانب الأم سينتقل بدوره للصغير‏.

وتؤكد الدكتورة هدى ضرورة اطمئنان الأم إلي أن طفلها مزود بكل الأدوات التي يحتاجها مثل الأقلام والحاسبات الآلية وما شابه ذلك لأن ذلك يساعد علي التركيز في الامتحان‏، وتنصح الطالب بعدم التحدث مع باقي الطلبة قبل الامتحان لأن القلق معد‏,‏ وتخصيص‏10%‏ من الوقت لقراءة الامتحان بدقة والبدء بالأسئلة السهلة أولا ثم الصعبة وعدم القلق عند مشاهدة بعض الطلبة يسلمون أوراقهم مبكرا‏,‏ وأهمية مراجعة الإجابة فليس هناك جائزة لمن ينتهي أولا‏..‏

ولابد من التأكد من إجابة كل الأسئلة ومن صحة اللغة كالإملاء والقواعد أو لتلافي الأخطاء الناجمة عن إهمال في كتابة وترتيب الأرقام في الرياضيات‏.‏