إفتتاح معرض “ألوان ونظرة صيف” في زركشي سخنين

تصوير عدي بشير

تاريخ النشر: 03/08/24 | 9:25

يتملك الزائر لمعرض “ألوان ونظرة صيف” إحساسًا غريبًا بأنه يدخل لمنازل فنانين عمالقة يتأمل في لوحات شغلت مكانًا على جدران الصالة وكانت مصدرًا لإلهامهم، فالمعرض يتيح للزائر معرفة أذواق هؤلاء الفنانين وما الذي كان يدفعهم لأن يصبحوا مبدعين.يستطلع المعرض كل فنان على حدة مازجًا بين اللوحات المعروضة واللوحات التي رسمها الفنان متأثرا بها والعناصر المشتركة بينها، كون أن الفنانون بطبيعتهم يعيشون مع أعمالهم ولكن ما الذي يدفعهم لمشاركة أعمالهم مع أعمال رسامين آخرين سواء كانوا معاصرين لهم أو سابقين محترفين ومبتدئين ومتدربين. المعرض يبحث عن الإجابات في أنماط رسم البورت ريه مثل لفتة الرأس الجانبية وبروز ذراع الشخص الجالس أمامنا إلى جانب لوحة يظهر من خلالها تأثر فنان بأسلوب فنان آخر وهكذا يقدم المعرض عبر ال 40 لوحة أساليب الفنانين واللوحات التي أبدعوا بإنتاجها والفنانين الذين أثروا عليهم متجسدة بريشة الفنانين المحليين.اللقاء كان مساء الثلاثاء والموقع صالة العرض “جاليري زركشي” في حي الرويس “الحارة الشرقية في سخنين” بإشراف جمعية جوار في الشمال – سخنين، وتحت رعاية وزارة الثقافة والعلوم، والفنانين المشاركين بالمعرض ثمانية وهم ، أسراء غنايم – سخنين، جمانة مروشي – شفاعمرو، سامي بشير – سخنين، طارق بشير – سخنين، فاطمة غنايم – سخنين، فرج عثمان – طمرة، فيروز خلايلة – سخنين، موسى سياف عباس – كفرمندا، والمشاركة كانت مميزة، وافتتحها الأستاذ أمين أبو ريا كانز المعرض ، ومدير مركز التراث العربي الفلسطيني في البلدة القديمة في سخنين، والذي قال:” نظرا للظروف التراجيدية التي تمر بها المنطقة أطلب من الجمهور الكريم الوقوف دقيقة صمت وحداد وقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا الحرب من الأطفال والأبرياء في مجدل شمس وغزة والتي تسفك يوميا”.

كانز المعرض قال:” في هذا المعرض الذي يفتح أبوابه اليوم في جاليري زركشي للفنون -سخنين يقدم نظرة جديدة على أعمال فنية محلية عبر قرابة الاربعين لوحة ربما تكون ذات يوم ملكًا لفنانين مشاهير سواء كانت مهداة لهم من زملائهم أو أنهم اختاروا اقتناءها”.وأضاف :”يقدم المعرض باعتباره مؤسسة تأثيرية في عالم الفنون المحلي خاصة مزيج بين ثقافات الفنانين المتفاوتة نظريتهم المختلفة ومدرستهم التقليدية لنجد منهم من يمتاز بتدريبه الفني وميله للطبيعية وهذا أيضًا ما يميز أعماله. نرى الصالة كإناء الزهور وتزدان بالألوان القوية الحية وكأنها لوحة تصور فتاة وهي جالسة وفي حجرها قطتها. وتعكس اللوحات المعروضة قدرات الفنان تعليمه الفني وانتظامه في مدرسة الفنون الجميلة وما منحه هذا النمط من التعلم ربما يكون فكرة وافية وتقديرا لأعمال كبار الفنانين وكان يبدي إعجابه بخطوط أعمالهم وربما استلهم ذلك في أعمالهم ولان الفنان المبتدئ يرسم خطوطا كشاب ثم يرسم خطوطا أخرى مستلهما من الواقع وأيضا من الذاكرة. ويمكن القول إنه من خلال المعرض وتنوع اللوحات الفنية ان نحولها من سلعة للاتجار إلى وسيلة للمتعة البصرية والفكرية ولمساعدة الفنانين وأيضًا نستخدمها كمقابل مادي ثمنًا للوحات”.
إنها لوحات تعبر عن تعابير الوجه وهي التعابير التي يحاول الفنان من خلالها توجيه رسالة أو مجموعة رسائل للمشاهد أو المهتم وكأنها وجوه يعرفها من حياته اليومية وهي ليست للديكور أو لتحسين صورة شخص أو لانتقاده انها فن راق حاول كل مبدع من خلال العمل الإبداع مثل الكاتب في كتاباته. وكأنه لكل لوحة قصة أو شيء داخله.
استعمل كل مبدع في لوحاته الكثير من الألوان خاصة الزاهية منها وهنا يقول هناك تأثيرات للبيئة وللوسط الذي يعيش فيه الفنان. إضافة إلى تأثيرات الطبيعة على نفسية الفنان. وبالتالي فإن الألوان المختارة في اللوحات تكون حسب المكان وحسب طبيعة نفسية الفنان.
معرض فني مُشترك يضيء بغناه صيف بلادنا الحار هروب جماعي فني نحو الطبيعة والذات والمرأة ليقدم من خلاله اهل الفن أعمالا من مدارس وأساليب متنوعة تستفز بدورها زائر المعرض ومخيلته للهروب من الواقع الأليم.

ومن الفنانين الذين وجدوا في الطبيعة ملاذا من عنف وضوضاء المدينة المُتصاعد ليوظف أسلوبه وخبرته المتراكمة في أعماله لتصوّر هروبا من الواقع المتأزم نحو الروح الساكنة والمكتفية بعالمها الداخلي. معرض من خلال تفاصيله يعبّر عن المكان كثير التناقضات ولا تخلو ملامحه من غموض وقسوة مُلتبسة. يحتوي المعرض أيضا العديد من الوجوه التي تروي كثيراً من الحكايات عن هذا البلد.
ويقدم المعرض أعمال الفنانين من مدارس تشكيلية مختلفة بلوحات تشكيلية ولوحات لبعض الفنون اليدوية ذات المهارات العالية التي ينتجها مبدعون بأعمال ذات أبعاد فنية ورمزية متنوعة وعددٍ من أشكال الفنون منها الفن المعاصر والمفاهيمي والجرافيتي وفن الكاريكاتير والخط العربي والرسم المباشر. ويأتي المعرض ضمن أبرز المشاركات الفنية خلال موسم الصيف هذا ويتيح للزوار الاطلاع على اللوحات الإبداعية التي عمل عليها الفنانون وتبرز التطور الفني المتواصل للحركة التشكيلية في بلادنا وتكشف عن تعدد المدارس الفنية التي يعملون عليها.
هذا وكانت مداخلة للفنان الطمراوي فرج عثمان، والذي توجه بالشكر لإدارة الجمعية على استضافتهم بالمعرض، ولاتاحة الفرصة لهم ودعمهم، فيما قدم الفنان المتألق خالد أبو علي مقطع تمثيلي لاقى استحسان الجمهور، ليختتم حفل افتتاح المعرض بتوزيع شهادات التقدير من إدارة “جمعية جوار في الشمال” فيما قدم الفنان سامي بشير إدارة جاليري زركشي على استضافته وكوكبة من الزملاء الفنانين لعرض لوحاتهم الإبداعية، وأعلن عن ذهاب ريع لوحاته لمدرسة النور التعليم الخاص في سخنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة