من نصدق ومن نكذب… أدرعي وهاغاري تحت المجهر
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 03/08/24 | 17:41أتحفنا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بقوله انه اكتشف هوية القائد الميداني في حزب الله الذي وجّه العملية الصاروخية في الجولان. ففي السابع والعشرين من الشهر الماضي قال أدرعي في تغريدة عبر منصة إكس: “أستطيع أن أكشف النقاب عن هوية القائد الميداني في حزب الله الذي وجّه عملية إطلاق القذيفة الصاروخية نحو مجدل شمس وهو المدعو علي محمد يحيى قائد مجمع الإطلاق في منطقة شبعا”.
لكن هذا الاكتشاف سرعان ما تبين انه من صنع الخيال وانه محض كذب، بدليل أن الجيش الإسرائيلي اعلن عن موقف آخر مناقض تماما لاكتشاف متحدثه الرسمي ادرعي. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائرات حربيّة تابعة له قضت على القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبيّة لبيروت الثلاثاء، متّهمًا إيّاه بالمسؤوليّة عن إطلاق صاروخ على مُرتفعات الجولان المحتلّة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه “من خلال عمليّة تصفية دقيقة نفّذها جيش الدفاع، أغارت طائرات حربيّة على الضاحية جنوب بيروت بناءً على معلومات استخباريّة وردت من هيئة الاستخبارات العسكريّة، وقضت على المدعو فؤاد شكر، مسؤول الشؤون الاستراتيجيّة في حزب الله”.
وذكر المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان منفصل عبر الفيديو أنّ “فؤاد شكر كان القائد المسؤول عن مجزرة مجدل شمس التي راح ضحيّتها 12 فتى بعد أن أطلق حزب الله صاروخًا إيرانيًّا من طراز فلق-1 مباشرةً على ملعب لكرة القدم في شمال إسرائيل مساء السبت”.
هنا يظهر التناقض بكل وضوح في تصريحين لمتحدثين اثنين للجيش الإسرائيلي. المتحدث الأول أدرعي يقول ان اللبناني علي محمد يحيى هو المسؤول عن صاروخ مجدل شمس بينما المتحدث الثاني دانيال هاغاري يقول ان المسؤول عن ذلك هو اللبناني فؤاد شكر. فأيهما نصدق وأيهما نكذب أم ان الاثنين كاذبين؟
على كل حال هناك مصلحة أمريكية في تصفية فؤاد شكر بغض النظر عن عملية مجدل شمس. فالولايات المتحدة تبحث عن شكر منذ أكثر من أربعين عاما لانها تتهمه بأنه وراء تفجير مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت في 23تشرين الأول/ أكتوبر 1983والذي أسفر عن مقتل 241 من الضباط والجنود الأمريكان.
ليس هذا فحسب، فهذا القيادي في حزب الله المعروف باسم الحاج محسن، عرضت أميركا مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه، خصوصا انه نشط جدا كعضو في مجلس الجهاد وهو أعلى هيئة عسكرية في حزب الله وكان مقربا جدا من القيادي العسكري الأول في حزب الله عماد مغنية الذي تم اغتياله في 12/2/2008 في معقل الاستخبارات السورية في كفر سوسة بدمشق
وأخيرا…
استهداف القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل شيعة حزب الله وقبله اغتيال قيادي حماس صالح العاروري في نفس المكان، يعني احتمال وجود اختراق أمني في الحزب مما يدل على عدم وجود مكان آمن في لبنان.