قراءة في اقتحام جنود لقاعدة سدي تيمان العسكرية
الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 04/08/24 | 18:13أنا شخصيا أهتم بشكل يومي بتحليلات صحيفة هارتس العبرية، وبتحليلات الصحافة الألمانية ولا سيما مجلة “دير شبيغل” الواسعة الانتشار في العالم، كما اطالع يوميا الاعلام العربي. وفي هذه الظروف التي نعيشها استشهد فقط بمحللين إسرائيليين عند كتابة أي تحليل عن الوضع المحلي، لان الاستشهاد بأقوال محللين يهود ضمانة لعدم تعرضي لأي تساؤل يمكن ان يحدث خصوصا ونحن الآن كمحللين عرب نعيش في ظل قانون طوارئ تم تفصيله على قياس العربي.
في مقال له نشرته صحيفة هآرتس العبرية في الثامن من شهر سبتمبر عام 2016 بعنوان “إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة ” يقول المحلل الإسرائيلي المعروف آري شبيط:” يبدو أننا إجتزنا نقطة اللا عودة، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد ويجب فعل ما اقترحه (روغل ألفر) عام 2014 وهو مغادرة البلاد فقد انتهى الأمر. وقال في مقاله “إذا كانت الإسرائيلية واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن إسرائيلي، يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس”
وكان الكاتب الإسرائيلي، روغل ألفر، قد ذكر في مقال بصحيفة “هآرتس” العبرية، أنه “سبق لإسرائيل أن وقعت على شهادة وفاتها، ولم يبق سوى انتظار ما هو محتم وهناك عدة اعوام “تجر إسرائيل إلى الدمار منها “البيبية” (نسبة إلى بنيامين نتنياهو الذي يطلق عليه بيبي)، وهي بحسب الكاتب “الثمرة المرّة للاحتلال وهي حركة عنصرية، مناوئة للديمقراطية، مدفوعة بأسس مسيحانية دينية، تسجد كنوع من العبادة الشخصية لزعيم فاشل متهم بمخالفات جنائية لا يكلف نفسه عناء إخفاء غريزته الديكتاتورية، ويواصل السعي لتقويض سلطة القانون.”
ما قاله آري شبيط وروغل ألفر قبل أعوام عديدة ينطبق الآن على وضعنا الحالي. فالأزمات والاحداث السياسية والامنية التي يعيشها المواطن الإسرائيلي (عربا ويهوداً) بلغت ذروتها في عهد “البيبية” اتي اوقعت إسرائيل في مطبات لا تعرف كيفية الخروج منها. فإضافة الى جبهتي الشمال والجنوب مع حزب الله وحماس، واللتان مضى عليهما عشرة شهور مع وعود لم تتحقق مثل “النصر الكامل” و “استعادة الاسرى” هناك أيضا الجبهة التي فتحها الحوثي اليمني الذي وصلت مسيراته الى وسط تل أبيب قاطعة مسافة 2000 كلم دون ان يراها الجيش الذي يحلو لهم وصفه بانه رابع اقوى جيش في العالم.
ليس هذا فقط. فما حدث من اقتحام لقاعدة المحاكم العسكرية في بيت ليد لم يحدث في جمهورية موز حتى ولا في دولة افريقية متخلفة. اسمعوا ما قاله المحلل السياسي يوفال يوعار في صحيفة “تايمز اوف إسرائيل” في الثلاثين من الشهر الماضي:” العصابات اليهودية التي تسللت إلى قواعد الجيش الإسرائيلي رفعت يدها على دولة إسرائيل وأعلنت حرفيا الحرب عليها، وتحصن جنود الاحتياط في معسكر سديه تيمان ومحاولتهم إحباط عمل محققي الشرطة العسكرية هو جريمة جنائية وانتهاك لأوامر الجيش الإسرائيلي وأوامر قانون القضاء العسكري، وأيضا تحد لسيادة القانون.”
هذا الامر دفع بالرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف الى القول: “أنا قلق ليس فقط من حل الجيش بل من حل دولة إسرائيل~ حتى ان صحيفة “معاريف” العبرية قالت: “إن أحداث قواعد الجيش الإسرائيلي*هي بداية النهاية لدولة إسرائيل”.
المعلومات المتوفرة تقول ان بن غفير هو وراء عملية الاقتحام وهو الذي منع الشرطة من التدخل، ولذلك
طالب وزير الدفاع غالانت نتنياهو بفتح تحقيق لفحص إمكانية تدخّل بن غفير لمنع الشرطة من تفريق مقتحمي مقر الشرطة العسكرية.
واخيؤا
لا يمكن تصور ان وزير امن يقف وراء عملية اقتحام قاعدة للجيش الإسرائيلي.