لا تقارن نفسك مع الآخرين

كتب: غزال ابو ريا

تاريخ النشر: 05/08/24 | 22:11

من أسباب عدم سعادتنا في الحياة مقارنة أنفسنا مع الأخرين ،موارد عندهم،بيت مميز،نمط حياتهم،رحلات يقومون بها، وأمور أخرى ،الطريق السريعة للصراعات العائلية داخل أسرنا أن يقوم الزوج أو الزوجة بمقارنة وضعهم مع جيرانهم ،مع اصدقاءهم،مع الآخرين وعندها يتناسون ما عندهم من نعم ،لا يقدرون ما يملكون ،يتجاهلون إنجازاتهم ويدخلون في دهاليز الأزمات والشعور السلبي ولا يتذكرون أن القناعة كنز لا يفنى توصلنا للسعادة والوفاق العائلي ، والمقارنة يخرج الحب من نوافذ البيوت وربما تبدأ مرحلة التفكير في القروض ومنها السوق السوداء،يرهنون عقاراتهم وتبدأ مرحلة العذاب ويصلون لتفكيك الاسرة. وينسى الناس أن الغني غني النفس والشخص القنوع لا يشعر بالنقص وهذا سلوك مرغوب به .
ويسأل كيف يمكن أن نحيد ونتجنب مقارنة انفسنا مع الآخرين وجوابي كيف نفكر؟ في جلساتي مع الأصدقاء وأهل بيتي أشير إلى أن اسلوب تفكيرنا ومفاهيمنا تحدد سعادتنا وأعطي مثلا عن شخص يسأل ،أين مفتاح السيارة والمفتاح بيده! اليقظة أن نفكر بمنطق وعقلانية ، نرى الأشياء الجميلة في حياتنا ونعمل دائما على رؤيتها وأسرد لكم قصة شخص حزين لأنه لا يملك “حذاء” وأثناء تجواله في الحي قابل شخصا قدمه مقطوعة”بلا قدم”،وعندها وقف مذهولا وبدأ يفكر بمسار حياته من جديد،تمتع بحياتك ولا تحولها لحالة طوارئ واستنزاف يومي ، تتمتع بالصحة أشكر الله وحافظ على نمط وسلوكيات صحية وتذكر أن “الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه الا المرضى” ، لا تنخدع بالقصور ولا السيارات ،لا تدخل مسيرة البذخ والتبذير،عش حياتك كما أنت وكما تريد. دخل غاندي يوما لمقهى في بلده ،والمقهى محاط بألأشجار ،طلب كأسا من الشاي وأحضر له النادل إبريقا ملئ وبدأ غاندي “يصب”الشاي بالكأس حتى أمتلأ وبدأ “يسيل” على مصطبة المقهى،استغرب من تواجد وقالوا ما يحدث لغاندي؟،جن جنونه! ،وعندها قال لهم غاندي “نحن بني البشر كالكأس الملئ بالشاي،عقولنا مليئة بالمواقف،والآراء والمطلوب أن نخرج من عقولنا أمورا وأفكارا عديدة ونستبدلها بأنماط وتوجهات جديدة تساعدنا أن نعيش حياتنا مع معنى”.
وعلينا ان نجلس مع أنفسنا ، مع عائلاتنا، مع الأصدقاء،نتحاور للوصول لحياة بها استقرار وتوازن عاطفي، نأخذ حكمة جبران خليل جبران”وما السعادة في الدنيا سوى شبح يرجى فإن صار جسما مله البشر
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحا حتى إذا صار جسما مله البشر”،وعليه حتى تعيش في سلام حقيقي كن أنت ولا تكن غيرك وتخلص من مرض مقارنة النفس بالآخرين،لا تراقب الناس راقب نفسك وذاتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة