مركز “شمس” استهداف الاحتلال لمراكز اللجوء والإيواء في قطاع غزة ، إمعان في الجريمة والإبادة

تاريخ النشر: 07/08/24 | 14:55

رام الله : قال مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس” أن استهداف الاحتلال لمراكز اللجوء والإيواء والمدارس هو إمعان في الجريمة التي يمارسها جيش الاحتلال في قطاع غزة ، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والاستهداف المباشر من قبل الاحتلال لمراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، إذ أصبح الاحتلال ينشر الروايات الكاذبة بأن تلك المدارس تشكل مراكز قيادة وسيطرة لفصائل المقاومة ليبرر قصفها وتدمير وارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء الذين لجؤوا إليها بعد أن تم تدمير بيوتهم وتهجيرهم من مناطق سكناهم، وكان قصف الاحتلال لمدرستي النصر الإسلامية وحسن سلامة بحي النصر، إلى الشمال الغربي من مدينة غزة يوم الأحد الموافق 5/8/2024م دليل واضح على هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين في مراكز الإيواء، علماً بأن الاحتلال قد استهدف عدد كبير من مراكز الإيواء في الفترة الأخيرة منها مدرسة حمامة بحيّ الشيخ رضوان القريب، ومدرسة في مخيم النصيرات، مما يعبر عن سياسة استهداف منظمة ومخطط لها بحق المدنيين في مراكز الإيواء، وقد بلغ عدد مراكز الإيواء التي تم قصفها حوالي (172) مركز إيواء مأهول، منها(152) مدرسة حكومية أو(وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) منذ 7/10/2023م.

كما وشدد مركز “شمس” على أن سياسة استهداف مراكز النزوح والإيواء هي تجسيد لمخطط التهجير القسري والتطهير العرقي الذي يحاول الاحتلال تنفيذه في قطاع غزة منذ بداية العدوان في أكتوبر 2023م وفي استهداف مقصود ومتعمد للمدنيين لإجبارهم على النزوح والتهجير القسري أو الطوعي في نهاية المطاف، ولينفي كل خيارات الحياة من أمامهم فإما التهجير أو الموت بآلة القتل والحرب الإسرائيلية، مما يكشف عن سياسة القتل والإرهاب الإبادة ونفي الآخر المتجذرة في الفكر الصهيوني والهادفة إلى تحقيق التطلعات والمعتقدات التوراتية والتلمودية وتجسد الحلم الصهيوني في هذا الأرض.

وقال مركز “شمس” أن استهداف مراكز اللجوء والإيواء والمدارس في قطاع غزة يذكرنا بمجازر الاحتلال وجرائمه في قانا عام 1996م والتي أدت إلى استشهاد حوالي (106) من الشهداء المدنيين وإصابة العشرات بجروح في جنوب لبنان الذين كانوا في مراكز ترفع علم الأمم المتحدة، ويذكرنا أيضاً بمجزرة مدرسة بحر البقر في مصر في العام 1970م والتي أسفرت عن استشهاد حوالي (30) طفل، فالتاريخ يعيد نفسه والممارسة تتكرر من المحتل والضحية دائماً هم من الأبرياء من المدنيين.

كما وأكد مركز “شمس” على أن استهداف مراكز الإيواء واللجوء والمدارس يشكل انتهاكاً جسيما للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان، لا سيما لاتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في 12/8/1949م التي توفر حماية خاصة للمدنيين في حالات الحرب والنزاع المسلح وتدعو إلى تحييدهم عن أماكن الاشتباك والأعمال العدائية، إذ نصت المادة رقم (15) من تلك الاتفاقية على (حماية الأشخاص الذين لا يشتركون في الأعمال العدائية ولا يقومون بأي عمل له طابع عسكري أثناء إقامتهم في مناطق النزاع)، ونصت المادة رقم (49) من نفس الاتفاقية على (يحظر الترحيل الفردي أو الجماعي بصرف النظر عن الدوافع والمبررات، ويخضع من يقوم بتلك الأعمال للمحاكمة وفقًا للاختصاص العالمي، وتعتبر أعمال التهجير القسري للمدنيين من الأفعال والممارسات التي تؤسس لجريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية) وانتهاك لاتفاقية روما لسنة 1998م التي تشكل النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والتي أكدت على أن الترحيل والتهجير والنقل القسري للمدنيين هو جريمة ضدّ الإنسانية استناداً إلى المادة رقم (7) من الاتفاقية، إذ نصت على (أن أي هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين بإبعادهم عن أماكن سكنهم أو النقل القسري لهم هو جريمة ضد الإنسانية)، وأكدت المادة رقم (8) من نفس الاتفاقية على (أن الترحيل والتهجير والنقل القسري للمدنيين بإصدار أوامر بتشريد السكان المدنيين لأسباب تتصل بالصراع القائم هو جريمة حرب).
وطالب مركز “شمس” الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي والمقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي، والمؤسسات الحكومية والغير حكومية، بضرورة التدخل العاجل والقيام بواجباتها القانونية والإنسانية والأخلاقية وإجبار الاحتلال بوقف جرائم حرب الإبادة الجماعية التي تستهدف المدنيين النازحين في قطاع غزة وتحييد مراكز الإيواء والنزوح والمدارس عن أماكن الاشتباك والعمليات الحربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة