نتنياهو والكذب في إدارة الصراع
الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 08/08/24 | 14:25ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقل عن نتنياهو، الشخصية اليهودية الجدلية التي أشغلت إسرائيل والعالم في الفترة الاخيرة، لكي لا يفهم من مقالي بانه (مديح) له. فأنا لا أقصد ذلك أبدا. ومن غير المعقول وجود فلسطيني (أصيل) معجب بأفكار وسلوكيات رئيس حزب الليكود نتنياهو، علما بوجود عرب آخرين ينحنون أمامه احتراما واجلالاً حتى في مجتمعنا العربي.
من دون شك فان نتنياهو الذي حكم دولته الإسرائيلية أطول فترة عرفتها منذ تأسيسها، وأزاح مؤسسها بن غوريون عن حمل هذا اللقب، استطاع فعل ما عجز عنه سياسيون كثيرون غيره. فهو لديه قدرات فريدة خبيثة وغير مسبوقة في إدارة الصراعات. والمعروف ان كل رئيس حكومة يشعر ان بلاده في ازمة يحاول الوا السيطرة على الازمة. والمعروف ان كل رئيس وزراء يعمل المستحيل ليبعد شبخ الحرب عن بلاده وتجنب الصراع العسكري.
صحيح ان إسرائيل فيها قانون القومية الخاص بيهوديتها، وصحيح ان إسرائيل فيها الآن قانون طوارئ خاص بـ “عربها” لكن ولمن لا يعلم هناك قانون غير معلن اسمه قانون نتنياهو. فما هو هذا القانون الذي اخترعه بيبي؟ اسمعوا الحكاية حسب تحليلي واستنادا الى تحليلات محللين آخرين:
الطموح الشخصي الذاتي هو الأساس عند نتنياهو وهو الأساس حتى لو تعارض مع حزبه أو ائتلافه أو حتى مع مصالح إسرائيل . وكما يبدو من نتائج الحرب على غزة فإن ازدياد عدد قتلى وجرحى الجيش أو قتَل أسير، واستمرار نزوح مئة ألف مستوطن من مستوطنات الشمال عن بيوتهم، وازدياد الهجرة العكسية، واستمرار التراجع الكبير في الاقتصاد الوطني وانخفاض معدّلات الاستثمار المباشر وأفواج السيّاح كل هذه الأمور يبدو انها ليست مهمة عند نتنياهو بل الأهم ان لا يفقد نتنياهو منصبه.
حسب اعتقادي نتنياهو يستخدم ثلاث طرق في سياسته: أولها المناورة وثانيها عدم الصدق وثالثها التشدد.
بالنسبة للأولى فان بيبي يخترع كل مرة اعذارا غير مقبولة وغير منطقية للإفلات من أي اتفاق لا يتناسب مع مصلحته الشخصية. اما عدم الصدق في نهجه فهو يمارسه ليصبح حقيقة مفروضة على سير المفاوضات. وفيما يتعلق بالتشدد فهو يستخدم أسلوب التمسك بالموقف لجعل خصمه مجبرا على التنازل. ولذلك صرّح رئيس المعارضة في الكنيست يائير لابيد: “على نتنياهو أن يستقيل لأنّه يتعمّد إفشال المفاوضات وتصعيد الصراعات حتى يبقى في منصبه”.
ومهما كانت تصريحات قادة المعارضة ومهما تكثفت المظاهرات ضده، فان نتنياهو لا يهمه ذلك ولم يعد يزعجه هذا الامر بل على العكس من ذلك فان شعبيته لدى اليمين شهدت ارتفاعا ملموسا في الشارع اليهودي استنادا الى ثلاث معطيات حسب رأي محللين: اولها ضرب أهداف في اليمن عقب مسيّرة الحوثيين التي انفجرت في تل أبيب وثانيها اغتيال فؤاد شكر اهم قائد عسكري في حزب الله في بيروت الجنوبية والأخيرة اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران.
وأخيرا…
نتنياهو غير مستعد لوقف الحرب ويختلق باستمرار شروطاً جديدة لنسف كل محاولة تفاوض. وعلى الأكثر يريد تحويل هذا السلوك التكتيكي إلى استراتيجية ثابتة. هذه هي الحقيقة وهذا هو “قانون نتنياهو”