حكمة الوالدين
بقلم: غزال ابو ريا
تاريخ النشر: 09/08/24 | 14:39حب الناس الله بحبك،إدعم واخدم الناس الله بعطيك،انبسط بنجاح الناس الله بحول حياتك لإنبساط،افرح لنجاحات الناس الله يمهد لك طريق النجاح لك ولمن تحب،حتى لو أخطأ شخص معك أكمل ان تحبه وسامحه،
أمي رحمها الله ولدت سنة 1908 ,وانا ولدت في الوقت الضائع عندما أمي كانت في جيل الخمسين،ربما معجزة في جيل امي المتقدم،أمي وحفظ الله امهاتكم تعلمت من مدرسة الحياة وكانت تقول لي”اللي بفرح للناس الله بفرحه،إخدم الناس الله بوفر لك حياة طيبه،لا تكره،” درست في محطاتي المهنية عدد من المساقات في علم النفس وأيقنت كيف ان الأب والأم هم الموجهين،تجربتهم،رؤيتهم للحياة وتعلموا من الجامعة الحقيقية الحياة ،أمي وأبي مصدر الإلهام لي،
وتعلمت منهم التفكير الايجابي يقودنا الى حياة أفضل،وأخطر ما يمكن عندما لا تستوعب نجاح الآخرين ،عندها نعاقب انفسنا،ونجلد انفسنا،وتأكلنا ألسنة اللهيب،وتتفجر في داخلنا قنابل تمزقنا اربا اربا،إسأل نفسك من ساعدت اليوم؟وما أحلى عندما يتصل بك شخص ساعدته وتقول له “هذا واجبي أن اساعد””ولا شكر على واجب،”ابعد عنك غيوم التفكير السلبي ، تواصل مع نفسك،ولا ترهق نفسك في التفكير بنجاحات الآخرين،نجاح اخي نجاحي ونجاح الناس نجاحي،
وأعود وأتوجه لاولادنا أن يستمعوا للوالدين،للأب والأم،عندهم حكمة الحياة وبر الوالدين ليس شعارات بل سلوك تطبيقي عملي،لا تبتعدوا عنهم بسبب وحجة مشاغل الحياة،وبر الوالدين من أهم الواجبات وقرن الله سبحانه وتعالى حق الوالدين بحقه سبحانه بالتوحيد حيث قال جل وعلا “وقضى ربك الا تعبدوا الا إياه وبالوالدين إحسانا”،”الاسراء23”
وأسرد عليكم حادثة من مسيرتي المهنية حيث مررت مساقا”التربية للقيم” وفي إحدى الورشات طلبت من المشاركين أن يختار قيمة أخذها من الوالدين ويطبقها في حياته،فبدأ المشاركون بإشراك الزملاء في المجموعة،أحدهم قال قيمة حب الناس،مساعدة الآخرين،حب التطوع،المسؤولية والتواضع،الهدوء،التضحية،مجاملة الناس وقيم اخرى،هذا وتم التأكيد على ترجمة القيمة لسلوك عملي وتطبيقي .أثناء السيرورة تحدث أحد المشاركون وقطرات الدموع تدفقت من عينيه وقال”أنا حزين جدا “،وبدأ بالبكاء وشعر الزملاء معه وقامت زميلة بإحضار كأسا من الماء ،وانا كموجه للمجموعة أتحت دقائق من الصمت وأعرف ان الصمت جزءا من السيرورة،هذا وأكمل الزميل “العمل أبعدني عن الوالدين،والتطور المهني وأنا نادم ويأكلني الندم،”،هذا وقام المشاركون الزملاء بدعم زميلهم وأتحت للسيرورة ان تتقدم.
علينا أن نسلك بتوازن من ناحية تخصيص الوقت،لأنفسنا، للعائلة،للمهنة وللمجتمع،كرس الوقت لنفسك ولا تنسى نفسك،إذا اردت ان تمارس الرياضة لا تتردد،ولا تؤجل،اذا ابعدتك هموم العمل عن العائلة قم بتخصيص الوقت لعائلتك، خصص الوقت للعمل ولا تنسى نفسك وعائلتك،وتذكر أن تقدم وتخدم مجتمعك ولا تنقطع عنه،ولو كل واحد قام بالتطوع لمجتمعه،لبلده ساعتين في الشهر لكان وضعنا أفضل،تعزيز ثقافة التطوع،التضامن،والتعاضد المجتمعي.