شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان و “نداء الضمير”

الإعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 10/08/24 | 13:25

في الثالث من شهر مايو عام 2020 أعلن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، تلبيتهما لدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، للصلاة والدعاء من أجل الإنسانية يوم الخميس 14 مايو من العام نفسه. وكانت “اللجنة العليا للأخوة الإنسانية” قد دعت المؤمنين من كافة الطوائف الدينية، إلى جعل الرابع عشر من مايو، “يوما عالميا للصلاة من أجل الإنسانية”.

وناشدت اللجنة كافة القيادات الدينية وجموع الناس حول العالم الاستجابة لهذا النداء الإنساني، و”التوجه إلى الله بصوت واحد، من أجل أن يحفظ البشرية ليصبحَ عالمنا أكثر إنسانيةً وأخوة من أي وقت مضى”. وفي الثالث من شهر ديسمبر عام 2023 وقع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إعلانًا لدعم العمل المناخي العاجل، على هامش مشاركتهما في افتتاح جناح الأديان في مؤتمر الأطراف “COP28” في مدينة إكسبو دبي.

وحرصَ شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس على توقيع “نداء الضمير” نداء أبو ظبي المشترك بين الأديان لمؤتمر الأطراف COP28، والمشاركة برسالة مسجلة في هذا الحدث المهم تؤكِّد إصرارهما على استكمال مسيرتهما المشتركة لتعزيز الأخوة الإنسانية ووقوفهما معًا في مواجهة التحديات التي تواجه البشرية”.

اللافت للنظر ان بابا الفاتيكان البابا فرنسيس أظهر اهتماما بالغا بالعمل المناخي واستيقظ ضميره لـ “المناخ” لكن ضميره ظل مستتراً حول التصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف سموتريتش وتبريره قتل مليوني فلسطيني في غزة، مقابل إطلاق سراح الاسرى لدى حماس، رغم ان البابا وقع على “نداء الضمير” لتعزيز الاخوة الإنسانية.

العالم كله بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكافة المنظمات الإنسانية وحقوق الانسان الدولية وشخصيات عالمية اعتبارية، ادانت تصريح سموتريتش الأخير خلال حلقة دراسية عقدت حول مستقبل قطاع غزة، نقل عن الوزير الإسرائيلي قوله إنّ “أحداً في العالم لن يسمح لنا بتجويع مليوني شخص، رغم أنّ هذا الأمر قد يكون مبرراً وأخلاقياً من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع”

حتى ان الاتحاد الأوروبي أدان تصريح سموتريتش بأقسى العبارات حيث شدد في بيان له على أن “تجويع المدنيين عمدا “يعد جريمة حرب،” ورغم هذه الادانات لم يتخذ نتنياهو أي اجراء تجاه سموتريتش مما يعني موافقته على تصريحاته. السؤال المطروح: ما دام البابا فرتسيس يدافع عن الإنسانية والبشرية، لماذا لم نسمع منه أي موقف ازاء تصريحات سموتريتش؟

الا يعرف البابا فرنسيس ان “التصريح العنصري الذي أطلقه سموتريتش يعتبر تعبيرا مباشرا عن أبشع أشكال العنصرية”. الا يعرف البابا فرنسيس ان تصريح سموتريتش يعتبر “اعترافا صريحا بتبني سياسة الإبادة الجماعية وانتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي ومبادئ الإنسانية الأساسية، وتحديا سافرا لمحكمة العدل الدولية؟

وأخيراً…
الكرة الآن في ملعب المحكمة الجنائية الدولية وهي مخولة الآن بل من الواجب عليها إصدار مذكرة توقيف بحق سموتريتش، وجلبه على خلفية اعترافه الصريح والواضح بدعم وتبني سياسة الإبادة لمجموعة بشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة