يا عرب…كيف كنتم وكيف أصبحتم
الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 11/08/24 | 13:53المعروف أنّ الدول تتطوّر مع السنين إلى الأفضل، إذا كان قادتها لديهم اهتمام بذلك. لكن معظم قادة دول العالم العربيّ فعلوا خلاف ذلك مع اعترافي بوجود قادة عرب عملوا على تطوير بلادهم . وبشكل عام فقد كانت البلاد العربية بخير حتّى الثلث الأخير من القرن الماضي، وكان سكّانها يعيشون في رفاهية، حتّى إنّ دولًا عربية كانت رائدة في مجال العلم والاقتصاد.
اليمن على سبيل المثال، كان يسمّى “اليمن السعيد” لما فيه من خيرات. وفي عهد رئيس الحكومة اليمانيّة، إبراهيم الحمدي، قدّم اليمن قرضًا للحكومة الفرنسية عام 1976 بمقدار 9 مليارات دولار، كما قدّم قرضًا لدولة مصر بمقدار 7 مليارات دولار، في حين اقترض البنك الدوليّ في تلك الفترة من اليمن 2.5 مليار دولار. وتقول المعلومات إنّ هذه القروض قدّمها اليمن من احتياطه من العملة الصعبة، الذي كان يتجاوز، حينها، 20 مليار دولار.
ولكن أين اليمن اليوم؟ أصدر مركَز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية تقريرًا مخيفًا، بيّن فيه الحالة التي يمرّ بها اليمن. فقد أوردَ المركَز في تقريره أنّ نسبة انعدام الأمن الغذائيّ في اليمن تجاوزت 70%، وأنّ سوء التغذية في اليمن أصبح خطرًا يهدّد حياة الأطفال. وأكّد أنّ أكثر من 2.7 مليون طفل يعاني من سوء التغذية الحادّ،
يقول التاريخ إنّ الرئيس الأمريكيّ الأسبق، هيربرت هوفر، التقى العاهل المصريّ، الملك فاروق الأوّل، في القاهرة كمبعوث للرئيس الأمريكيّ هاري ترومان آنذاك، وكرئيس لجنة طوارئ المجاعة، حيث جاء إلى القاهرة ليطلب معونة مادّية لبعض الدول الأوروبية التي كانت على شفا مجاعة بعد الحرب العالمية الثانية في العام 1946، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويقول المؤرّخ الدكتور أشرف صبري، وحسَب تقرير لموقع «اللّطائف المصوّرة»، أنّ مصر قدّمت 500 ألف فرنك لإنقاذ الشعب البلجيكيّ عقب الحرب العالمية الأولى.
وجاء في بحث أجراه عالم الاقتصاد الأمريكيّ والكاتب الصِّحافيّ في مجلة فوربس، ناثان لويس، عام 2011، أنّ “مصر ظلّت أكبر دولة ذات غطاء نقديّ من الذهب في العالم منذ عام 1926 حتّى أوائل الخمسينيّات من القرن العشرين.” ولكن أين مصر الآن؟ لقد أصبحت هذه الدولة من أكثر الدول التي تتلقّى مساعدات من الولايات المتّحدةوتتفاقم فيها البطالة بشكل مخيف.
الدولة العراقية كانت رائدة في مجال العلم. وتقول المعلومات إنّ عالم الفيزياء العراقيّ، عبد الجبّار عبد الله، هو واحد من أهمّ أربعة تلاميذ في العالم للعالم ألبرت أينشتاين. وكان عبد الجبّار عبد الله يجيد اللّغات العربية والآرامية والإنكليزية والفرنسية والألمانية، وله العديد من المؤلّفات في مجال الفيزياء والعلوم والنظريات العلمية، وخصوصًا في مجال الأنواء الجوية. كما كان العراق يقدّم مساعدات تعليمية واقتصادية لبعض دول الخليج. ولكن أين العراق اليوم؟
رغم أنّ العراق يُعدّ أغنى تاسع بلد في العالم بموارده الطبيعية، من نفط وغاز طبيعيّ وموادّ معدِنيّة ووفرة المياه وخصوبة الأرض، فهذه الثروات غير مستغلّة بسبب الفساد الماليّ والتخبّط الإداريّ والفشل في التخطيط، ما يؤدّي إلى الإخفاق في تحقيق التقدّم والرخاء للدولة.
دول العالم التي تحترم نفسها ويعمل حكّامها من أجل شعوبهم، تتقدّم اجتماعيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا؛ ما عدا دول العالم العربيّ (باستثناء دول الخليج). ويعود هذا الأمر إلى الحاكم العربيّ الذي لا يتزحزح عن كرسيّ الحكم، حاملًا السوط على شعبه حتّى الوفاة.