لمدينةٍ لم يَمُتْ أهلُها
تاريخ النشر: 25/11/11 | 4:00قصيدة جديدة للشاعر سامي ادريس يعبر من خلالها رؤيته لعمّا آلت اليه أحوال مدينة الطيبة :
ليلُ شتائِكِ صارَ مُملا
شمسُكِ لن تعطيني ظِلاّ
طيبةُ كوني عشقي الأحلى
طيبةُ يا مئذنتي الأعلى
خاوٍ عمري ملءَ جراركِ عسَلا
***
أبحثُ عن حَجَرٍ يُرضِعني
عن شَجَرٍ يزرعُني زرقاءَ يمامةْ
عن طفلٍ في مزبلةِ الحيِّ يناجي أحلامَهْ
عن بئرٍ ظلّتْ مهجورةْ
عن صورةْ
نادَيتُ وأنا في حضنكِ في الصورةْ :
يا أمي الأخرى، مهلاً إنَّ الشعرَ سيوقظُكِ اليومَ
ويوقظني..
يشربني الشعرُ وأشربهُ… لا يأسْ
يا أمي الأخرى.. المسحورةْ
مَنْ ذبحَ الفرح الفطريَّ على جِسْرِكْ
وعليهِ عذاراكِ وشئٌ من عِطْركْ
يا طَيْبَةْ! لا بأسْ
يا نبعةَ حُبٍّ أسقتْ كلَّ البلدانْ
يا تعبي جئتُ إليكِ وعشقي الأولْ
أدعوهُ من الأنقاضِ فلا يسمعني
اليومَ أُشيّعُ فيكِ مدينةَ عِشقٍ سقطتْ
تتساقطُ أوراق التين وأوراق العشبِ،
وأوراقٌ حُرِقتْ سرّاً، مرحى لتساقط كلِ الأوراق
إني أوشكتْ : أتساقطُ خمراً في نهدَيكْ
ناعسةَ العينين تعالي:
إني أوشكتُ أراكِ .. إلهاً وضباباً مسكوناً بالغُرباء
وأرى خلفكِ آلافَ الأقمارِ وآلافَ النجمات فأبكي
وأرى أكواماً خلفَ نبيٍّ لا أُميٍّ
يكتبُ فقهَ الرحلةِ حتى نصحو
ذبحوه !
إبكوهُ الآنَ لعلَّ زماناً يُنسينا
واعترفوا … مُراً مُراً
***
ليلُ شتائِكِ صارَ مُملا
شمسُكِ لن تعطيني ظِلاّ
طيبةُ كوني عشقي الأحلى
طيبةُ يا مئذنتي الأعلى
خاوٍ عمري ملءَ جراركِ عسَلا
***
مِن أينَ أتوكِ ، دخلوا صبحكِ، ودفعتِ الجزيةْ
يا طَيبةْ !
***
هو هذا الطينُ، طيّنْتِ زماني بالولَهِ الصوفيِّ،
أدورُ بهذا الكونِ
ولا زيتَ بقنديلي لا زيتْ
لكنَّكِ ضوْءُ الضوْءِ
وصوتُ الصوتْ
مطرٌ صوفيٌ يهطلُ في الأرواح
فتكتملُ الصورة!!
ويموتُ الموتْ
***
أغتسلُ بنهر وضوئي الفجريِّ وأرحلُ نحو الشمسِ
وأبكي فرحي الراحلَ .. مُرّاً مُرّا
يا أمي الأخرى .. يا أُمّي
دوماً في البالْ
يا طَيْبِةَ ُ! قومي من نومٍ طال
قومي ! لبّي وعدكِ للأجيالْ
غفرانَكِ إنا مارسنا الكفر بكل لغات العالمِ
لكنْ لما جاء الفجرُ هُرعنا.. كي ننسى
وتعودي.. ناعسةَ العينينْ
عودي سلطانة صعبيٍّ في القلب
عودي زيتونةَ عشاقٍ.. آلهةً للحبْ
***
أبحثُ عنكِ في نبعةٍ في الجبل
ضَمّنتُها قصائدي الأُوَلْ
أحرقها الغرباءْ
فقفي نبكِ : مات أهلُنا
كلنا بطلٌ والسيوفُ من خشبْ
كلنا زرقاءُ يمامةَ كيف لم نرَ الغولَ
يقتحم كهوفنا
يا طيْبَةْ!
أرى عذاراكِ وجرار الوادي
يحملن الخبز والعسلَ وقرقرةَ أنثى الحجلْ
يخرجنَ مع العصافيرِ، فيموتُ الشعراءُ الفلاحونَ حنيناً،
يشربون الزيتَ خمراً ودموعا
يا أمي الأخرى .. يا أمي
يا طَيْبَةْ ! أرجعي لي طفولتي ، أرضعيني
وإذا ما جنَّ الليلُ فزوريني
يسكرُ أحبابي مع أبي العينينِ شُعَيشَعَ
والشيخِ إمام ومعتزلة العصرِ والباطنيةْ
ويرَوْنَ ديكَكِ قد صارَ حمارا وفراشا
نستحضرُ بعض الذكرى عن فرحٍ كانْ
محفوراً في جذعٍ في الحيطانْ
صوفِيّاً يصرخُ في ليل الفقراء:
مَن يُرضعني!!
مَن يولِعُ في قلبي آلهةَ الشعرْ
***
يا طَيْبَةْ !
أحملُ قنديلي وأدورُ ببحرٍ لُجّيِّ العتمات
أسألُ عن عشقيَ القديمْ..
أسجدُ عندَ أقدامهِ
أرفعُ آياتي الصوفيةَ للقادمِ من وادي عبقرْ
أتكثّفُ، أسري، أتبعثرْ
أتغيّرُ .. لكنْ لا أتغيّرْ
وأظلُّ كآخرِ طيرٍ يَستنسِرْ
وأصيحُ لديكِ الصوفيينْ: أكبرْ… أكبرْ
أكبرْ… مطَراً أُمطِرْ
يا طَيْبَةْ
أبحثُ عن حجرٍ يذكُرُني
في هذا الرُّجمِ الجاثمِ في هذا الغثيانْ
علّمني يا رُجمَ الأسرارْ
هل أنتَ نبِيٌّ في بلدكْ
هل أنتَ وصِيّْ
بعثوكَ حتى تزرعَ فينا النسيانْ
حتى تُنسينا ماضينا نسكتُ نغرقُ في حاضرنا
تبعثُ فينا ما مات من عهود الجاهليةْ
مَن هذا القابعُ قلبَ الرُّجمِ أراهُ يصلّي نحو البحرْ
أكبرْ أكبرْ : بالتلمودِ يصلّي وبالعبريةِ فُصحى
يدعوني .. أخاطبُ ذاكَ الرّجمَ خطاباً أزرقْ:
ناداني وأنا ،
أبحثُ عن ثديٍ شرّدني
أبحثُ عن جوعٍ يرضعني
يبعثني طفلاً ورغيفاً يمشي
في فجرِ الطيبةِ.. أكبرْ .. أكبرْ
أبحثُ عن أمٍّ تُبْسِطُكمْ .. أنتمْ .. أنتمْ
تركتْ حبليَ السريَ بين أسنانِ جنّيّةٍ آسنةْ
***
يا طَيبةْ !
هو هذا الطينُ، طيّنْتِ زماني بالولَهِ الصوفيِّ،
أدورُ بهذا الكونِ
ولا زيتَ بقنديلي لا زيتْ
لكنَّكِ ضوْءُ الضوْءِ
وصوتُ الصوتْ
مطرٌ صوفيٌ يهطلُ في الأرواح
فتكتملُ الصورة!!
ويموتُ الموتْ
***
منذُ قرونْ .. تتهجدونْ
ما جفَّ الطوفانُ، ولا أنتم آتونْ
مراكبكم في التيهِ تغني أغنية ولهى
يكتبها على منابركم معرّيٌّ أعمى ..
هل تنصتوا للشاعر الأعمى البصيرْ
يا طيبةْ!
أنهكني بحثي الصوفيُّ على طرقاتِ الليلْ
ومشيتُ بذاتكِ أتلو ما يلفظهُ الليلْ
يا ناعسةَ الطرفِ لم أعشقْ سواكِ
فأَطلّي باللّهِ َ عليّْ
عصفوراً من بينِ يدَيْ
قد صلّى الصبحَ مع العشّاقِ
وغادرَ صومَعَهُ إلَيْ
نشوانَ
لمّا ينسَ عشقكْ
***
يا طَيبةْ !
هو هذا الطينُ، طيّنْتِ زماني بالولَهِ الصوفيِّ،
أدورُ بهذا الكونِ
ولا زيتَ بقنديلي لا زيتْ
لكنَّكِ ضوْءُ الضوْءِ
وصوتُ الصوتْ
مطرٌ صوفيٌ يهطلُ في الأرواح
فتكتملُ الصورة!!
ويموتُ الموتْ
احيي الطيبه واهل الطيبه وامل ان تطيب قلوب البعض منهم وتهدا احبك يا طيبه كما احب بلدي وانت بلدي … تحياتي لك استاذي من القلب واسال الله ان تظل في ظلال هذه المدينه الطيبه
الرائعه المرابطه رغم قهر الجبابره وانا اعدها وفي نظري مدينة العلم والادباء والشعراء
واشكر اناملك التي خطت وسهرت وكتبت … استاذ سامي صورتك انارت هذا الموقع وانا مشتاق لارى الوجه الحقيقي وما زلت انتظر … تحياتي من القلب
السلام عليكم رحمة الله وبركاته ..
تحياتي القلبية الى الأستاذ الشاعر سامي إدريس, تعجز حروفي عن التعبير فكلماتك راقية كلحنٍ شذّي جميل,كلماتك غنّوة وفيها من الشِعر الأصيل دمت سيدي الفاضل ودام حرفك البهي..
تحياتي لكَ ولجميع الأهالي في مدينة الطيبة دمتم في رعاية الله ..
حياك الباري استاذي الكريم وجمل ايامك بالسعادة ومكارم الاخلاق..
يقولون..ما بعمر الدار الا صحابها..
اهل الطيبة كانوا عنوان للعطاء ..كانوا مصدر للعلم والثقافة..كبرنا والطيبة صورة
ايجاابية لكل المجتمع العربي في البلاد..واملنا ان يعود للطيبة عزها وتستمر بمسيرة
الانتماء..لتشكل استمرارية للنموذج التاريخي الناجح..
استاذي الفاضل..بالمثابرة والاصرار والسير بدروب الخير والايجابية..نداوي ما افسده
الدهر فينا..هيا بنا ننمي خصلة الانتماء..نزرع التفاؤل..نمشي بدروب الثقافة..لنرقى
بالزهور الشابة نحو مجتمع متطور وفاضل..
اتمنى لك دوام التالق والابداع..قلمك يسجل سطور ذهبية بتراثنا..وفقك الله والى الامام.