جميل السلحوت: فرصة ثانية رواية تطرح قضايا اجتماعية
تاريخ النشر: 13/08/24 | 13:18عن دار الشّامل في نابلس صدرت رواية “فرصة ثانية” للكاتبة صباح بشير، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان الكوني جمال بدوان في 260 صفحة من الحجم المتوسّط.
صباح بشير أديبة فلسطينيّة صدر لها عدد من الكتب منها:
رسائل من القدس وإليها، مشترك مع جميل السلحوت، مكتبة كل شيء-حيفا 2022. رواية “رسائل إلى ذات امرأة” صدرت عام 2023 عن دار الشّامل في نابلس، و “شذرات نقديّة” صدر عام 2024 عن دار الشّامل أيضا. كما أعدّت وحرّرت بالاشتراك مع المحامي فؤاد نقارة بضعة كتب توثيقية لنشاطات النّادي الثّقافي الأرثوذكسي في حيفا. كما أنّها تكتب مقالة نقديّة أسبوعيّة في صحيفة “رأي اليوم” الّتي تصدر في لندن.
والمتابع لكتابات الأستاذة صباح بشير لا يحتاج إلى كثير من الذّكاء؛ ليعلم أنّها دخلت عالم الرّواية من أوسع أبوابه، حيث لاقت روايتها الأولى “رحلة إلى ذات امرأة” ردود فعل إيجابيّة واسعة.
و”فرصة ثانية” الّتي نحن بصددها هي العمل الرّوائيّ الثّاني للأديبة صباح بشير.
موضوع الرّواية: طرحت الكاتبة في هذه الرّواية عدّة قضايا اجتماعيّة واقعيّة، تتمحور حول العلاقة والرّوابط الزّوجيّة، فبطلا الرّواية الرّئيسين هما مصطفى وهدى، ومصطفى هذا تزوّج فاتن شقيقة هدى، وماتت فاتن عند مخاضها الأوّل تاركة طفلها الوليد “يحيى”؛ لتربّيه خالته هدى وجدّته لأمّه، وقد تركت وفاة فاتن حزنا عميقا في نفس زوجها مصطفى، لكنّه مع ذلك وقع في شراك سناء سكرتيرته في معرض السّيّارات الّذي يملكه، والّتي كانت تطمح بالزّواج منه بعد وفاة زوجته فاتن، وبعدها خضع مصطفى لرغبات والدته الّتي رأت أنّ هدى خالة الطّفل”يحيى” هي المؤهّلة لتربيا طفل شقيقتها المتوفّاه، وتزوّج مصطفى هدى شقيقة الرّاحلة فاتن، مع أنّه ينظر إليها نظرة أخويّة، لذا فإنّه لم يستطع معاشرتها كزوج إلّا بعد أسابيع طويلة.
ولأنّ البناء الرّوائيّ يقوم على تعدّد الحكايات التي ترتبط بالحدث الرّئيس، فقد شاهدنا عبدالله شقيق مصطفى الذي تزوّج من “لبنى”، فكان زوجا عاشقا صبورا وقع مع زوجة مستهترة متسلّطة تهمل بيتها وزوجها وترفض الحمل وبناء أسرة، وكأنّها تعوّض حياة البؤس والحرمان والقمع الّتي عاشتها في بيت والديها، ولمّا نفذ صبر زوجها عبدالله قرّر طلاقها وسلّمها لوالدها، لكنّ والدته وشقيقه مصطفى وزوجته هدى، أصلحوا بين الزّوجين، فعادت لبنى إلى رشدها، واحترمت حياتها الزّوجيّة.
وقد وردت في الرّواية قصّة د. ابراهيم طبيب الأسنان، الّذي تزوّج مرّتين وفشل في زواجه، ممّا ولّد لديه نفورا من عالم النّساء، وعندما استمع إلى معزوفة موسيقيّة من بيت” نهاية” جارته الّتي تسكن في شقّة فوق بيته، أقام معها علاقة، وتردّد في الزّوج منها، لكنّه ما لبث وأن عاد إليها وتزوّجها.
واضح أنّ الأديبة بشير قد استفادت كثيرا من تجربتها الرّوائيّة الأولى، ومن مطالعاتها واطّلاعها الثّقافيّ، فجاءتنا بهذه الرّواية المدهشة.
الّلغة: واضح أنّ الأديبة بشير تملك لغة أدبيّة شاعريّة وشعريّة، تسحر القارئ بجمالها.
الأسلوب: استعملت الكاتب السّرد الانسيابيّ الّذي تزاوج مع جمال الّلغة، فولّد عنصر التّشويق بطريقة تسيطر فيها الرّواية على قارئها، فلا يتركها إلّا وقد أكملها مستمتعا مذهولا بجماليّاتها.
الزّمنكانيّة: لم تحدّد الرّواية زمنا ولا مكانا تدور أحداثها فيه، وهذا يسجّل لصالح الرّوائيّة والرّواية الواقعيّة، والّتي حدثت وتحدث حكاياتها في بيئات مختلفة وعبر أجيال مختلفة.
وماذا بعد: تأتي هذه الرّواية لتسدّ جزءا من الفراغ الّذي يعيشه الأدب الفلسطينيّ، الّذي تدور غالبيّة موضوعاته حول الهمّ والمعاناة الفلسطينيّة، وهذه الرّواية تمثّل جوابا لمن يتساءلون عن وجود روايات اجتماعية وروايات حبّ فلسطينيّة.