الزّعماء والعَظْمَة
هادي زاهر
تاريخ النشر: 18/08/24 | 14:15أقيم يوم الثّلاثاء قبل الفائت أمسية تكريميّة للطّائفة الدّرزيّة في مركز رابين في مدينة تل أبيب، يعني تعالوا لعنّا حتى نكرمكم.. الدّنيا عجايب..
وهكذا كانت هذه الأمسية بمثابة عرض كوميديّ ساخر ذات أكثر من فصل واحد، في هذا اليوم وظّفت كلّ أنواع الاستهتار والخداع والنّفاق الأخلاقيّ والاجتماعيّ والسّياسيّ، حيث شارك في هذه الأمسية مختلف الأحزاب السّياسيّة ولم يتخلّف عن هذه الأمسية الجنرال يائير غولان زعيم حزب العمل الجديد الّذي يُعلّق عليه الأمل في إنقاذ هذا الحزب اللّعين من الغرق، ممّا يشي بأنّ هذا الحزب لا يختلف عن غيرة وهو مستمرّ في ألاعيبه القذرة الّتي كانت القاعدة الأساسيّة في تعامل الحكومات الإسرائيليّة اللّاحقة مع (الأقلّيّة) العربيّة ككلّ، كان من بين أبطال هذه المسرحيّة عدد من رؤساء المجالس المحلّيّة الّذين هم كما جرت العادة لا يجرؤون على وضع النّقاط على الحروف كما يجب، ولا يعملون وفقا لجدول زمنيّ في حديثهم مع السّلطات في الدّولة، ولو على سبيل التّهديد على الأقل، بل يبلعون الوعود إلى ما لا نهاية، لا يشترطون استقبالهم أو حتّى اشتراكهم في مثل هذه المسرحيّة بإلغاء قانون كامنيتس وقانون القوميّة أو حتّى بالتّهديد بالانضمام للجنة القطريّة للسّلطات المحلّيّة العربيّة، ولو قاموا بهذه الخطوة كان وضعنا سيتغيّر ويندفع إلى الامام، كانت السّلطات وأجهزتها المختلفة ستسارع إلى تدارس الأوضاع وتستنتج الاستنتاج الصّحيح والتي تتلخص في ضرورة تحسين اوضاعنا، أنّ لغة التّخاطب مع الدّولة له أهمية كبرى، فلا يجوز قول (الزّعامة) نحن معكم على كلّ الاحول سواء قدّمتم لنا مستحقاتنا أو لم تقدمونها لنا، إنّ هذا الخطاب الذّليل!!
له انعكاساته السّلبيّة الكبيرة علينا ولن يتغيّر واقعنا للأفضل نتيجة لمثل هذا الخطاب! بل يجب القول دائمًا، نحن ننتمي إلى شعبنا العربيّ ولن نتنازل عن هذا الانتماء الّذي لا يعني بأنّنا أعداء للدّولة.
إنّ عدم اتخاذ مواقف صلبة وواضحة واستمرار استعمال لغة التّخاطب الذّليلة يبقينا في حالة (بطناج) رجوع إلى الخلف بدلًا من الانطلاق إلى الأمام وتجربة 76 سنة يجب أن تكون كافية تمامًا لاستنتاج العبر اللّازمة. والسؤال هو هل الأمر يتلخص في المثل القائل بعرف ويحرف
إنّ عدم انتهاج أساليب نضاليّة جديدة ستُبقي شبابنا يعانون إلى ما شاء الله، من ملاحقات وغرامات وارتفاع نسبة الطّلاق وسنّ الزّواج، إن كل هذا يحدث وسط جهل أو تجاهل الحقيقة، إنّ عدم رمي رؤساء السّلطات المحلّيّة للمفاتيح في وجه الحكومة والاشارة إليها بأنّنا لم نعد نهضم الوعود الكاذبة والطّبطبة على الظّهور، أننا نطلب منهم أن يفعلوا ما فعله الدّكتور غازي فارس الرّئيس السّابق للمجلس المحلّيّ في قرية البقيعة، حيث رمى المفاتيح غير آبه بالمنصب.
إنّ الاستمرار بأداء الّدور المنوط بهم كموظفين لا كممثلين، يبقينا على الأرض يا حكم، والحقيقة.. بأنّهم يدركون حقيقة الأمر ولكن لا يريدون ترك العَظْمة لا سيما وأنّ عليها الكثير من اللّحم، فالمعاش الشّهريّ ما يقارب ال 60 ألف شاقل وهو مبلغ دسم للغاية يستوجب التّشبث بهذه العَظْمَة، إضافة إلى الشّعور بالغرور الّذي ينعكس من خلال المنصب!