لا تتلاعبوا بأعصاب الناس . . . قولوا لنا الحقيقة
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 19/08/24 | 10:37من يقرأ البيان الختامي للمفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة يومي الخنيس والجمعة الماضيين، يعتقد بان كل شيء “سمن بعسل” وان الفرج على بعد خطوة. فأجواء الوسطاء تُعبّر عن ارتياحها لكنّ أجواء حماس لا تشي بهذه الإيجابيّة. أمّا إسرائيل فتخرجُ بمواقفَ مُتناقضة، منها ما يُرحّب بنتائج المُفاوضات، ومنها ما يُشكّك ويُرسل إشارات سلبيّة. فمن يقرأ تصريحات قادة حماس لا يشعر بوجود سمن ولا عسل بل فشل واحباط. هكذا تبدو الصورة قاتمة لوجود التناقض بين موقفي الطرفين الأساسيين للحرب رغم تفاؤل المفاوضين.
عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزّة، غازي حمد، لا يوجد لديه اية إيجابية حول مفاوضات الدوحة. فقد ذكر في مقابلة مع فضائية الميادين: أنّ ”إسرائيل قد أفشلت مفاوضات الدوحة وجهود الوسطاء، ولم يكن هناك أيّ تقدّم ولم يَجرِ حسم أيّ من القضايا الخلافية في مفاوضات الدوحة”.
واتهم حمد نتنياهو “بوضع شروط جديدة، ونسف ما تمّ الاتفاق عليه سابقاً وهدفه الاستمرار في الحرب.”
في المقابل اصدر مكتب نتنياهو السبت الماضي بيانا حول مفاوضات الدوحة جاء فيه إن المفاوضين الإسرائيليين أطلعوه على المحادثات، و”أعربوا عن تفاؤل حذر بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق”، وأن الاقتراح الأمريكي الجديد، الذي تم نقله إلى إسرائيل وحماس يوم الجمعة في نهاية يومين من المحادثات بين إسرائيل والوسطاء في الدوحة، “يحتوي على مكونات مقبولة بالنسبة لإسرائيل”.
بيان مكتب نتنياهو لا يتحدث مطلقا عن فشل المفاوضات. حتى ان القناة 12 العبرية ذكرت في تقريرها يوم السبت الماضي عن المفاوضات إن الاقتراح الامريكي في مفاوضات الدوحة “ يغطي العديد من القضايا المحددة للغاية فيما يتعلق بالصفقة مثل عدد الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، التي تستمر ستة أسابيع من الصفقة، وتم تحديد أسماء جميع هؤلاء الرهائن تقريبا إلى حد كبير.” والواضح من تقرير القناة العبرية عدم وجود أي شي يدل على فشل المفاوضات.
من جانب اخر وفي نفس يوم اصدار بيان مكتبه حول مفاوضات الدوحة السبت الماضي طلب نتنياهو من الوزيرين اليمينيين المتطرفين في حكومته بتسأليل سموتريتش وايتمار بن غفير عدم حل الحكومة في عطلة الكنيست الحالية. وهذا الامر يعني سياسيا وجود تنسيق مسبق بين نتنياهو والثنائي بن غفير وسموتريتش وهو تنسيق يشتم منه وجود اتفاق ما بين الثلاثة. لماذا؟
إذاعة مكان الرسمية قالتها صراحة لان نتنياهو ينتظر تجدد الحرب بعد 42 يوما، أي بعد المرحلة الأولى من الصفقة، وعلى ذمة صحيفة يديعوت احرونوت فان مسؤول حكومي قال لها إن نتنياهو “يخشى التوصل إلى اتفاق، لأنه لا يريد أن تنتهي الحرب وسيجد دائما عذرا لعدم التوصل إلى صفقة.”.
وأخيرا
متى يستوعب نتنياهو ان المفاوضات وحدها فقط هي السبيل لتحقيق إطلاق سراح الاسرى وليس الضغط العسكري القوي وحرب العشرة شهور خير دليل على ذلك