حكايتي مع الراحل فاروق القدومي…رجل المبادئ؟
بقلم الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 23/08/24 | 11:44القيادي الفلسطيني فاروق القدومي القائد الوطني الكبير المعروف ب ( أبو اللطف) ، وأحد القادة التاريخيين المؤسسين للحركة الفلسطينية المعاصرة الذي وافته المنية امس الخميس عن عمر 93 عاما كان من رجال الرعيل الأول الذين اسسوا حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح ” إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات. وقد ارتبط اسم فاروق القدومي برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ العام 1973 قبل تقلده مسؤولية دائرة الشؤون الخارجية لمنظمة التحرير عام 1989. وأصبح القدومي عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وعضوا في المجلس الوطني.
عرفت الراحل عن قرب في مسيرتي الاعلامية والتقيته عدة مرات في دول عربية وأوروبية وكانت المرة الاخيرة التي التقيته فيها في العاصمة الأردنية عمان وكنت وقتها برفقة الصديق محمد حسن كنعان (أبو حسن) وكان ذلك كما اذكر في العام 2011 .
صحيح ان الراحل كان وفيا ومخلصا لرفيق دربه الراحل عرفات لكنه اختلف معه اختلافا كبيرا حول اتفاق أوسلو الذي كان يعتبره القدومي “خيانة للمبادئ التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية” كما انه رفض العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية وبقي مقيما في تونس.
لم يكن الراحل محبا لتسليط الاعلام على شخصه مثل الكثير من القيادات الفلسطينية. اسمعوا احدى حكاياتي معه: كان الراحل يصطحب معه بكثرة في جولاته الرسمية الصديق الدكتور عصام كامل سالم سفير فلسطين في برلين سنوات الثمانينات وفي مطلع التسعينات تم نقله الى مدريد. فاستغربت من ذلك وقررت ان اساله شخصيا عن السبب. وفي احدى زياراته لبرلين التقيته في السفارة الفلسطينية وخلال الحديث انتهزت الفرصة المناسبة وطرحت عليه السؤال بشكل لائق وغير مباشر. فاجابني مع ابتسامة: “عصام بعرف يلعب طاولة زهر منيح”.
فالتزمت الصمت ولم اعلق اعتقادا مني بان جواب أبو اللطف كان مقصودا أي ان لا اتدخل فيما لا يعنيني. بعد ذلك أي بعد مغادرة القدومي لبرلين سالت السفير عصام عن قصة طاولة الزهر فاجابني بضحكة عالية وليس بابتسامة: “يا زلمي القصة وما فيها انو أبو اللطف يعشق طاولة الزهر وياخذها معه في كل جولاته وانا كنت دائما اخلي يغلبني ومنشان هيك كان يحب ارافقو”
حكاية أخرى. ذات يوم واذكر في سنوات الثمانينات كتبت مقالا قلت فيه ان عرفات كانوا ينادونه بثلاثة السماء: الختيار، أبو عمار وياسر عرفات. وقلت أيضا ان عرفات كان معروفا بانه الرجل الأول في منظمة التحرير والراحل أبو اياد كان الرجل الثاني بينما الراحل أبو جهاد فكان الرجل الثالث.
وفي نهاية المقال قلت ان الحقيقة تختلف كليا عما يقال. صحيح ان الرجل الأول كان ياسر عرفات لكن الرجل الثاني كان الختيار والرجل الثالث كان أبو عمار . بعدها بفترة التقيت أبو اللطف في مناسبة معينة وقال لي: ” هيك كتير يا احمد لانك حذفت أبو اياد وأبو جهاد من قائمة القيادة ” وقال لي مازحا طبعا ” دير بالك شوف كيف بدك تصلح الوضع معاهن ”
أبو جهاد تعرض للاغتيال في تونس في شهر ابريل عام 1988 وتم اغتيال أبو اياد في شهر يناير 1991 في تونس ايضا ولم ” اصلح الوضع معاهن” وفي العام 1993توفي الدكتور عصام في مدريد.
رحمة الله عليهم جميعا.