أخطاء إسرائيل السابقة واللاحقة… والرسالة الامريكية الإسرائيلية لحزب الله

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 28/08/24 | 16:42

يقول الدكتور ستيفن م. والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفرد الامريكية في مقاله المنشور في مجلة “فورين بوليسي” تحت عنوان ”الانحدار الخطير في الاستراتيجية الإسرائيلية” ان إسرائيل سارت في سلوكها نحو الانحدار خلال السنوات الخمسين الماضية بسبب خمسة أخطاء ارتكبتها:

الخطأ الأوّل قرار الاحتفاظ بالضفة الغربية وغزة بعد احتلالهما في العام 1967 تمهيدا لإنشاء إسرائيل الكبرى. والخطأ الثاني افتراض الاستخبارات الإسرائيلية أنّ الجيش المصري لن يستطيع تحدي الجيش الإسرائيلي في سيناء. لكن وقعت حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973وغيرت المعادلة. اما الخطأ الثالث فكان فكرة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية من خلال الغزو الإسرائيلي المشؤوم للبنان في عام 1982، وهي فكرة وزير الدفاع المتشدّد الاسبق أرييل شارون، والتي جلبت فيما بعد تأسيس حزب الله في العام نفسه.

وفيما يتعلق بالخطأ الرابع فهو اكبر خطأ ارتكبته إسرائيل عدم الموافقة على تأسيس دولة فلسطينية. وعلى الرغم من قبول منظمة التحرير الفلسطينية بوجود إسرائيل من خلال التوقيع على اتفاقية أوسلو الأولى في عام 1993، لم يرغب أيّ زعيم إسرائيلي في انشاء دولة خاصة بالفلسطينيين الى جانب اسرائيل.

واما الخطأ الخامس والاخير فهو معارضة إسرائيل الشديدة التفاوض حول وضع قيود على البرنامج النووي الإيراني. فقد كان من المفترض ان يكون نتنياهو عقلانيا ويرحب بمبادرة الولايات المتحدة توقيع ايران على خطّة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 والتي تنص على خفض قدرة ايران على التخصيب، وتقليص مخزونها من اليورانيوم المخصّب، وبالتالي وضع القنبلة الإيرانية بعيداً عن متناول اليد لمدّة عقد وربّما لفترة أطول كما يقول الكاتب في مقاله. لكنّ نتنياهو والجماعات المتشدّدة في اللوبي الإسرائيلي الأميركي، عارضوها بشدّة، وأقنعوا الرئيس الأمريكي في تلك الفترة دونالد ترامب بالانسحاب من الصفقة في عام 2018، فماذا كانت النتيجة؟ إيران أصبحت اليوم أقرب من أيّ وقت مضى إلى امتلاك قنبلة نووية.

وبعيدا عن الأخطاء لا بد من التطرق الى ما يجري في الشمال بين إسرائيل وحزب الله. اللافت لنظر وهو امر في غاية الأهمية زيارة رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال تشارلز براون، لجبهة الشمال برفقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هارتسي هليفي. هذه الزيارة الأولى من نوعها لقائد عسكري أميركي على الحدود ليست صدفة أن تأتي مصحوبة باسطول حربي بحري. فهل هي رسالة واضحة من الأميركيين والإسرائيليين الى لبنان وبالتحديد لحزب الله؟

وأخيرا…

اذا كان الفاسد في المجتمع لا يحاسب ومستمر في فساده ولذا كن المذنب لا يعاقب على افعاله فكيف سيكون مصير هذا المجتمع؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة