العقيدة و الفعالية
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 30/08/24 | 21:49يقول قائل أن الفعالية لا تكون لها جدوى إذا كانت خالية من العقيدة
،و كذلك تصبح العقيدة لا جدوى لها اذا كانت بدون فعالية، فهذا الطرح أو
الصورة منفية من قاموس الشريعة في نظري فأينما تكون العقيدة تكون
الفعالية على كل المستويات (سلوك – عمل – تصرفات – أخلاق –
معاملات و تظهر في كل هذه الصور).
لكن ما نراه و نعيشه يوميا أن العقيدة فعلا فقدت فعاليتها في المجتمع
المعاصر و أخذت مكانها فعالية المادة و أصبحت في بعض الأحيان مجرد
شعار يراد به مصلحة معينة، كمثال هناك حرب دائرة بين أهل العقيدة و
الكافرون بها في حين أن الجيران من أهل العقيدة يتفرجون بصمت رهيب
و يتظاهرون بأنهم هم أهلها دون غيرهم. إن العقيدة الصحيحة هي جوهر
اليقين و إذا طغت عليها المادة أصبحت شعار إشهاري مغري. و هنا تبرز
عظمة العقيدة بعد اليقين بالأحد الأوحد و لا أفعل إلا ما أمرت به ممَنْ لا
أمر سوى أمره.
التأمل في مخلوقات الله عبادة تُقرب اليه زلفة و تُغني عن وسوسة
الشيطان و غرور الدنيا و تُزود الزاد و تُظهر العجائب التي لا تُحصى و
لا تُدرك و تجعل النفس تَهْدئ و تطمئن و تقنع بالموجود و تستلذ طعم الحياة
بشكلها الحقيقي و لو كانت أقل من القليل. يا لها من لحظات يسبح فيها العقل
في مداره و يزيد يقينا باليقين و ثباتا بالثبات و حقيقة بالحقيقة و تقربا
بالتقرب و مقدار بمقدار حدود معرفته المقدرة له و ما عليه دونها. و يُدرك
الإنسان أنه هو الوحيد الذي يمتلك هذه الخاصية (لأنه كان ظلوما جهولا)
بتحمله الخلافة.