"محمود درويش في الميزان الشرعي"
تاريخ النشر: 26/11/11 | 0:49صديق الموقع المتابع بإسم “غيور على اعراض المسلمين” بعث لنا تعقيباً على الأمسية الشعرية التي أقيمت أول امس في المركز الثقافي الحوارنه كفرقرع, وبما ان التعقيب يجب ان يكون عدة اسطر فقط بحيث يعبر المعلق عن رأيه بالمقال او ما يتبع له رأينا ان هذا التعقيب من الأخ الغيور يجب ان يحول لمقال في زاوية اسلاميات . ولعدم معرفتنا باسمه وبتمكنه الديني فالمقال هنا على مسؤوليته الخاصة :
“الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى سيما المصطفى خير الورى هدى الله اليه أولي النهى وذوي الحجا ,وزاغ عنه من الى الارض اخلد .ففتح الله به اعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا ,فحوطوا العقل بالوحي فتمت لهم الحسنى.
وبعد,فانه قد زعم بعض دارسي الأدب أن الإسلام حارب الشعر بينما الصحيح انه لم يحاربه لذاته وإنما حارب الفاسد من مذاهب الشعراء ويتمثل هذا المعنى في الآي من سورة الشعراء التي صنفت الشعراء إلى فئتين فئة ضالة وأخرى مهتدية قال تعالى : (والشعراء يتبعهم الغاوون * الم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)[224ـ228], بل إن الإسلام ذهب إلى ابعد من هذا حين اتخذ الشعر سلاحا من أسلحة الدعوة وعده نوعا من أنواع الجهاد فجعل الشاعر على ثغرة من ثغور الإسلام لا يسدها إلا هو وأمثاله من الأدباء فان الإسلام يعلم قيمة الكلمة وشدة تأثيرها .لذا فقد دأب النبي على تشجيع الشعر الجيد المنطوي على التوحيد والحكمة والمثل العليا وكان يستمع إليه ويعجب بما اشتمل عليه من حكمة حتى انه روي لنه قال صلى الله عليه وسلم “إن من البيان لسحرا وان من الشعر لحكمه “ولما استأذن حسان بن ثابت في الرد على المشركين أذن له وقال “اهجهم ومعك روح القدس “كما كان يستزيد الخنساء من الشعر فيقول”هيه هيه يا خناس” وكذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم حيث كانت سيرتهم تبعا لما جاء به الرسول فقد اقتفوا أثره وتحروا سنته فما نفع من الشعر أو حسن قبلوه وشجعوه عليه وما كان فيه ضرر أو قبح نبذوه وحاسبوا عليه ,بل قد حث عمر الناس على حفظه لانه ديوان العرب وفيه تفسير كتاب ربنا عز وجل . فالشعر في أصله مباح ، فهو كلام موزون ، والأصل في الكلام الإباحة والجواز ، ولكن تجري فيه الأحكام الفقهية الخمسة بحسب موضوعه ومقصوده والغاية منه . ولذلك قال الإمام الشافعي كلمته المشهورة : ” الشعر كلام ، حسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام ” .
والمقصود بالاحكام الخمسة:الفرض ,الحرام,المستحب ,المكروه ,المباح.
الفرض : هو العمل الواجب على المسلم المكلف أن يعمله، فتاركه يأثم، وفاعله يؤجر امتثالا لامر الشرع.ويقسم الفرض إلى فرض عين وفرض كفاية.أما فرض العين فهو المفروض على كل مسلم(طبعا إذا تحققت فيه شروط الفرض)،وأما فرض الكفاية فهو العمل الذي إذا أدته فئة من المسلمين سقط عن الآخرين.فالصلوات الخمس فرض عين لأنها واجبة على كل مسلم، وكذلك الحج مرة واحدة في العمر.وصلاة الجنازة فرض كفاية، لأنه يكفي أن يصلي على الميت فئة من المسلمين وحينها تسقط عن الباقي،أما إن لم يؤدها أحد فإن كل من امتنع عنها مع قدرته عليها يأثم
الحرام: هو العمل المحظور الذي يتعرّض فاعله للعقاب ، ويثاب تاركه امتثالا لنهي الشرع كالزنا والتبرج .
المستحب : هو العمل الذي يثاب فاعله ولا يأثم تاركه وهو دون الفرض في الوجوب والاجر كصلاة النافلة وصيام النافلة وهو داخل من حيث الجملة في الواجب .
المكروة: هو العمل الذي يُثاب تاركه – امتثالا – ولا يأثم فاعله،وهو دون الحرام في لزوم الترك كالعبث اثناء خطبة الجمعة وهو داخل من حيث الجملة في الحرام .
المباح : هو العمل الذي لا يثاب فاعله ولا يأثم تاركه,الا اذا صاحبته نية من النوايا التي تدخل تحت الاحكام الاربعة الآنفه ,او كان هذا الفعل ذريعة تفضي الى تلك الاحكام كالاكل الحلال اذا اخذ على شبع الانسان دون حاجة فهو مكروه اذا لم يضر به ,واما ان اضر به في الحال او عرضه للهلاك فحينئذ ينقلب الحكم الى الحرمة.
وبعد هذه المقدمة التي لابد منها. فانه قد هالني وارقني وقطع علي هجعتي وسكوني احتفاء “النخبة المثقفة “ببعض الشخصيات ممن ينسبون الى الثقافة والادب في دنيا الناس , وانهم يسبغون عليهم من المحامد والمثاني والمكارم ما لم ينله عندهم نبي مرسل او ملك مقرب,وباتوا يغالون في اطرائهم وتقديمهم وتصديرهم للعامة على انهم هم اساطين البيان واربابه الممسكون بناصية الكلم ومن خسف عين الشعر فتفجرت ابحرا يشقون عبابها ملوكا على الاسرة لايستقيلون ولايقالون ,والادب والادباء عالة عليهم يتكففونهم ,وان الزمان قد خوى من امثالهم وخلت الديارمن اندادهم فلا عدل لهم ,فهم طراز فريد لا يتكرر قد انقرض او يوشك .والطامة القاصمة ان هؤلاء الاغوياء يؤزون الخلق ليُقبلوا على ما يزعمون انها “سيرهم النضالية” ,وماضيهم الحافل “بالمقاومة للامبريالية” المناهضة لتحرر الشعوب المطحونه من ربقة التبعية والعولمة والغطرسة الصهيوامريكية , فيدفعون الخلق لينهلوا ويقبسوا من تراثهم وادبياتهم وان يحذوا حذوهم حذو النعل بالنعل حتى لو انهم دخلوا جحر ضب ان يدخلوه وهذا سطو ممنهج موجه للعقول التي ما اخالها الا رازحة تحت نير الاستبداد الثقافي والاحادية في الطرح حتى تمادى هذا الامر ليصل الى اللاشعور فيحل فيه كتلا صلبة ويستبدل آخرى هلامية فهذا التقديم المنقطع النظيرلهم وهذه الدعاية الموجهة كفيلة ان تنصبهم اوثانا وآلهة للثقافة لا يسألون عما يقولون ولا هم يخطئون ,بل الواجب الذي تفرضه تجاههم تقديم فروض الولاء والاستخذاء والذل ,كيف لا و الدعاية ـ التي قوامها لا اريكم الا ما ارى ولا اهديك الا سبيل الرشادـ قد خلبت الباب وقلوب الكثيرين فجبت وغفرت ما بعدها على الذي قبلها, فتلكم صك مفتوح حرره لكم الآباء الراعون أن قولوا ما شئتم يسمع لقولكم وان افعلوا ما شئتم فاننا سنهتف باسمكم وما ضركم ما فعلتم بعد يومكم في غدكم .فقد صهرالعسف الثقافي العقول في بوتقته وصادر منها ارادتها وبعث بشرعة القوم من تحت الركام والاجداث ونفخ الروح من جديد بعد ان ارمت وبليت ودرست كما يدرس وشي الثوب ورقمه ,واستنسخت هذه الظواهر عند بعض المتهوكين المسبحين بحمد فراعنة الادب .وحقيقة امر هؤلاء القوم انهم امتداد لآلة اعظم منهم .لسان الذي يعبدونهم اعجمي وهذا لسان عربي , قلوبهم قلوب الاعاجم والافرنجة وملامحهم واسماؤهم والسنتهم وانسابهم وبلدانهم عربية.سحرهم انهم يربطون الانسان بالارض ربطا ماديا ترابيا مجردا من الدين وكأن الارض هي اباه وامه وان شئت فقل ربهم ولاغرو في ذلك .ويتنادون باسماء وكنى والقاب تعرف منها وتنكر ويسقطون الدين من ادبياتهم ولا يذكرنه الا تعريضا به وكأن الهوية الدينية من فضول الامور وحمل اطت واثقلت به كواهلهم فالاولى عندهم التخفف منه قبل ان يخوضوا في سبخة العار,فباتت اوثق آصرة ووشيجة تجمعهم وحدة التراب والخوف من مصير كالسراب وهذه ثمار الاغتراب.والعجب العجاب ممن يدرك ان هذا حالهم ويسير في ركابهم ويحط في رحالهم كالإمعة لا يلوي على شيء الا ان يذكر في اذيالهم ولو باللعن .
وكي تكتمل الصورة ونوصد الباب على فصول مظلمة من هذه المحنة الادبية التي جثمت على عقولنا بغية تغريبها والعبث بموروثها الموغل في القدم الذي ما زلنا نلمس بركته ونقطف ثمرته رغم ارادة البعض لفظه وطرحه من عقلنا الجمعي والتنكب له في كل المحافل ,فاني ادعو من يمتلكون الذوق الشعري والحاسة الادبية ومن عنده مسحة من فصاحة ممن لم تتضمخ يداه بزهم وقذر خط وزبر الالحاد في قرطاسه ان يحكم على هذا الشعر بتجرد هل يقوله مؤمن اومسلم ؟!!واياكم والاعتذار بالرمز او المجاز او المبالغات الشعرية فهذه اعذار هشة بالية خلقة لا تكفي و لاتنجي .
وكي تكتمل الصورة ونوصد الباب على فصول مظلمة من هذه المحنة الادبية التي جثمت على عقولنا بغية تغريبها والعبث بموروثها الموغل في القدم الذي ما زلنا نلمس بركته ونقطف ثمرته رغم ارادة البعض لفظه وطرحه من عقلنا الجمعي والتنكب له في كل المحافل ,فاني ادعو من يمتلكون الذوق الشعري والحاسة الادبية ومن عنده مسحة من فصاحة ممن لم تتضمخ يداه بزهم وقذر خط وزبر الالحاد في قرطاسه ان يحكم على هذا الشعر بتجرد هل يقوله مؤمن اومسلم ؟!!واياكم والاعتذار بالرمز او المجاز او المبالغات الشعرية فهذه اعذار هشة بالية خلقة لا تكفي و لاتنجي. واليكم نزرا يسيرا من شعر محمود درويش كل مقطع تحت الباب الذي يتصل به:
1. عقيدته في توحيد الربوبية
قوله بأنَّ الله خلق الإنسان عبثاً : قال في مقطوعة بعنوان : عن الصمود : (إنا خُلقنا غلطة, في غفلةٍ من الزمان) ديوان محمود درويش ص42 دار العودة ببيروت , الطبعة الثانية عشر 1987م .قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات: 56).
* وصفه لله تعالى بالتعرِّي : قال في ديوانه ص398 في مقطوعة بعنوان : مزامير : (نرسم القدس : إله يتعرَّى فوق خطٍّ داكن الخضرة(.
* السخرية والاستهزاء والاستخفاف بالله تعالى: قال في ديوانه ص24 في مقطوعة بعنوان: الموت في الغابة: (نامي فعينُ الله نائمة عنا).
* نسبته الزوجة والولد إلى الله تعالى: وقال في ديوانه ورد أقل ص81 قصيدة بعنوان : ( إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها : ( إلهي إلهي, لماذا تخلَّيت عني , لماذا تزوجتَ مريم ؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا ؟ أنا الأرملة … أطلَّقتني ؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي , عدوِّي من المقصلة, أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله إلهي إلهي … لماذا تخلَّيت عني, لماذا تزوجتني ياإلهي , لماذا … لماذا تزوجت مريم(.
2 . عقيدته في توحيد الألوهية : *
دعوته لقتل الله تعالى:
قال : ( أقل احتفالاً على شاشة السينما, فخذوا وقتكم لكي تقتلوا الله … ونعرف ما هيأ المعدن – السيد اليوم من أجلنا ومن أجل آلهة لم تدافع عن الملح في خبزنا, ونعرف أن الحقيقة أقوى من الحق, نعرف أن الزمان تغير, منذ تغير نوع السلاح, فمن سوف يرفع أصواتنا إلى مطر يابس في الغيوم) أحد عشر كوكباً ص42-43 .
* العبودية لغير الله تعالى: وفي ص608 في مقطوعة بعنوان : أحمد الزعتر : (أخي أحمد ! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد, متى تشهد).
* سخريته بالقرآن الكريم :
قال في ديوانه ص480 في مقطوعة بعنوان : الخروج من ساحل المتوسط : (أنا الحجر الذي مسته زلزلة, رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم , واستأجرتني آية الكرسي دهراً, ثم صرتُ بطاقة للتهنئات تغير الشهداء والدنيا).
ويقول في ص591 في مقطوعة بعنوان : كان ما سوف يكون : (من أي نبيٍّ كافرٍ قد جاءك البعد النهائي).
* دعوته لعبودية معشوقته ريتا اليهودية : فيقول : ( بين ريتا وعيوني بندقية, والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية) ديوان محمود درويش ص192 .
ويقول في ص343 في مقطوعة بعنوان : يوميات جرح فلسطيني : (ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله).وهذا غيض من فيض ,ولم يثبت ان الشاعر قد رجع عن الذي قاله بان يحدث اعتذارا شفويا او مكتوبا ولن يخسر العالم ولا العرب والمسلمون شيئا ان اعرضوا اشعاره وفي غيره غنية
وصدق أبو الوفاء بن عقيل ( 513هـ ) رحمه الله حيث قال: ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ) .
ثم قال رحمه الله : (عاش ابن الراوندي والمعري عليهم لعائن الله ينظمون وينثرون كفراً ، عاشوا سنين وعُظمت قبورهم واشترت تصانيفهم ، وهذا يدل على برودة الدين في القلب ) .
رائع
كل الاحترام لمن كتب هذا المقال…. بس بدك الناس تفهم الي مكتوب!!!!!