الأمن والاستقرار لن يتحققا بحرب الإبادة الإسرائيلية
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 11/09/24 | 7:02الأربعاء 11 أيلول/ سبتمبر 2024.
لا يمكن لمجازر الاحتلال وعدوانه على الأراضي الفلسطينية المحتلة تحقيق الأمن والاستقرار، وأن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو الاعتراف بالشرعية الدولية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .
استمرار العدوان على شعبنا الفلسطيني من رفح حتى جنين، وارتكاب الاحتلال جرائم الإبادة الجماعية، بدعم أميركي، سيزيد اشتعال المنطقة، ولن تنجح أي جهود إقليمية أو دولية في احتواء هذا الانفجار الذي سيحرق المنطقة وان الهدف الحقيقي للاحتلال هو المس بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبالهوية الوطنية لهذه الأرض، ولكن عليهم أن يدركوا جيدا ومن ورائهم بأن القدس هي بوابة السلام والأمن والاستقرار .
كل ما يجري من محاولات لاحتواء الانفجار قبل وقف العدوان هي نوع من الجدل العقيم، والمنطقة تدفع ثمن سياسات إسرائيل المدعومة أميركيا، التي لن تنجح بالمساس بالمشروع الوطني الفلسطيني الذي أساسه القدس والمقدسات، التي ستبقى الجامع لنضالات شعبنا الفلسطيني وشعوب الأمة العربية وأحرار العالم .
لقد باتت محاولات الاحتلال لزعزعة استقرار المنطقة بأسرها تشكل خطورة كبيرة حيث تستمر حكومة التطرف الإسرائيلية بتنفيذ مخططها الجهنمي القائم على استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة التي أدت إلى استشهاد أكثر من 40 ألف مواطن وجرح أكثر من مئة ألف، وتواصل العدوان لتدمير المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، كما يجري الآن في مدن جنين وطولكرم ومخيماتها، وطوباس، وعمليات القتل التي أدت إلى استشهاد العشرات من المواطنين، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية .
موقف حكومة الاحتلال المتطرفة والتكتل اليميني الحاكم في إسرائيل يواصل في الإصرار على مواقفه بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا في قطاع غزة، بالإضافة إلى استخدام نتنياهو رئيس الوزراء والمسؤول الأول عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والانتهاكات الحاصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لخارطة تضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال، هي تصريحات ومواقف مرفوضة ومدانة، وهي تجاوز خطير لجميع قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقيات الموقعة، وتظهر بوضوح النوايا الإسرائيلية المبيتة لتكريس الاحتلال وإعلان الضم والاستيطان، وأن هذه السياسة المتخبطة سياسيا وعسكريا لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد وباتت تشكل خطورة على امن المنطقة .
الإدارة الأميركية الداعم الرئيسي للاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار تدهور وتفجر الأوضاع، ولا بد لها من تغير مواقفها قبل فوات الأوان والعمل على إجبار سلطات الاحتلال على وقف الحرب الشاملة التي تشنها على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا بهدف تفجير المنطقة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي لمنع الانفجار الشامل الذي يهدد مصالح الجميع .
الشعب الفلسطيني لن يتسامح مع المعتدين أو مع المتواطئين معهم، ولا يجوز لأحد أن يختبر صبر الشعب الفلسطيني وصموده، لأنهم جميعا غير قادرين على هزيمة إرادة شعبنا وإيمانه أو المس بهويته الوطنية، وستبقى القدس ومقدساتها قبلهم وبعدهم، دائما وكما كانت عبر كل الأزمان والعصور عاصمة دولة فلسطين الأبدية .
فلسطين كانت وستبقى على جدول أولويات المنطقة والعالم ولا يمكن لاحد ان يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني وان يستغل المعاناة الفلسطينية للوصل الى أهداف شخصية او تمرير مخططات تصفوية وإن الجهود الأميركية هدفها ليس وقف الحرب على غزة، وأن المطلوب الآن هو إيجاد خارطة طريق تستند إلى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، تعالج تداعيات حرب لم تنته منذ مئة عام، ولن تنتهي إلا بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال .