لا وجود لما يسمى “المناطق الإنسانية” في غزة
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 14/09/24 | 15:13السبت 14 أيلول/ سبتمبر 2024.
قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لخيم النازحين في قطاع غزة، في المناطق التي صنفت أنها “مناطق إنسانية” يهدف إلى قتل وإبادة أكبر عدد من أبناء الشعب الفلسطيني وأن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مواصي خان يونس، وأسفرت عن استشهاد 40 مواطنا وإصابة العشرات، وفقدان آخرين، معظمهم من الأطفال، هي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي .
الضربات المتكررة في المناطق المكتظة بالسكان تتواصل حيث أُمر المدنيون الفلسطينيون باللجوء إليها من قبل سلطات الحكم العسكري في قطاع غزة وكانت النتيجة أن التوجيهات الإسرائيلية غير القانونية بإعادة التوطين لم تحم الفلسطينيين ولم توفر لهم أي ضمانات بالأمان .
وقعت الهجمات على منطقة المواصي، وهي منطقة أُبلغ المدنيون باللجوء إليها كجزء من “منطقة إنسانية” أعلنتها إسرائيل بشكل أحادي حيث كان المدنيون الذين قتلوا في ضربات مؤخرا يبحثون عن مأوى، قد تقلصت الآن إلى حوالي 13% من مساحة غزة وتضم أكثر من 30,000 شخص لكل كيلومتر مربع .
الصور التي تظهر حفرا عميقة دفنت عشرات الخيام التي كان الأطفال وعائلاتهم ينامون فيها قبل لحظات مرعبة للغاية، منذ 11 شهرا تجبر إسرائيل الفلسطينيين في غزة على الفرار من مكان إلى آخر دون تقديم أي ضمانات حقيقية بالأمان أو مأوى مناسب أو حق العودة عند انتهاء الأعمال العدائية وبذلك تقدم دليلا إضافيا على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، وأن وقف إطلاق النار فقط يمكن أن يمنع المزيد من إراقة الدماء .
لا يمكن استمرار صمت المجتمع الدولي على المجازر المروعة التي استهدفت خيام النازحين العزل بالصواريخ والقنابل في مناطق صنفت بأنها “آمنة”، ما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات من أبناء شعبنا، وفقدان كثير منهم معظمهم من النساء والأطفال النازحين .
وتأتي هذه الهجمات في ظل القيود الطويلة الأمد التي تعرقل العمليات الإنسانية في غزة وهذه الظروف لا يمكن أن تبقي الحياة البشرية مستدامة ولا بد من التدخل العاجل لتوفير حماية للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، أينما كانوا، وتسهيل جهود الإغاثة، مع اتخاذ تدابير عاجلة لمنع انتشار الأمراض التي يمكن تجنبها ولا يمكن أن تتم الجهود المنقذة للحياة دون وقف الأعمال العدائية ودخول المساعدات الأساسية دون عوائق وعلى نطاق واسع .
المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال، هي إجرام فاحش واستمرار لجريمة الإبادة الجماعية وسياسة التجويع ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وإن مثل هذه الأعمال تؤكد مرة أخرى عدم وجود مكان آمن في غزة، ولا بد من التوصل فورا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وضرورة وقف قتل المدنيين وإنهاء هذه الحرب المروعة .
الكلمات والعبارات تقف عاجزة عن التعبير عما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء العدوان والمجازر والمذابح اليومية التي يتعرض لها، والتي لم يشهد تاريخ الحروب والصراعات مثيلًا لها وأنه ليست من المروءة والشجاعة أو البطولة قصف مدنيين في مناطق عرفت بأنها إنسانية بآلاف من الأطنان المتفجرة المحرمة دوليا والاعتداء على النازحين الأبرياء وقتلهم .
ولا بد من قيام المجتمع الدولي بالتحرك العاجل من اجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خطر الفناء والإبادة والتطهير العرقي وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية، ووقف العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية .