الوجه والوجه الآخر
هادي زاهر
تاريخ النشر: 22/09/24 | 14:19هناك من يناضل ضد التجنيد الأجباري وهناك من ما زال يدافع عن الدولة وقوانينها الجائرة
حضرت البرنامج الحواريّ (بدون حساب) الّذي بثّته قناة مكان مساء 2024 – 11 – 9 وكانت الحلقة بعنوان (الطّائفة الدّرزيّة بين عالمين) تطرّق المشتركون إلى واقع الطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل، وقد اشترك في الحلقة المذكورة كلّ من.. المحامي سعيد نفّاع الأمين العام للكتاب العرب الفلسطينيين الكرمل ال 48.. د سامر سويد.. د. امير خنيفس.. الصّحفيّة صفاء زهر الدّين فرحات.
عرض البرنامج في البداية عددًا من الفتيات الدّرزيّات اللّواتي عرّفن أنفسهن بأنهنّ عربيّات، الأمر لم يعجب السّيّد أمير خنيفس الّذي قال بأنّ هذا العرض لم يشمل سوى ثلاث فتيات وقال بأنّه هو الّذي يقرّر انتماءه وإنّه
يشعر بأنّه بريطانيّ أيضًا كونه تعلّم هناك
السّيّدة صفاء وضعت اللّوم على المجتمع والقيادات الّتي لم تعمل بما فيه كفاية من أجل توجيهنا وتعريف انتمائنا.. السّيّد سامر سويد قال هناك من تعمّد على أن نكون تائهين.. السّيّد سعيد قال إنّ قضيّة الانتماء ليست خاضعة للرّغبات الشّخصيّة وإنّما هناك مركّبات علميّة ثابتة للانتماء القوميّ.
بعد ذلك عرض مشهد واقعيّ عن معاناة الشّباب الدّروز، لا سيما أوامر هدم البيوت وحجب المستحقّات، قال السّيّد سامر: آن لنا أن نستنتج العبر اللّازمة بعد 76 سنة.. السّيّدة صفاء وضعت الكرة في ملعبنا وكأنّ الدّولة بريئة؟! وذكرت بأنّ التّجنيد الالزاميّ فاد الكثيرين منّا وأنّ هناك جنرال في الجيش وهو غسّان عليّان.. جاهلة أو متجاهلة بأنّ عمّ غسّان هو المناضل المعروف زاهي عليّان الّذي يعمل ل ضدّ التّجنيد الاجباريّ وعلى مناهضة العدميّة القوميّة وعدم التّلاعب بنا لاستمرار استغلالنا، فهل هذه معلومة جديدة؟
هناك من يحاول إخفاء الوجه الآخر للطّائفة الدّرزيّة.. الوجه المتصدّي لجرائم حكّام إسرائيل، فإنّ رفض الخدمة في هذا الجيش هو واجب أخلاقيّ من الدّرجة الأولى، ليس فقط بسبب انتمائنا القوميّ، وإنّما لأنّ حكّام إسرائيل يرتكبون المجازر والإبادة الّتي لم يُسجل التّاريخ مثلها عبر العصور كلّها (وصدقت صفاء عندما أشارت مضطرّة بأنّ الطّائفة فيها تعدّديّة، وللمعلوميّة هناك عدّة تنظيمات تحارب التّجنيد الالزاميّ، نحن نطلب منهم أن يتوحّدوا لنلقي بثقلنا معًا لنشكّل القوّة المطلوبة الّتي من شأنها أن تحقّق الهدف المرجو) السّيّد خنيفس قال أنّنا يجب أن نتصرّف ضمن قوانين الدّولة، فسأله السّيّد سامر ساخرًا: وهل هذا معناه بأنّنا يجب أن نتكتّف أمام قانون كامنتس وقانون القوميّة، بعد ذلك كانت الكذبة الّتي تقول بأنّ 83 من أبناء الطّائفة يخدمون في الجيش وراح السّيّد خنيفس يردّد ذلك فردّ عليه السّيّد نفّاع بأنّ مركز هرتسليا للأبحاث وهو المعهد الّذي يعتبرونه أكثر موضوعيّة في البلاد، أشار بأنّ المعارضين هم أكثر من النّصف، وهنا أريد أن اشير إلى أنّ جامعة حيفا أشارت إلى ذلك أيضًا، وحتّى نبيّن الكذبة نقول أنّ نسبة المتدينين الشّباب هي حوالي 22% وهم معفيون من الخدمة الاجباريّة نظرًا لذلك، قسم من هؤلاء يتديّنون كي يتهرّبوا من الخدمة، وهذه الحقيقة وحدها تدحض الكذبة الّتي تسوقها أجهزة السّلطة واتباعها إضافة إلى من يتهرّب بأساليب كثيرة مثل تصنّع الجنون وبسبب وضعه الصّحّيّ الّذي يعملون على انتهاجه كحيلة للتّهرّب من الجيش.
ثم عرض مشهد لنتنياهو وهو يشيد بالطّائفة ويزعم بأنّه يحبّها، وهنا أقول إنّ المذكور يفتقد إلى صفات الإنسان لا يفهم أصول الوفاء إذ أنّ السّيّد سليم الشّوفي حمله على ظهره جريحًا من أعالي جبل الشّيخ وأنقذ حياته.
السّيّدة صفاء عادت مرّة أخرى لتقول بأنّنا ننعم بالدّيمقراطيّة وعندها ردّ عليها السّيّد نفّاع بأنّ الدّمقراطيّة هي ليست مجرد حرّيّة التّعبير وإنّما عدم مصادرة الأرض وإتاحة البناء أمام شبابنا لبناء بيوتهم.
في النّهاية كان الحديث عن المأساة الّتي حلّت بالجولان وأثنى الجميع على الموقف الإنسانيّ الحكيم لأهلنا هناك الّذين رفضوا استغلال إسرائيل لهم عبر المأساة الّتي حلّت بهم من أجل شنّ المزيد من الحرب..
اجمالًا أعتقد بأنّ البرنامج انقسم إلى فريقين، القسم الأوّل سعيد وسامر اللّذان كانا يعرضان المشاكل الّتي نعاني منها، مقابل القسم الثّاني أمير وصفاء الّذين كانا يعترفون بالمشاكل ولكن كانا يحاولان تحجيمها، وهنا أنصح الإخوة انتهاج الموضوعيّة خاصّة لمن يحمل لقب الدّكتور لا حاجة لمحاولة تبرير سياسة السّلطة فكلّ طفل يدرك بأنّ هذه السّلطة عنصرية حتّى النّخاع، غاشمة لا تعير أيًّا كان الاهتمام! فهي تستهتر بكلّ من حولها، أقول بأنّ هذا أسلوبًا قديمًا فحتّى السّيّد حمد عمّار المتواجد في حزب صهيونيّ متطرّف يتحدّث اليوم عن مدى العنصريّة والتّمييز ضدّنا واعتقد بأنّ الطّريق إلى عضويّة الكنيست من خلال حزب العمل لا يقتضي مثل هذا التّهادن، كنت أتمنّى من الأخ أمير أن يكون (مِخوِلًا) ويحمل فكر ونهج خاله السّيّد أمل الخنيفس المناضل ضدّ سياسة السّلطات القذرة.