صلوات الغياب ..

يوسف جمّال - عرعرة

تاريخ النشر: 25/09/24 | 17:17

تفصل بيني وبينك زنبقات
زرقاء
تحطُّ عليها فراشات بيضاء
تحمل على أجنحتها سكوت الملائكة
وصلوات الغائب الصامتة
وأرواح أيلول
وشجرة قندول
تبكي غصونها
حرمان البلابل من صلاتها
وندف القشِّ من أعشاشها
في مهبِّ الريح
ورحيل صغارها
وهي ما زالت تحمل
ريش الحرام
**********
تفصل بيني وبينك
حِقَبُ صُلبت على مذابح
صلبان الزمان
ببركة الشيطان
وأرض قفراء جُرِّدت من
ملابسها الخضراء
عارية
حرمت من أداء صلاة الغائب
وصلاة الوتر
وسراب ..
ضائع ليس له بيت
يسبح فيه نعيق الغربان
*******
تفصل بيني وبينك
عصافير تنبش الأرض باحثة
عن فتافيت الفرح
قناديل تبحث عن ضوئها الضائع بين
بين نزفات الجرح
نسمات باكية تسللت من بين
رغوات البحار المجنونة
ترانيم هبت من شبابة الرعاة
في ليلة الميلاد
والأطفال نيام في أحلام المهاد
*****************
تفصل بيني وبينك
مسافات ..
لا طول لها ولا امتداد
ولا روح
ولا أزمان ..
ليس لها أيام ولا ليال
وزعقات أطفال هجعوا
بعد أن أدوا صلاة الجوع
وصيام العطش
ونواح رياح تحاول
اقتلاع خيمتهم
وهم يتشبَّثون بها بأيديهم
الناعمة الصغيرة
****************
تفصل بيني وبينك
دموع ..
دموع جافة
أتت بها رياح لا غربية ولا شرقيّة
آتية من سما بيروت
ترقص على أنغام مزامير ملاك الموت
في أيلول
لا تنام ..
تعيش في ظلام ما وراء الجفون
عصية الإنطلاق
مسجونة ..
مصلوبة على صلبان الأحداق
*************
يفصل بيني وبينك
نهر ..
نهر حزين
يجري يين ضفَّتي
صبرا وشتيلا
أقف على ضفته الأولى
وأنادي ضفَّته الأخرى
بنغمات شبابتي الحزينه
وما من مجيب
وأنتقل الى ضفتة الأخرى
لأنادي
ضفته الأولى
فما من مجيب
فأعود لأغيب في ظلمات
التيه والغياب
**********
يفصل بيني وبيك
حلم ..
حلم لا يتركني
يلبسني
يتلبَّسَني
يحملني في عينيّ
يشعرني شعراً
ينثرني نثراً
ينام في حضني واقفاً
يصلّي على سجّادتي
ويصوم أيامي
ويفطر على مداد أقلامي
وامتداد إلهامي .
**********
تفصل بيني وبينك
رواية ..
رواية لم تُكتب بعد
بلا كلمات أو سطور
تسبح مع غيوم في عنان السماء
تنتظر زيادة ثقلها لتسقط مطراً
فتغسل دم أوراق الزيتون
النازفة
وتسقي عطش أزهار البابونج
المصلوبه
على سقوف بيوتنا المقلوعة
**********
عندما نلتقي
سأبني لك بيتا
يطلُّ من شمس جبال السامرة
الفارشة ظلالها
على آثار بساتين رمان حطين
يرقص على أنغام موشحات
نسائم الكرمل
تكتب عليه الشمس حكايات الظلال
وتحدِّيات المحال

*****************

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة