وقف النار او نار بلا توقف

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 27/09/24 | 17:14

بعد الضربات المتتالية التي تلقاها حزب الله، والتي سجلت يوم الاثنين الماضي اعلى مستوى لها في تاريخ الصراع الإسرائيلي مع حزب الله، بما فيها تفجير أجهزة البايجر لدى حزب الله واغتيال قادة امنيين كبار منه، اجمع المحللون على ان الوضع بين الجانبين سياخذ منحى خطيرا، الا اذا تدخل من يهمهم الامر وحاولوا تهدئة الوضع وابعاد فتيل اشتعال حرب مدمرة في المنطقة.

مبادرة تهدئة جديدة ظهرت على السطح ولم تكن هذه المرة من وسيط دولي، بل من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري شريك حزب الله في السياسة والذي يشكل معه “الثنائي الشيعي” الأقوى في لبنان. مبادرة بري تبناها الامريكييون والفرنسيون وتم طرحها رسميا على اسرائيل.

ماذا تتضمن مبادرة بري؟

ورقة بري تجمع بين المقترحات الأميركية التي قدمها المبعوث الأميركي للبنان آموس هوكشتاين والورقة الفرنسية التي قُدمت سابقاً. وتحتوي بنودها على هدنة لأربعة أسابيع في البداية، وتشمل وقفا للقتال بين الجانبين وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار وتوفير ضمانات بشأن إعادة الإعمار وإعادة النازحين .يليها فتح مسار ترسيم الحدود البرية، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني لمراقبة الحدود، ووقف اي نشاط عسكري لحزب الله.

نبيه بري اعرب عن تفاؤله بهذه المبادرة التي يامل تحقيقها في ظل التردي الخطير للوضع على حدود بلاده، لدرجة انه قال الأربعاء الماضي في لقاءاته الخاصة جداً: ” امامنا 24 ساعة حاسمة ليصبح سبقاً صحفياً عنوانه ان التسوية السياسية على الابواب، بدءاً من تسوية اميركية – ايرانية، وصولاً حتمياً إلى تسوية تفرضها واشنطن على بنيامين نتنياهو، تشمل غزة وجنوبي لبنان.” لكن السبق الصحفي لم يحصل، وما حصل هو الرد الاولي لإسرائيل على المبادرة. فماذا كانت ردة فعل نتنياهو؟

جاء في بيان لنتنياهو: «اجتمعت فرقنا (الخميس)؛ لمناقشة المبادرة الأميركية، وكيف يمكننا المضي قدماً في الهدف المشترك، المتمثل في إعادة السكان بأمان إلى ديارهم. وسنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة”

إسرائيل، رفضت أمس الخميس، وقف إطلاق النار مع حزب الله الامر الذي يعكس تحدٍ إسرائيلي للولايات المتحدة أكبر حلفائها، لكن نتنياهو من جهة ثانية سارع اليوم في محاولة لإرضاء بايدن الى القول إن فرقاً إسرائيلية عقدت اجتماعات؛ لمناقشة مقترحات أميركية لوقف إطلاق النار مع لبنان، وستواصل المناقشات في الأيام المقبلة، مضيفاً أنه يُقدّر الجهود الأميركية.

احتمالات التوصّل إلى هدنة لا تزال قائمة رغم تقلب نتنياهو بين ” نعم ولا” لاقتراح الهدنة مدة 21 يوما. ورغم موقف إسرائيل، فإن الولايات المتحدة وفرنسا تسعيان لتحقيق الهدنة حيث قالتا إن المفاوضات مستمرة بما في ذلك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.

صاحب المبادرة نبيه بري يرى ان التسوية المطروحة يمكن ان تدخل حيز التنفيذ في بداية شهر تشرين الاول المقبل اعتمادا على امل ان تمارس الولايات المتحدة ضغطا على نتنياهو. لكن بري لا يعرف طبيعة نتنياهو الذي ولغاية الان يفعل ما يريد ولا يهمه الولايات المتحدة او غيرها كما اثبتت الوقائع.

واخيرا…

نحن الان امام حالتين: اما وقف النار او نار بلا توقف. فهل نتنياهو هو صاحب القرار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة