قتل نصر الله نهاية جهنّم المنطقة ام بداية أكثر سعيرا؟
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 29/09/24 | 15:11انتهى حسن نصر الله. انتهت الحكاية. راح الرجل الذي اشغل إسرائيل والعالم 32 عاما ولا سيما بعد حرب لبنان الثانية عام 2006. انتهى حسن نصر الله اللبناني الجنسية الإيراني السياسة والتوجه. انتهى حسن الذي وباعتراف محللين لبنانيين استمر في قيادة حزب الله بصورة مخالفة لدستور الحزب فليس مهما الدستور بل المهم رضا ايران وموافقتها ما دامت هي رب عمل الحزب وهي البوصلة التي وجهته ولا تزال وستبقى كذلك.
في العام 1982 أي عام اجتياح إسرائيل للبنان اقدم أربعة رجال دين (محمد حسين فضل الله، راغب حرب، عباس الموسوي وصبحي الطفيلي) على تاسيس حزب عقائدي شيعي بتوجيه من ايران اطلقوا عليه اسم حزب الله. وظل الحزب تحت قيادة جماعية حتى عام 1989 عندما تم انتخاب الشيخ صبحي الطفيلي امينا عاما للحزب. لكن الطفيلي اختلف مع القيادة حول توجهات الحزب والعمل السياسي واستقال من رئاسة الحزب عام 1991. بعد استقالة الطفيلي تولى عباس الموسوي رئاسة الحزب (امين عام) في شهر مايو من العام نفسه وبقي حتى يوم اغتياله في السادس عشر من شهر فبراير عام 1992 حيث أقدمت مروحية إسرائيلية على اغتياله وبعدها تم انتخاب حسن نصر الله امينا عاما للحزب بتوصية ايرانية.
هنا لا بد من اطلاع القارئ على مشروع “حزب الله” الذي أعلن عنه نصر الله نفسه وهو جعل لبنان جزءًا من إيران إذ قال نصر الله: “مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنّى غيره، ان يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة فقط، وإنّما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحقّ، الولي الفقيه الإمام الخميني”.
ويبدو ان ايران كانت اول من علم بمقتل تصر الله لكنها فضلت على ما يبدو السكوت بدليل البيان الذي صدر عن علي خامئني المرشد الأعلى لايران والذي جاء فيه ” أنّ إسرائيل أعجز من أن تنال من بنية الحزب” وهو ما فسّر على أنّه تمهيد ومحاولة لتطويق تداعيات الاغتيال على مستوى وضعية الحزب الداخلية وعلى مستوى جبهة الحرب.
واضح ان عملية الاغتيال حصلت نتيجة اختراق امني يعني “خيانة” بدليل ان خمسة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن الهجوم على قلب الضاحية في بيروت يوم الجمعة وقع بعد وصول معلومات استخباراتية تفيد بوصول حسن نصر الله للمشاركة في اجتماع لقيادات التنظيم في مكان محصن تحت الأرض في معقل لحزب الله. وكانت إسرائيل تخطط مسبقا لاغتيال نصر الله استنادا لصحيفة “هآرتس” التي قالت نقلاً عن مصادر مطلعة، إن نتنياهو طلب تأجيل اغتيال نصر الله حتى عودته من نيويورك لكنه وافق لتوفر الفرصة.
ثلاثة أمناء عامون تناوبوا على قيادته منذ العام 1989 واثنان منهم ماتوا بعمليات اغتيال نفذتها إسرائيل الاول اسمه عباس الموسوي والثاني اسمه حسن نصر الله. فهل سيلاقي الأمين العام المنتظر لحزب الله نفس المصير؟
أسئلة كثيرة مطروحة الان بعد عملية اغتيال نصر الله والتي قال عنها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، انها “من أهم عمليات الاغتيال في تاريخ إسرائيل”: هل ستتغير سياسة الحزب في عهد الأمين العام القادم ومن سيكون هذا الأمين العام، وهل قتل نصر الله سوف يفتح أبواب جهنّم في المنطقة أم ان قتله ليس نهاية جهنّم بل بداية جهنّم أكثر سعيرا؟