حوار لترسيخ دولة
بقلم قرار المسعود
تاريخ النشر: 01/10/24 | 6:33 ثبت عبر تاريخ الأمم، أنه عندما يكون هناك قائد حاكم يتمتع بمحبة شعبه و وطنه فإنه عادة ما يلجئ ليسمع الرأي العام و يسمع صوت المواطن. إن ما أعلنه الرئيس في خطابه بعد أدائه اليمين الدستوري لعهدة ثانية، بحوار وطني شامل تلتقي فيه كل الرؤى بعدما وصلت إليه البلاد من نمط تسيير يشترك فيه الكل بالطريقة المطلوبة لما تطمح إليه الجزائر الجديدة التي لم تصبح شعارا مشكوكا فيه. هي سنة سنتها الجزائر في إطار الميثاق الوطني في 1976 و يعتبر هذا الحوار الشامل لبنة أساسية لتعزيز صفوف الجبهة الداخلية و تقويتها.
لا يسعني و إيمانا بهذا المسعى إلا أن يكون هذا اللقاء مجردا كليا من الذاتية كما كان عليه لقاء الـ 22 لاندلاع الثورة، ليسطر معالم الأفاق المستقبلية التي تستقر بها الجزائر نهائيا. لم و لن يكون سهلا على كل وجهات النظر مهما كانت في هذه الحقبة أن لا تشاطر منهاج الوصول الى تعزيز الإكتفاء الذاتي و استغناء الدولة عن الإستراد و تعزيز الأمن إلا مَنْ حاقد أحمق. إن هذا الحوار سيكشف كل النوايا التي تريد أن تعبث بمستقبل المواطن و هو جدير أي المواطن أن يرد عن نفسه في الوقت المناسب و بالكيفية المناسبة ولا يقبل مَنْ ينوب عنه في كل القضايا.
– حوار يفرض على الكل الانصياع للمنطق المفروض و الحتمي الذي يعتبر المخرج الوحيد الذي لا سبيل غيره.
– حوار يُرضي الجميع بدون إستثناء و يجعل كل واحد أمام مسؤولياته الفعلية و ما يترتب عليها.
– حوار يعيش من خلاله المواطن و هو مدرك متيقن أنه مع الجميع و يعمل مع الجميع و يحمي وطنه مع الجميع و يتألم مع الجميع و يفرح مع الجميع و لا بديل له.
– حوار يصحح الأخطاء و يؤيد الصالح و يعاقب الطالح.
– حوار مخرجاته مقدسة و منفذة من الجميع بقناعة تامة من أجل الوطن لا غير.
– حوار يدرس كل صغيرة و كل كبيرة بإنصاف و يحترم الكبير و الصغير.
– حوار يحمي الجميع و يدافع عنه الجميع.
– حوار يضع القواعد الأساسية التي يتفق عليها الجميع بالجميع بدون إستثناء و يتقبلها الجميع بدون إستثناء.
– حوار خطوته الأولى دزاير تحرر تحت راية واحدة و وطن واحد و منهاج نوفمبري واحد و شرعية باديسية واحدة.
– حوار يحترم خصوصيات الجميع و يحافظ على الجميع.
– حوار شعاره حب الوطن و حمايته من طرف الجميع.
– حوار مبدؤه “و أمركم شورى بينكم” يأيدها الجميع و يدافع عنها الجميع و يعمل بها الجميع.
– حوار له مرجعية خالدة بوجود الوطن و الأمة.
– حوار مبني على الصراحة التامة و الأخوة التامة و المساهمة التامة.
في إعتقادي، هذا ما أجده من وصف لما تقبل عليه الجزائر.إن هذا الحوار ليس كسابقيه، جاء في وقت عرفَ للمواطن مكانته و وضعيته و ما عليه و إليه. جاء يحمل نضج و مسؤولية الفرد اتجاه بلده. جاء يوقظ الأمة لما يدور حولها و ما تحت قدميها. جاء يعلم حسن التسيير و التدبير قبل الطوفان. جاء بمرجعية 22 فيفري 2019 و وديعة الشهداء و منهاج نوفمبر كثوابت للأمة.