لماذا الأستاذ مالك بن نبي لم يتحدّث عن عظمة قادة الثّورة الجزائرية؟
معمر حبار
تاريخ النشر: 06/10/24 | 6:46مقدّمة القارئ المتتبّع:
يقف القارئ المتتبّع للأستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليه على أنّه -فيما قرأت وأتذكّر لم يمدح قادة الثّورة الجزائرية. وفي الوقت نفسه انتقد قادة الثّورة الجزائرية بقوّة. وسواء تصريحا، أو تلميحا، وأثناء الثّورة الجزائرية، وبعد استرجاع السّيادة الوطنية، وفي أيّامه الأخيرة.
يمتنع القارئ المتتبّع عن إعادة ماذكره في منشوره الأوّل[1]، والثّاني[2]، والثّالث[3] بخصوص الموضوع. ويمكن الرّجوع إليها لمن أراد الزّيادة فسيجد القارئ الكريم بعض الأسباب.
وكمثال بسيط يمكن القراءة عن علاقة مالك بن نبي بالرّئيس هواري بومدين رحمة الله عليه، باعتباره من قادة الثّورة الجزائرية، عبر مقالنا[4] لمن أراد الزّيادة.
شهادة مالك بن نبي حول الثّورة الجزائرية:
يمكن للقارئ الكريم أن يطالع شهادة مالك بن نبي حول الثّورة الجزائرية والتي نشرها في كتاب باللّغة الفرنسية[5]. وقد عرضها القارئ المتتبّع عبر المقال الأوّل[6]، والثّاني[7]، والثّالث[8]. لمن أراد الزّيادة.
أخطأ الأستاذ محمّد الصالح الصديق بشأن علاقة مالك بن نبي بقادة الثّورة الجزائرية:
قلتها، وأعيدها: أخطأ الأستاذ محمّد الصالح الصديق رزقه الله الصّحة، والعافية حين قال: “كان مالك بن نبي يكره قادة الثّورة”.
مايجب التّركيز عليه، وذكره أنّ قادة الثّورة الجزائرية لايكرهون مالك بن نبي. ومالك بن نبي لايكره قادة الثّورة الجزائرية. إنّما هي -في تقديري- الظروف التي فرضها الاستدمار الفرنسي، والحرب، ومهام كلّ طرف التي تختلف عن الآخر والتي جعلت المواقف تختلف فيما بينهم، وتتضارب أحيانا. ولا عيب في ذلك. وتلك ظاهرة صحية.
لو أعلم أنّ “مالك بن نبي كان يكره قادة الثّورة؟!”. كما زعم محمّد الصالح الصديق. لانتقدته اليوم قبل الغد وهو بين يدي الله تعالى.
ماذكره بعض الأصدقاء حول طبيعة العلاقة بين مالك بن نبي وقادة الثّورة الجزائرية:
قادة الثّورة الجزائرية ليسوا ملائكة:
ننقل عن صديقنا عمر الحاج، قوله: ” فالقادة ليسوا ملائكة والنقاد الذين انتقدوهم ليسوا شياطين”.
مالك بن نبي ينتقد ولا يكره:
وذكر صديقنا محمد الطيب محمدي: “قالوا أيضا أن مالك بن نبي يكره الجمعية. لكن مالك بن نبي كان مادحا للشيخ عبد الحميد بن باديس، وانتقد المنهج وأسلوب الجمعية في الإصلاح وليس معنى هذا أنه يكرها”.
سوء التّفاهم، واختلاف طبيعة الشخصية بين مالك بن نبي وقادة الثّورة الجزائرية:
ذكر صديقنا Smail Ait El Hara: “قضية مالك بن نبي وقادة الثورة متعلقة بحدثين: ابداعه لفكرة القابلية للاستعمار التي لم يستوعبها قادة الثورة. والحدث الثاني مزدوج: عدم تعيينه ممثلا للثورة في فرنسا. وعدم إعطائه منصبا مهما بمصر ضمن قادة الثورة. ومالك بن نبي لم يقبل طريقة معاملته أثناء الثورة بالقاهرة، ووجد نفسه بين محتل يعرف خطورة أفكاره عليه وقادة ثورة ليس لهم الوقت لأي تفكير نظري. بالإضافة إلى فارق السّنّ كبير بينه، وبين قادة الثورة. فهو قريب لجيل مصالي وليس جيل بن بولعيد “.
لم يعرف عن مالك بن نبي أنّه انضمّ للمؤسّسات الثّورية:
وذكر صديقنا Riadh Haoui: “مالك بن نبي كان أكبر منهم سنا. لقد عاصر تأسيس حزب الشعب وغيره من المؤسسات النضالية ولم ينظم اليها”.
الأحد 3 ربيع الثّاني1445هـ، الموافق لـ 6 أكتوبر 2024
الشرفة – الشلف – الجزائر
[1] #أخطاء_في_حقّ_مالك_بن_نبي 18 [2] #أخطاء_في_حقّ_مالك_بن_نبي 19 [3] #أخطاء_في_حقّ_مالك_بن_نبي 28 [4] مقالنا بعنوان: بومدين كما يراه مالك بن نبي – معمر حباروبتاريخ: الإثنين 8 صفر 1441 هـ – الموافق لـ 7 أكتوبر 2019
[5] Malek BENNABI : « TEMOIGNAGES SUR LA GUERRE DE LIBERATION », Préface : Sadek SELLAM, ALLEM EL AFKAR, Alger, Algérie, 2010, Contient 73 Pages. [6] مقالنا بعنوان: مالك بن نبي من خلال شهادته على الثورة الجزائرية 1 – معمر حباروبتاريخ: الأربعاء:25 ربيع الأول 1436هجري، الموافق لـ 15جانفي 2015
[7] مقالنا بعنوان: مالك بن نبي من خلال شهادته على الثورة الجزائرية2وبتاريخ: الجمعة:02 ربيع الثاني 1436هجري، الموافق لـ 23جانفي 2015
[8] مقالنا بعنوان: مالك بن نبي من خلال شهادته على الثورة الجزائرية 3وبتاريخ: السبت:03 ربيع الثاني 1436هجري، الموافق لـ 24 جانفي 2015
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار