خلفية الهجوم الإيراني وكيفية الرد الإسرائيلي المتوقع

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 06/10/24 | 13:07

المقابلة التي اجريتها مع وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي، لا يمكن ان انساها في حياتي المهنية لأني اجريتها في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، عام سقوط البرجين في نيويورك. كما اني لا يمكن ان أنسى ما قاله لي خلال المقابلة لأنه ينطبق تماما على مجريات الوضع الراهن. فقد قال لي عندما حشرته في اسئلتي: ” اسمع يا أستاذ لا تحاول ايقاعي بأسئلتك المفخخة اسمعني جيدا: لا انا أو أي وزير خارجية آخر أو ملك او رئيس في الشرق الأوسط يستطيع ان ينحاز عن الخط المرسوم امريكيا،”

تعالوا نحلل الآن الهجمة الصاروخية الإيرانية الأخيرة على إسرائيل والتي اعتبرتها ايران مفخرة لها ولا تزال تتغنى بها: قبل تزوجيه الضربة شهدت ايران تراشقا كلاميا بين بعض قادتها ومنها ما حمل
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مسؤولية ضعف إيران في الردّ على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، الامر الذي دفع أنصار الرئيس الايراني الى التذكير بأنّ قرار الرد والحرب والسلم ليس في يد الرئيس بل ان صاحب القرار في هذا الشأن هو فقط المرشد الأعلى علي خامنئي.

لكن بعد عملية اغتيال نصر الله، اضطر خامتئي لإعطاء أوامر بتوجيه هجوم متواضع وعلى طريقة حفظ ماء الوجه للرد على ثلاث مصائب: اغتيال إسماعيل هنيّة في طهران وحسن نصر الله وضابط الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان في بيروت. الرد اتى على طريقة التنسيق المسبق مع واشنطن رغم نفي ايران. كيف ذلك؟

في صباح يوم الثلاثاء الماضي أي يوم الهجوم أبلغت أمريكا إسرائيل بان ايران تنوي توجيه ضربة لها وعليها الحذر. وكالة “رويترز” نقلت عن مسؤول إيراني بارز قوله “أبلغنا روسيا مسبقا بالضربة ضد إسرائيل كما نبّهنا واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية قبل وقت قصير من الهجمات”، التلفزيون الإيراني الرسمي قال “حذّرنا القوات الأميركية بضرورة الانسحاب من هذه المسألة وعدم التدخل وتم تمرير الرسالة عبر السفارة السويسرية في طهران.” والهجوم تم بالفعل.

صحيح ان إيران نفذت هجوم الرد ضدّ إسرائيل لكنها سارعت في الإعلان عن انتقامها لمقتل القادة الثلاثة بمعنى اغلاق هذا الملف والعودة الى النهج المتعارف عليه أي نهج الحديث عن المفاوضات والتراشق الكلامي.
وماذا عن الرد الإسرائيلي؟ من الطبيعي ان تنتظر ايران ردا إسرائيليا ومن الطبيعي ان تجد ايران نفسها مجبرة على هضم هذا الرد الذي من المتوقع ان تتم هندسته بإخراج أميركي بمعنى ان لا يؤدّي الرد إلى تجاوز ما هو مسموح به بمعني عدم ضرب إسرائيلي موسّع للمفاعلات الايرانية.

وأخيرا…
باعتقادي هناك ثلاثة احتمالات لكيفية الرد الإسرائيلي على هجوم ايران: إما استهداف مفاعلات ومنشآت نووية أو قصف مصافى بترول وغاز، وإما الإقدام على عمليات اغتيال لشخصيات سياسية عسكرية ونووية. ننتظر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة