ذراع إسرائيل الطويلة وسلاح الاغتيالات

الاعلامي احمد حازم

تاريخ النشر: 07/10/24 | 13:20

لم تتوقف عمليات الجيش الإسرائيلي على ملاحقة قادة في حزب الله فقط بل طالت أيضا قادة فلسطينيين. فقد اغتالت إسرائيل في الثلاثين من الشهر الماضي قائد حركة حماس في لبنان وعضو قيادتها في الخارج، فتح شريف ” أبو الأمين” وكذلك ثلاثة من قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

العمليات الإسرائيلية لم تنته بمقتل حسن نصر الله وبالعكس تكثفت في محاولة لاصطياد عدد اكبر من قيادات الحزب او بكلام اصح لضربه عسكريا وهذا ما ورد في اشتراط نتنياهو لوقف النار الذي اشترط انسحاب حزب الله الى شمال نهر الليطاني الذي يفصل بين إسرائيل والجنوب ونزع سلاح حزب الله.

ما يفعله نتنياهو يذكرني بلعبة الورق الشعبية “باصرة” حيث توزع أوراق اللعب على اللاعبين الأربع ومن يملك ورقة ” الولد” يستطيع “قش” كل الأوراق. وهذا ما ينطبق على نتنياهو حاليا. ففي لعبة الحرب وزع عملياته على اربع جبهات: في الشمال مع حزب الله وفي الجنوب مع حماس وفي شمال الضفة الغربية وأيضا في اليمن خارج الحدود. وفي هذه اللعبة كانت ورقة الولد بيد نتنياهو وتمكن من ” قش” كل الأوراق ولا سيما على جبهة حزب الله حيث بدأت قيادات هذا الحزب تتساقط واحدا تلو الآخر نتيجة الاختراقات الأمنية التي تسببتها خيانات مسؤولين في الحزب.

نتنياهو كان قد أدلى بأولى تعليقاته بعد مقتل حسن نصر الله،: “من يأتي لقتلك، يجب أن تقتله مسبقًا ولا يوجد مكان في إيران أو الشرق الأوسط لن تصل إليه الذراع الطويلة لإسرائيل، واليوم تعرفون بالفعل مدى صحة هذا”.

واضح ان كلام نتنياهو هو تهديد لدول المنطقة لكثرة استخدامه صياغة “اذراع الطويلة لإسرائيل ” وهو الذي قال مخاطبا الإسرائيليين ليسمع جيرانهم ومن حولهم: “العمل لم يكتمل بعد. وفي الأيام المقبلة، سنواجه تحديات كبيرة، وسنواجهها معا”. ولم ينس نتنياهو أسلوب مدح الذات اذ قال: ” أن الشرق الأوسط كله اكتشف ( الأوتار الفولاذية) لإسرائيل وليس حزب الله وحده هو الذي اكتشف ذلك. ”

في شهر يونيو عام 2022 نشرت مجلة ” ذا إيكونوميست ” البريطانية مقابلة مع رئيس وزراء إسرائيل وقتها، نفتالي بينيت، قال فيها إن بلاده بدأت بتطبيق “مبدأ استهداف رأس الأخطبوط بدلا من المخالب و أنشأنا معادلة جديدة من خلال استهداف المنبع”.

وكان بينيت قد افهم العالم قبل ذلك علانية ان إسرائيل لا تعترف بالاتفاقيات. فقد ذكر بينيت، في مقابلة مع صحيفة ” جيروزاليم بوست ” في أواخر شهر يناير عام 2022 أن “الاستراتيجية الإسرائيلية لا تعتمد على ما إذا كان هناك اتفاق أم لا وسوف نحمي أنفسنا بأنفسنا وحتى لو كان هناك اتفاق فإننا لسنا ملزمين به، وسنحافظ على حريتنا في التصرف”.

هذا الكلام في منتهى الوضوح ويعتمده نتنياهو في سياساته. ولا غرابة قي ذلك فالاثنان ينتميان لنفس اليمين المتطرف والاثنان من الراغبين في الحرب والتهجير. ولم تعد عقيدة “ضرب رأس الأخطبوط” التي تحدّث عنها نفتالي بينيت مجرّد نظرية سياسية، بل خيار ممكن تطبيقها في ظل الاختراقات والخيانات.

واخيرا …

عندما بدأت الحرب بين روسيا وأكرانيا في شهر فبراير عام 2022 اعتقد الرئيس الروسي بوتين بأنه سينهي الأمر خلال أسابيع ودخلت الحرب سنتها الثالثة. وهكذا اعتقد نتنياهو أيضا في حربه على غزة. فهل سنعيش حربا مماثلة لحرب بوتين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة