الولايات المتحدة… ماضيها دموي وحاضرها إجرامي
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 10/10/24 | 14:11منذ كنا صغارا ونحن نسمع بحرب أمريكا على فيتنام والتي بدأتها في منتصف خمسينيات القرن الماضي واستمرت سنوات كثيرة وبالتحديد حتى منتصف السبعينيات. لكن هذه الحرب القذرة التي أودت بحياة مليوني مدني ومليون عسكري فيتنامي لم تكن الأولى من نوعها. فالولايات المتحدة لها تاريخ حافل بالقتل والدمار والحروب. ورغم أن عمر الولايات المتحدة حوالي (250) سنة فقط، إلا أنها قضت 93% من عمرها، بما يعني (222) سنة في حروب على الدول الأخرى واحتلالها لدول في أنحاء العالم كافة. أكثر من (90) حربا وعدوانا، قامت بها أمريكا منذ اول عدوان لها على نيكاراغوا عام 1833حتى هذه الأيام منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من يراجع تاريخ هذه الدولة الامريكية الشمالية يتبين له انها لا يمكن ان تكون دولة لها مصداقية ولا يمكن ان تكون نزيهة. وهي في حقيقة الامر تتستر بالنزاهة وتستخدم سياسة الخبث واكبر مثال موقفها من القضية الفلسطينية ومن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي . قد يستغرب البعض لماذا لا أستخدم صياغة (الصراع العربي الإسرائيلي) والجواب بكل بساطة ان أنظمة العالم العربي بشكل عام مشغولة الان بكيفية التطبيع مع إسرائيل ووضعت الصراع جانبا، مع اعترافي بوجود دول عربية قليلة جدا لا تفكر بالتطبيع على الأقل حاليا كما يبدو من سلوكياتها.
لم يمر علي في حياتي المهنية دولة كاذبة خادعة منافقة مثل الولايات المتحدة الامريكية. ولو يوجد مقياس كذب لدى مؤسسة ريختر للمقاييس العالمية لكانت الولايات المتحدة صاحبة الرقم الأول في العالم. اسمعوا الحكاية: لن نتحدث عن الماضي بل عن الحاضر وبالتحديد عن الملف الفلسطيني.
في الثّالث عشرة من نوفمبر عام 1974، وقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بزيّه العسكري وكوفيّة بيضاء وسوداء- أمام منبر الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة والقى خطابا افتتحه بالقول:” جئتكم يا سيادة الرئيس وبندقيّة الثّائر في يدي، وفي يدي الأخرى غصن الزّيتون، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، لا تُسقطوا الغصن الأخضر من يدي، لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي”. فلا البندقية بقيت ولا غصن الزيتون نفع والذي حصل فيما بعد توكيل الولايات المتحدة برعاية عملية السلام والتي أصبحت في حقيقة الامر كذبة كبيرة تتستر وراءها الولايات المتحدة لتمارس عملية تخدير للشعوب العربية.
يومًا بعدَ يومٍ وكما يقول احد المحللين يتكشَّف المزيد من الحقائق المخفية وتتأكَّد معه حقيقة مؤتمرات السَّلام وخطَّة خريطة الطَّريق وصولًا إلى ما يُسمَّى حلَّ الدّولتَيْنِ. هذا الحل ليس سوى مجرد ملهاةً للعرب والفلسطينيِّين لكسب الوقتِ، ولو كانت الولايات المتحدة جادة فعلا بهذا الحل فلماذا استخدمت حق الفيتو في مجلس الامن الدولي في الثامن عشر من شهر ابريل الماضي لحرمان فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في حين أيّد قرار العضوية 12 عضواً في المجلس من اصل 15؟
وأخيرا…
تساءلت في مقال سابق عما اذا كان نتنياهو هو صاحب قرار وقف اطلاق النار. فجاء الجواب من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. الذي اكد للصحفيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة على عدم وجود أي قوة -بما في ذلك الولايات المتحدة- قادرة على وقف نتنياهو في حربه على غزة ولبنان. نتنياهو وحده يتحدى العالم