الثلاثة المصابون بجنون العظمة
الاعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 11/10/24 | 15:10أتذكر اني شاهدت فيلماً مصريا اسمه “الكذابون الثلاثة”، يحكي عن ثلاثة رجال يجمعهما صفة الكذب. وقبل فترة أصدرت الكاتبة الألمانية Karli Erlhoff كتابا للأطفال بعنوان “ثلاثة في شبكة الأكاذيب” يتحدث عن لص يكذب وعن وجود بعض من يريد أن يفعل كل ما في وسعه لمنع المحققين من تسليط الضوء على هذه المسألة.
اللواء المتقاعد من الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك، وفي مقال له بصحيفة “هآرتس” تحدث عن ثلاثة أشخاص وهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي”. صحيح أن بريك لم يتحدث عن كذابين ثلاثة، بل تحدث عن “مجانين ثلاثة أدخلوا الدولة العبرية في مستنقع لا يعرفون كيفية الخروج منه.” مجانين اللواء بريك ليسوا أشخاصا عاديين بل أهم شخصيات سياسية وعسكرية في إسرائيل. وما هو الحل بنظر بريك:” الحل هو التسوية السياسية فقط وليس حربا شاملة أو حرب استنزاف نمر فيها.”
لكن تفكير بريك في واد، وممارسات “المجانين الثلاثة ” في واد آخر. فأولئك الثلاثة “يريدون تحقيق كل شيء من خلال الضغط العسكري، لكنهم لم يحققوا الأهداف التي وضعوها في الحرب على غزة. ونتيجة لإصرار هؤلاء الثلاثة على التمسك بسياسة القوة فالمنطقة أمام خيارين: إما انفجار شامل في الشرق الأوسط أو استمرار حرب الاستنزاف”.
وفيما يتعلق بالرد الإسرائيلي المنتظر على الهجوم الإيراني الأخير، ينصح بريك نتنياهو ومجموعته العسكرية بأن لا يجازفوا في ضرب منشآت نووية إيرانية. ونصيحة بريك تتوافق كلياً مع موقف الإدارة الأمريكية. صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت في التاسع من الشهر الجاري أن “إسرائيل رفضت حتى الآن الكشف لإدارة بايدن عن تفاصيل خططها للرد على الهجوم الإيراني، حتى مع حث البيت الأبيض لها عدم ضرب منشآت النفط الإيرانية أو المواقع النووية وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب الإقليمية”.
وهل تستطيع إسرائيل وحدها ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟ وهل ستؤثر هكذا ضربة على قدرة ايران في مواصلة سعيها لدخول النادي النووي؟
يقول اللواء بريك بصراحة أن “إسرائيل وحدها لا يمكنها تدمير المنشآت النووية، المنتشرة في بضعة مواقع في عمق عشرات الأمتار فأكثر تحت الأرض. وحتى لو جاءت الولايات المتحدة لمساعدتنا، فإن هذه مهمة صعبة جدا على التحقق.” وأضاف: “من المهم أن نفهم أن ضرب المنشأة النووية الإيرانية لن يوقف القدرة الإيرانية على إنتاج قنابل نووية، بل في أفضل الأحوال سيعيق الإنتاج بضعة أشهر فقط”.
اللواء بريك على حق في قوله إن “هؤلاء المجانين الثلاثة مصابون بجنون العظمة لأنهم يتخيلون أنهم يستطيعون القضاء على حماس وحزب الله وعلى الحكم في إيران.” حسب قوله.